وفود دولية وأممية تزور الشيخ جراح وتشديدات أمام دخول الفلسطينيين وانتشار مكثف للمستوطنين المتطرفين

الشرق الأوسط نيوز : بالتزامن مع انتشار مكثف واستفزازي للمستوطنين على مدخل حي الشيخ جراح وإغلاق شرطة الاحتلال مداخل الحي أمام الفلسطينيين أدى العشرات من سكان الحي والنشطاء والمتضامنين صلاة الجمعة في ساحة الحي الذي يشهد منذ 6 أيام، اعتداءات متكررة من شرطة الاحتلال والمستوطنين طالت الأهالي وممتلكاتهم والمتضامنين معهم.

وكانت لجنة أهالي “حي الشيخ جرّاح” في القدس المحتلة قد دعت لإقامة صلاة الجمعة في الحي، لمساندة الأهالي والوقوف إلى جانبهم أمام الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من شرطة الاحتلال وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم ومحاولات تهجيرهم من منازلهم.

وخطب الجمعة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية سابقًا.

وأشار في خطبته إلى أن من يرتكب الظلم بحق المسلمين سيكون مصيره الخسارة، معتبرا أن “الظلم ظلمات يوم القيامة”.

واستعرض في خطبته القصيرة وفي ساحة من الأسلفت بجانب البيوت المهددة في منطقة تعرف بـ “أرض النقاع” أو “كباينة أم هارون”، وتقع إلى الغرب من حي كرم الجاعوني عبر الشارع، أن الظلم يحمل صورا كثيرة ومن أبشعها الاعتداء على أراضي المسلمين وبيوتهم والعمل على إخلاء أراضيهم ومنازلهم وتهجيرهم.

ويقطن الحي المستهدف اليوم 40 عائلة فلسطينية تعدادها نحو 200 شخص، ما يجعلها الكتلة المأهولة الثانية إلى جانب “حي كرم الجاعوني”.

ودعا الشيخ صبري أثناء الصلاة إلى وحدة المسلمين ورص صفوفهم والعمل على التصدي للاعتداءات الاحتلالية، كما أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح شهـــداء الحي.

بدوره أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ضرورة الرباط والتواجد الدائم في حي الشيخ جرّاح، وقال: “حي الشيخ جرّاح مستهدف بشكل كبير وغير مسبوق من قبل المستوطنين الذين تساندهم سلطات الاحتلال، وعليه ندعو لمؤازرة الأهالي بالرباط والصمود أمام هذه الهجمة”.

ويأتي تكثيف الدعوات للرباط في حي الشيخ جرّاح في أعقاب تصاعد هجمة المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة بحق أهالي الحي، واقتحاماتهم اليومية بقيادة النائب في الكنيست ايتمار بن غفير، حيث وجهت الدعوات للتظاهر مساء الخميس بدعم من شرطة الاحتلال التي تمنحهم الشرعية للاعتداء على سكان الحي.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد فرضت مساء الخميس، إغلاقًا مشددًا على حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، بالتزامن مع اعتداء عناصر من شرطة الاحتلال على أهالي الحي والمرابطين فيه والمتضامنين.

وأفادت مصادر محلية في القدس بأن شرطة الاحتلال حاصرت الحي، وفرضت إغلاقًا كاملًا ومشددًا على كافة مداخله، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين الذين يستعدون لمهاجمة أهالي الحي.

وأضافت أن شرطة الاحتلال اعتدت على الأهالي والمتضامنين بالضرب، ومنعت المسعفين من الدخول لتقديم العلاج للمصابين، مشيرةً إلى أن شرطة الاحتلال هاجمت الأهالي وحاصرتهم على مقربة من منزل عائلة سالم المهددة بالإخلاء القسري في المنطقة الغربية من الحي، ونصبت حواجز حديدية على مداخل الحي لمنع دخول المتضامنين لمساندة أهالي الحي.

انتشار وتشديد

وشددت قوات الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، من إجراءاتها في مدينة القدس، “تحسبا لاندلاع مواجهات في المدينة”، مع استمرار اعتداءات في حي الشيخ جراح.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، “نفتالي بينيت”، أمس، مداولات حول الأوضاع في الشيخ جراح، بمشاركة “وزير الأمن الداخلي” في حكومة الاحتلال، والمفتش العام للشرطة، وقائد الشرطة في منطقة القدس، وغيرهم من المسؤولين.

ونشرت قوات الاحتلال فرقها المختلفة من “الشرطة، حرس الحدود، الخاصة المخابرات، الضباط”، في شوارع مدينة القدس وطرقاتها وعلى أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

تهديد سائقي الحافلات

وفي سياق تحجيم مشاركة الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 هددت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي الحافلات التي ستخرج من مدينة أم الفحم يوم الجمعة نحو المسجد الأقصى؛ للرباط فيه ولأداء الصلاة، ومن ثُمّ التوجه إلى حي الشيخ جراح.

وأكد أحد الناشطين أن جهاز المخابرات الإسرائيلي أرسل رسائل تهديد إلى أصحاب الحافلات والنشطاء والأفراد الذين سجلوا للتوجه إلى المسجد الأقصى، وحذّرهم من التوجه إلى حي الشيخ جراح.

وأوضح الناشط أن الحافلات ستخرج للتوجه إلى المسجد الأقصى، قائلاً: “من يريد التوجه إلى حي الشيخ جراح سيتوجه في مركبته الخاصة، ويوجد أكثر من عشر مركبات تعتزم التوجه إلى الشيخ جراح”.

ونقل الأهالي من مدن وقرى أراضي الداخل المحتل إلى حي الشيخ جراح، للتضامن مع الأهالي في ظل اعتداءات المستوطنين، بالرغم من تهديدات مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

وزار وفد دولي ضم مسؤولين من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية كوكالة “أوتشا” الحقوقية الدولية، وعددا من الدبلوماسيين، اليوم الجمعة، حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة.

وأطلع الأهالي الوفد الدولي على معاناة الأسر المهددة بإخلاء منازلها لصالح الجمعيات الاستيطانية، خاصة عائلة سالم التي يتهددها خطر الإخلاء القسري مع نهاية الشهر الجاري.

واستمع الوفد إلى تفاصيل المعاناة اليومية التي تعيشها عائلة سالم والعائلات الأخرى، في ظل التهديد بإخلائها قسرا من منازلها وفي ظل اعتداءات واستفزازات المستوطنين اليومية تحت حماية قوات الاحتلال التي لا يقتصر دورها على حماية المعتدين، بل وتشارك في هذه الاعتداءات أيضا.

وقالت مديرة شؤون “الأونروا” في الضفة الغربية غوين لويس: “أنا هنا من الأونروا برفقة عدد من المنظمات الدولية لإظهار دعمنا ومساندتنا للعائلات الفلسطينية في الشيخ جراح، هذه العائلات التي تواجه خطر الإخلاء القسري من منازلها بأمر إسرائيلي”.

وأضافت: “هذه العائلات تعيش هنا منذ عشرات السنوات، وسبق وأن هُجِّرت عام 1948 وهي تواجه تهجيرا للمرة الثانية، نصف السكان هنا هم أطفال مدمرون نفسيا، ونحن بدورنا نطالب الحكومة الإسرائيلية بتوفير الحماية لتلك العائلات وعدم السماح بالمساس بها”.

وبالتزامن مع زيارة الوفد الدولي، اقتحم عضو كنيست الاحتلال إيتمار بن غفير وعدد من المستوطنين حي الشيخ جراح، بحماية شرطة الاحتلال التي منعت الوفد من الخروج عبر باب منزل عائلة سالم من الجهة الأخرى التي أقام فيها بن غفير مكتبًا استفزازيا على أرض العائلة.

وأدى آلاف المصلين فجر اليوم الجمعة، صلاة “الفجر العظيم” في المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود الاحتلال وتشديداته.

وشهد المسجد الأقصى احتشاد آلاف الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، لأداء الصلاة فيه؛ نصرةً لأهالي حي الشيخ جراح، ومنعاً لمخططات الاحتلال الإسرائيلي التي يستهدف بها المنطقة.

وبحسب مصادر محلية فإن عناصر الاحتلال عرقلوا دخول العديد من المصلين القادمين من الضفة الغربية للمسجد الأقصى، بعد وصولهم عند أبوابه فجر اليوم.

وتزعم السلطات الاحتلالية أن قانون “الإيجار المحمي” لا يسري على عائلة سالم في الشيخ جراح وهو ما دفعها إلى تسليمهم مهلة لإخلاء البيت حتى 1-3-2022 وينظر فلسطينيون إلى إخلاء عائلة سالم وأبنائها وأحفادها من البيت كمقدمة لاستهداف بقية العائلات إن نجحت، ويمكن أن تتحول إلى شوكة تجعل الاقتراب من كل الحي أصعب إن أُفشلت، وهذا ما يجب أن يكون هدف المعركة بحسب الباحث المقدسي زياد ابحيص.

ويرى بحيص أن ذهاب الإرهابي المتطرف وعضو الكنيست عن حزب الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير لنصب مكتبه أمام منزل عائلة سالم يأتي حرصاً على مضي الحكومة الصهيونية في مخططها، وللضغط عليها للمضي في تهجير عائلة سالم، ولحشد التأييد الحزبي والسياسي من حوله بحيث تصبح هذه القضية نقطة إحراجٍ للحكومة الصهيونية، وهو ما يحتم بالمقابل وضع كل الجهود الممكنة للتصدي له ومنع تهجير عائلة سالم بكل السبل.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا