المقاومة الفلسطينية تنذر إسرائيل من تجاوز “الخطوط الحمر”.. وتحذر من خطورة دعوات اغتيال السنوار

الشرق الأوسط نيوز : توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية دولة الاحتلال بالمزيد من العمليات المسلحة، في حال أبقت على سياساتها الخاصة بمدينة القدس والمسجد الأقصى، كما أنذرت الاحتلال من تنفيذ عمليات اغتيال لقادة الفصائل، وذلك بعد أن خرجت دعوات إسرائيلية تطالب بقتلهم بعد عملية “إلعاد” التي وقعت ليل الخميس في مدينة تل أبيب، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن ما حدث في منطقة “إلعاد” الواقعة إلى الشرق من مدينة تل أبيب، كان “نتيجة ورد فعل على تصعيد الاحتلال جرائمه وإرهابه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وسماحه وحمايته للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، في استفزاز مباشر لمشاعر شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية”.

وحملت الحركة، في بيان أصدرته، قادة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار تصعيد الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى والمرابطين فيه، والمصلين المسيحيين في عموم مدينة القدس، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “سيبقى يدافع عن نفسه وحقوقه الوطنية المشروعة حتى زوال الاحتلال، وتحقيق تطلعاته في التحرير والعودة وتقرير المصير”.

الأقصى خط أحمر

وفي السياق أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الشعب الفلسطيني “لم ولن يقف صامتا كلما تواصل الاستهداف لمقدساتنا وأقصانا والاستهانة بشعبنا ومشاعر أمتنا العربية والإسلامية”، وقال إن الأقصى “خط أحمر حقيقي، لا يخضع لأي مساومات، ولا يقبل القسمة على اثنين، فهو مسجد إسلامي خالص وحق تاريخي ثابت لأمتنا وشعبنا، هذا هو العهد والقسم والميثاق”.

وأكد أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الفصائل “لن تثنينا عن الدفاع عن أرضنا وقدسنا، وحقنا في العودة، وتحرير أسرانا، مبينا أن شعبنا مستمر في مقاومته حتى تحقيق أهدافنا كاملة”.

عملية “إلعاد” أدخلت حكومة الاحتلال في أزمة جديدة قبل احتفالاته

وفي السياق أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالعملية، وقالت إن التهديدات التي يطلقها الاحتلال باغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية “تثبت حالة التخبط والإرباك التي يعيشها الكيان”، محذرة “من الإقدام على مثل هكذا حماقة سترتد تداعياتها في وجه قيادته المأزومة”. وقالت إن العملية تعتبر “الرد العملي والطبيعي هو خيار شعبنا بالتحدي والمواجهة لهذا الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة والحراب”.

وكان شابان فلسطينيان نفذا ليل الخميس هجوما استهدف منطقة “إلعاد” التابعة لمدينة تل أبيب، باستخدام سكين وساطور، وقد أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

وأشادت حركة الجهاد الإسلامي بالعملية ووصفتها بـ “البطولية”، وقالت إنها جاءت “انتصارا للمسجد الأقصى”، وقالت “إن تدنيس جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين للمسجد الأقصى هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وتجاوز لكل الحدود” مضيفة بأن “شعبنا سيواصل مواجهة الاحتلال وعدوانه”.

وكان القيادي في حركة الجهاد خالد البطش، دعا “الشباب الثائر” في الضفة الباسلة الى “مشاغلة” الاحتلال ومستوطنيه لعدم تمكنهم من الوصول لساحات الأقصى المبارك ولإفشال مخططات الاحتلال في المسجد.

يشار إلى العملية جاءت بعد أن نفذت جماعات استيطانية متطرفة صباح الخميس عملية اقتحام كبيرة لباحات المسجد الأقصى، في إطار احتفال تلك الجماعات بالجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال حروب إسرائيل في المنطقة وبما يسمى “يوم الاستقلال” الذي هو يوم النكبة الفلسطينية عام 48.

وقال القيادي في الجبهة الشعبية أحمد خريس، “إن عملية تل أبيب الفدائية تعبير مكثف عن رد شعبنا ومقاوميه على الاعتداءات واقتحامات الأقصى ومحاولات تهويد القدس”، وأضاف “هذا وعد المقاومة التي لم تخلف وعدها مع أهل القدس وشعبنا الصامد”. وقال إن العملية “تؤكد أن هذا الكيان الفاشي ومنظومته الأمنية أوهن من بيت العنكبوت أمام عزيمة المقاومة الفلسطينية”، مشيرا إلى أن العمليات تثبت أن الشعب الفلسطيني ” مؤمن بخط المقاومة ونبذ أوهام التعايش وحل الدولتين واسطوانة السلام المشروخة”. وتابع “مقاومة غزة الباسلة وفعل الضفة المقاوم والتحام الداخل الأبي وزحف الشتات يبرهن أن هذا الكيان الغاصب سيركع أمام وحدة شعبنا ووحدة ساحات النضال”.

من جهتها أشادت لجان المقاومة الشعبية بالعملية وقالت إنها تثبت من جديد “هشاشة العدو الصهيوني وضعفه”، مؤكدة أنها تمثل “ردا طبيعيا على جرائم العدو الصهيوني واستباحته لساحات المسجد الأقصى”. وأكدت أن هذه العملية تمثل “رسائل بالنار والبارود الى كيان العدو الصهيوني، بأن عليكم وقف جرائمكم بحق المسجد الأقصى وإياكم واللعب بالنار وأن تتجاوزوا الخطوط الحمر لشعبنا”، لافتة إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته وشبابه الثائر “سيواصلون مقاومتهم والاشتباك المفتوح مع العدو الصهيوني حتى زواله”. وقالت:” نفتخر ونعتز بأبطال شعبنا منفذي العمليات البطولية في عمق كيان العدو الصهيوني الذين يثبتون كل يوم أن المقاومة شوكة في حلق الكيان الصهيوني وهي الخيار الوحيد لاقتلاعه من أرضنا”.

وباركت أيضا حركة المجاهدين العملية وقالت إنها تعد “جزءا بسيطا من الرد الطبيعي على الاستهداف الصهيوني للقدس والأقصى، فشعبنا الفلسطيني المقاوم مصمم على حماية قدسية المسجد الأقصى بالدم”.وأضافت “نحن أمام انتفاضة ثورية حقيقية يسطرها شعبنا بالدم والنار نصرة للمسجد الأقصى والقدس”، مشيرة إلى أن العملية تؤكد على “رسالة التكامل بين الجبهات والساحات لصد العدوان عن القدس والمقدسات وشعبنا”.

يشار إلى ان أعضاء كنيست ومستوطنين متطرفين، هاجموا حركة حماس في غزة، واتهموها بالوقوف وراء العملية، ودعا عضو الكنيست ايتمار بن غفير الجيش الإسرائيلي إلى إلقاء قنبلة على منزل رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار بصفته “المحرض الرئيسي على موجة العمليات الأخيرة”. كما حرض تسفي سوكوت أحد قادة المستوطنين على اغتيال رئيس حركة حماس بنشر صورة للسنوار وعليها شارة الاستهداف. كذلك حرضت وسائل إعلام عبرية أخرى وربطت بين تصريحاته الأخيرة ودعوته للشبان لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، توعد بتوجيه ضربات لكل من ينفذ العمليات ومن يقف خلفهم، وقال إن حكومته ستتعامل مع “العنف والإرهاب” بكل قوة، وأنها لن توجه فقط ضربات لمن يهاجم الإسرائيليين بشكل مباشر، وإنما أيضا ضد من يرسلهم ويقف خلفهم”، وأضاف “سنضع أيدينا على الإرهابيين وبيئتهم الداعمة وسيدفعون الثمن”.

“هجوم مرعب”

من جهته كتب وزير الخارجية يائير لبيد على موقع “تويتر” معلقا على العملية “لقد انقطعت فرحة عيد الاستقلال في لحظة. هجوم قاتل في إلعاد يرعب القلب والروح. قُتل 3 وأصيب ثلاثة آخرون”. وأضاف “لم نستسلم للإرهاب. لا يمكن للإرهابيين أن يخيفونا. وستقوم قوات الأمن بإلقاء القبض على القتلة ومرسليهم وملاحقتهم. سنواصل النضال معا من أجل استقلالنا وأمن مواطني إسرائيل”.

يشار إلى ان العملية جاءت في ظل حالة الإغلاق التي تفرضها سلطات الاحتلال على المناطق الفلسطينية، وفي ظل تشديد قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في المناطق الفلسطينية وعلى طول مناطق الحدود.

وقد دفعت قوات الاحتلال بمزيد من القوات العسكرية والشرطية إلى مناطق الحدود، بهدف منع تسلل أي من الفلسطينيين الذين لا يحملون تصاريح عمل في إسرائيل من الدخول عبر فتحات الجدار الفاصل الذي يحيط مناطق الضفة الغربية.

يشار إلى أن العملية هذه تزامنت مع احتفالات إسرائيل بذكرى جنودها القتلى الذين سقطوا خلال حروبها في المنطقة، منذ أن قامت باحتلال فلسطين، وهي احتفالات تمهيدية للاحتفال الأكبر بما يسمى “يوم الاستقلال” الذي يتزامن مع إحياء الفلسطينيين “ذكرى النكبة” التي احتلت فيها العصابات الصهيونية أراضيهم وأبادت مدنهم وقراهم.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا