الفريق المفاجأة فياريال كما المنزل الجميل بلا بوابة!

الشرق الأوسط نيوز : في تحّول صادم، تمكن الفريق الإسباني فياريال مؤخراً من إحداث صاعقة كبيرة في عالم كرة القدم عندما أطاح بغريمه الألماني العملاق بايرن ميونيخ، وذلك بعد أن أطاح بكبير الطليان يوفنتوس، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا ليترشح لمواجهة فريق ليفربول في الدور نصف النهائي. ومع مفاعيل هذه الصدمة ذهب البعض منّا، وأنا منهم، إلى حد الاقتناع بأن الفريق الإسباني المتحدر من مدينة فياريال التابعة لمقاطعة كاستيون شمال مدينة بلنسية سيتمكن من تخطي عقبة غريمه الإنكليزي ليفربول لا محالة، كما فعل مع يوفنتوس وبايرن ميونيخ قبل ذلك. وقد أسست هزيمة فريق بحجم العملاق البافاري لهكذا قناعة، حيث ذكرتنا بأن عقارب كرة القدم، أي بمعنى جودة اللاعبين فوق ارضية الميدان في فريقٍ معين، تتوقف عن الدق عندما يأتي يتعلق الامر بالروح والشغف. فكرة القدم هي لعبة روح وشغف وبإمكان عناصرٍ كهذه التفوق على أي معطياتٍ أخرى يتميز بها فريق الخصم.

لكن مواجهة كتيبة ليفربول ومحمد صلاح قبل أيام كشفت حجم الخطأ الذي وقع فيه البعض. ففياريال فريق بلا حارس مرمى، أي تماماً كما المنزل الجميل بلا بوابة، فقد انهار مرمى فياريال أمام ضربات صلاح وماني ورفاقهما، أمام هزالة حارس فياريال وضعف أدائه وارتباكه أمام ضربات وهجمات المارد الأحمر ومغامراته الكارثية التي دفعت به خارج خطوطه التقليدية، فحلت الكارثة.
ما يأخذني إلى النقطة الأبرز والأهم التي تعلمناها من المباراة الأخيرة بين الحمر وفياريال، وهي أن الحارس هو عمود الاساس في أي فريق او مشروعٍ رياضيٍ طموح. فصدق من قال ان حارس المرمى يجلب الألقاب. وعلى الصعيد الأوروبي وبالنظر الى المتوجين بدوري أبطال أوروبا خلال أي من السنوات السابقة، فنلاحظ عدم وجود بطل لديه حارس مرمى ضعيف الشخصية. وخير مثال هو مانويل نوير عام 2020 الذي تألق في مركزه بشكلٍ ملحوظ.
ففي قلب كل منظومةٍ كرويةٍ ناجحة حارِسٌ يملأ مرماه ويقف سداً منيعاً في اللحظات الصعبة التي تواجه فريقه قبل السهلة. وهذا ما لم يتوفر عند الغواصات الصفر فياريال. فبعد أن فعل المدرب أوناي إيميري كل ما في وسعه ووضع فريقه على سكة قلب نتيجة المواجهتين رأساً على عقب في ملعب «لا سيراميكا» جاء الحارس الأرجنتيني جيرونيمو رولي بالهفوة الكبرى. حيث تلقى هدفين في ظرف دقائق معدودة بين قدميه ومن ثم اندفع الى نصف الملعب في محاولةٍ لصد مرتدة مهاجم ليفربول السنغالي ساديو ماني ليسقط أرضاً ويحرز من بعدها «الريدز» هدفه الثالث.
ذكرني هذا السيناريو بنسخة ليفربول 2017/2018 الذي تأهل ووصل الى نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 عن جدارة واستحقاق بعد أن بنى المدرب الألماني يورغن كلوب منظومةً تنافسية قوية. ومع مرور وقت المباراة ظهرت جودة كلا الفريقين وتقارب مستوياتهم، إلى أن أتى حارس ليفربول الألماني لوريس كاريوس بهفوة كبيرة جعلته يهدي هدفين الى الخصوم ويضحي بلقب المسابقة الى الميرينغي ريال مدريد.
وما يؤكد على أن الحارس هو الركن الأساسي في أي فريقٍ متكامل. إذ يمكن لهفواته أن تسرق مجهود فريق كامل كما حصل مع رولي وفياريال مؤخراً وكاريوس في نهائي عام 2018، أو يمكن أن ينهض وينقذ فريقه في أصعب اللحظات كما فعل مارك اندريه تير شتيغن في عدة مناسبات مع ناديه برشلونة في دوري أبطال أوروبا عام 2015.
فلولا رولي لرأينا الغواصات الصفر في نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في التاريخ، ما يؤكد أن مركز حراسة المرمى يجلب لك البطولات ويغير مجرى اللقاء في جميع المباريات.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا