الصهيوغربيين أعدموا القيم والمبادئ والأخلاق الدولية منذ محاولاتهم الهيمنة على منطقتنا والعالم…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
كل منا تابع وبتمعن الأحداث المفتعلة والفتن والحروب الطائفية والفوضى الخلاقة الصهيوغربية التي جرت في منطقتنا والعالم والتي ما زالت شعوبنا وشعوب الإنسانية جمعاء تعاني من آثارها المدمرة ورغم معاناة الشعوب وقتل الملايين من عائلاتهم وأطفالهم ونسائهم ورجالهم وتهجيرهم من أوطانهم إلا أن الصهيوغربيين الذين ماتت ضمائرهم منذ زمن بعيد ما زالوا يرفعون من وتيرة حبهم للسيطرة والهيمنة بكل السبل الخالية من القيم والمبادئ والأخلاق الدولية والحرية والديمقراطية التي صدعوا بها رؤوس شعوبنا وشعوب العالم أجمع، ولو كانت تلك الشعوب على فطنتهم ومعرفتهم لعلموا وتيقنوا بأن من سفك دماء الملايين من شعوب أمتنا والعالم وإستعمرنا في الماضي البعيد والقريب لم ولن يجلب لنا الحرية الحقيقية والديمقراطية بمعناها اللغوي والشعبي والإجتماعي والثقافي والحقوقي والدولي المتعارف عليها ولن يجلب لنا في مخططاته الجهنمية الفتنوية المتجددة إلا سفك الدماء والإستعمار المبطن بالترغيب والترهيب للسيطرة والهيمنة، لكن للأسف الشديد أن بعض شعوب أمتنا والعالم لحق بركب عملاء وخونة الداخل التابعين للخارج الصهيوغربي والذين باعوا أنفسهم بثمن بخس في سوق النخاسة الصهيوغربي منذ زمن بعيد لغاية أيامنا الحالية…
ومن يفكر بالأحداث المفتعلة والمخطط لها بليل مظلم يجد بأنه لا توجد هناك قيم ومبادئ وأخلاق دولية نهائيا، لأن الصهيوغربيين أعدموها منذ زمن بعيد بمحاولاتهم الخبيثة للهيمنة والسيطرة على منطقتنا والعالم أجمع، ومن تلك الأحداث ما يجري في جمهورية إيران الإسلامية الفوضى الخلاقة وأعمال الشغب والمشاغبين والمحرضين من اجهزت إستخباراتهم وآياديهم العبثية النجسة والذين توزعت ادوارهم بين أصحاب المطالب المحقة من الشعب الإيراني المسلم للضغط على قادة إيران للتنازل بمطالبهم في الإتفاق النووي وأيضا لإلهاء إيران عن دعم المقاومات العربية والإسلامية في منطقتنا والفلسطينية بالذات، ولإفشال إتفاقياتها المتعددة مع روسيا والصين ودول أمريكا الجنوبية وحتى توافقها مع تركيا وروسيا في إجتماعات آستانة الخاصة بسورية….
وأيضا العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا ودعم الصهيوغربيين وحلفهم الناتوي لزيلنسكي وعصابته والنازيبن الجدد الذين سفكوا دماء شعب دونباس منذ سنوات عدة مضت وأمام مرأى من العالم المنافق عديم المبادئ والقيم والأخلاق دون توقف او تنديد لتلك الجرائم، والذين ما زالوا يسفكون دماء الشعب الروسي في الجمهوريات المستقلة والمنضمة إلى روسيا باسلحة الغرب المتصهين وأيضا يضحون بالشعب الأوكراني ويستخدمونهم كدروع بشرية أمام الضربات الروسية على النازيين الجدد ولو كان الشعب الأوكراني يفكر قليلا لسأل زيلنسكي وعصابته أي حكومته النازية أين عائلاتكم ولماذا لم يبقوا في أوكرانيا معنا…؟ والكل يعلم بأنهم يقيمون في دول أوروبية أخرى حماية لهم، فزيلنسكي وعصاباته ما يهمهم هو الكرسي والمال وتنفيذ مخططات الصهيوغربيين في اوكرانيا وروسيا وتلك المنطقة برمتها ولا يهمهم الشعب الأوكراني حتى لو ضحوا بآخر طفل أو إمراة او رجل أوكراني، وإلا لما وضعت عصاباته النازية صواريخها بوسط البواخر الناقلة للقمح لضرب المناطق الروسية، ولما نصبت أسلحتها بوسط المدنيبن وأماكن سكنهم، هذا غير محاولاتهم القضاء على شعوب المنطقة برمتها من خلال ضرباتهم المتكررة على محطة زابوروجيا النووية، وأيضا يحاولون تشويه صورة روسيا من خلال ضرب صواريخ على بولندا لإتهام روسيا وإيقاع العالم بحرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر….
لذلك حقيقة من يتمعن بتلك الأحداث وغيرها ومن تابع كلمات زيلنسكي ومندوبي دول الغرب في مجلس الأمن ووقاحتهم جميعا بما تردد في كلماتهم من وضع اللوم على روسيا بكل ما جرى ويجري ويتباكون على ضحايا حروبهم النازية من الشعب الأوكراني يعلم جيدا بأن هؤلاء كلهم عصابات يلبسون لباسا رسميا ويتحدثون بإسم دولهم المتصهينة ولا يضعون اللوم او النقد على فتنهم وحروبهم ودعم طرف على حساب طرف آخر وتدخلاتهم في حياة الشعوب والدول المستقلة ودعمهم لعملائهم وأدواتهم وعصاباتهم بكل أنواع الدعم اللوجستي من سلاح بشتى أنواعه إلى المال إلى أفراد العصابات وتدريبهم لفرض هيمنتهم وسيطرتهم على العالم ولو قتلوا شعوب الأرض قاطبة، المهم أن تحقق معتقداتهم التلمودية النازية القاتلة للبشرية جمعاء وهي حكم الأرض وما عليها وباقي الشعوب هم خدما لهم، او يتم إبادتهم إذا رفضوا هيمنتهم وقاوموا مخططاتهم وأفشلوها وكشفوا حقيقتها أمام شعوبهم لعل ضمائرهم تصحوا بعد سبات عميق طال أمده وتثور على من يدعون أنهم قادة وزعماء لهم وهم أعضاء في الصهيونية اليهودية العالمية ينفذون مخططاتها وأحلامها ومعتقداتها الهستيرية المريضة حتى لو تركوهم بدون طاقة وتدفئة ليموتوا من البرد والصقيع ولا قمح ومواد غذائية ليجدوا رغيف خبز يأكلوه ولا مال لأنهم هم سارقوه…
وللأسف الشديد ورغم فشل كل مشاريعهم في منطقتنا والعالم إلا أن الصهيوغربيين ما زالوا يحلمون بالهيمنة الجنونية، بالرغم من أن من يتمعن منهم جيدا بالتطورات والمتغيرات العالمية وتآلف الدول الرافضة لهيمنتهم بعدة منظمات ومناطق مختلفة وعلى كافة الأصعدة يكتشف بأنه لا يمكن لهم النصر أبدا وهزيمة ذلك المحور المقاوم في منطقتنا وفي روسيا والصين ودول أمريكا الجنوبية وغيرها من الدول والشعوب التي ترفض هيمنتهم وتعلم جيدا بأنه لم يعد لديهم قيم ومبادئ وأخلاق إنسانية ودولية يستطيعون من خلالها البقاء معهم والتعايش والتعاون ضمن المنظومة الدولية الحالية والتي بنيت على الأكاذيب والدبلجة والفتن وإختلاق الأحداث والإنقلابات المفتعلة والفوضى الخلاقة والإستعمار العلني والمبطن وغيرها من افعالهم الشيطانية النجسة لفرض أمر واقع على شعوب وقادة وجيوش منطقتنا والعالم…
والصهيوغربيين لم يعد لهم قبول على مستوى المنطقة والعالم وعلى مستوى شعوبهم لأنهم كشفوا حقيقة مخططاتهم وإتجاهاتهم الفكرية النازية وسلوكهم المريض لذلك لم يعد لهؤلاء القادة أي ولاء من قبل شعوبهم ولا إنتماء منذ عدة سنوات مضت وإزداد رفض شعوبهم لتصرفاتهم خلال الأشهر الماضية وستزداد وتيرتها في هذا الشتاء وما بعده من أشهر وسنوات قادمة، إذا لم يفهم الصهيوغربيين الأمور جيدا وينظروا لزوايا الصورة الدولية الأربعة كاملة ومن كل الأوجه الداخلية والخارجية لضمان الأمن والآمان والبقاء في دولهم، لذلك عليهم أن يعيدوا صياغة قيمهم ومبادئهم وأخلاقهم ومعاملاتهم مع الدول الأخرى والمحور المقاوم الآخر، وإلا فإنهم سييبقوا تائهين بغطرستهم وأكاذيبهم وأمراضهم النفسية الخطرة وحبهم للسيطرة والهيمنة ولم ولن يستطيعوا فصل الحقيقة عن الواقع ولن يتداركوا بما يرتبط بالحق والحقيقة والواقع الجديد الذي سيتم من خلاله فرض تغيير دولي قادم وواقع سياسي وإقتصادي ومالي وعسكري وإجتماعي وثقافي جديد مبني على القيم والمبادئ والأخلاق والتعاون والندية الإنسانية بين الدول والإحترام المتبادل الذي يضمن بقاء الشعوب والدول كافة بل والإنسانية كاملة ويضمن وحدتها وتطورها وتقدمها وعيشها المشترك بالتعاون والمودة والمحبة والشراكة والفائدة للجميع…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
كاتب ومحلل سياسي…