احتفالات عيد الميلاد.. ترانيم وابتهالات بالرحمة لشهداء الأردن
شبكة الشرق الأوسط نيوز : احتفالات عيد الميلاد المجيد هذا العام، ليست كسائر السنوات، يلفها الحزن والوجع بعد أن تزامنت مع أحداث أليمة تعرض لها الجسد الوطني باستشهاد أربعة من الفرسان الأشاوس الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية ثرى الأردن العزيز.
عيد الميلاد، الذي يصادف اليوم، ألغيت احتفالاته واقتصر على الشعائر الدينية في الكنائس فقط، تضامنا مع الوطن وجهاز الأمن العام والأسر المكلومة بفقد أبنائها شهداء الواجب والوطن، وفق قرار مجلس رؤساء الكنائس في الأردن.
وطالب المجلس، وفق بيان صادر عنه، الالتزام بمسؤولية روحية وواجب وطني، مستشهدين بآية من الانجيل المقدس «فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ».
وفي هذا السياق، يقول الأب رومانوس سماوي، كاهن رعية دير الروم الأرثوذكس الفحيص: «العالم يحتفل هذه السنة بعيد الميلاد بعد 3 سنوات من المعاناة بسبب جائحة كورونا، ونحن في الأردن اليوم يأتي العيد بلا احتفالات والتي كانت منفسا لكل الشعب، وكانت عبارة عن تعبير في جمالية بترتيب عال لاستقبال عيد الميلاد المجيد».
وبين في حديثه إلى«الرأي» أننا في الأردن نسيج وطني واحد من مسلمين ومسيحيين، وبيننا علاقات صادقة ومحبة أخوية لاستقبال هذه المواسم المقدسة، ولكن جاءت ظروف استثنائية، فالوطن ودع أربعة شهداء لم يبخلوا بدمائهم ولا بأغلى شيء لديهم ليبقى أردننا الحبيب آمنا مستقرا وعصيا على كل من يفكر تهديد أمنه واستقراره.
وقال: «بيننا قاسم واحد مشترك هو محبة الأردن وقيادتنا الهاشمية الفذة التي نرفع صلواتنا أن يمنحهم ربنا الحكمة بكيفية التعامل مع هذه الظروف الصعبة والمستجدات التي تؤثر على مسيرة الوطن الواحد».
وبحسب الأب رومانوس سماوي «لا ننسى أن نرفع الصلوات للوطن لربنا ليهدئ قلوب ونفوس أبناء هذا الوطن وأن يشعروا بالتحديات التي يعاني الأردن منها».
ويشير الى أن الأردن مجبر على أن يتماشى مع السياسة الاقتصادية العالمية، وبالرغم من أن مقوماته بسيطة وامكانياته ضئيلة بحجم التحديات العالمية غير أنه يقاوم ويجاهد؛ لأن يبقى الإنسان الأردني وكل من يعيش على أرض الوطن بأمن وحياة كريمة.
ويتمنى الاب سماوي أن تنتهي الأزمة وأن تزاح الغمامة السوداء وأن نقف يدا واحدة مع بلدنا وقيادتنا الهاشمية للتغلب على كل التحديات والصعوبات، وأن تكون هذه المواسم مقدسة مباركة، وأن تعاد على الجميع بالصحة والعافية وأن يكون ميلاداً كما بشرت السماء الأرض بفرح.
من جانبه، يقول كاهن رعية القديس يوحنا دي لاسال–جبل الحسين، الأب إبراهيم نفاع، إن «الكلمة صار بشراً، وبالفعل إنها الأعجوبة التاريخية في المكان والزمان، التي لا نظير لها».
ويتساءل في حديثه إلى «الرأي» ماذا يعني الميلاد إن لم يكن علامة المحبة والسلام، لأن الكلمة صار جسداً وسكناً بيننا. وماذا يعني الميلاد أيضا إن لم يكن تدخل الله في حياة الإنسانية، لتكون الحياة للناس وتفيض فيهم.
ويكمل: «إن دخول الكلمة الذي يجسد السلام والفرح الحقيقيين، والأمل والرجاء، والبساطة والطفولة، والنعم والبركات التي تحصل عليها الإنسانية، في هذه الأيام المباركة.
ويذكر أنه من جديد، وفي كل عام، يعود الميلاد علينا ليذكر الإنسان برسالة ومعنى وجوده، رسالة كل إنسان مسيحي هي أن يُجسد الله في حياته، وينقله للآخرين، ليكون حاضرًا دائمًا في الآخر المتألم، والفقير، والمريض، والحزين، ويمارس تلك الأعمال التي تحمل في طياتها الرحمة والمحبة.
ويشدد الأب نفاع على أنه هكذا يُجسّد معنى الميلاد، من خلال حضور الله، وحضور المحبة اللامتناهية، التي تبدأ من القلب والذات، ثم من العائلة، والمجتمع، وصولًا إلى العالم بأسره.
ويوجه حديثه إلى الإخوة بالمحبة، بالقول: «كل عام ونحن بألف خير، كل عام والله الذي يحاور الإنسان من خلال كلمته، والذي سكن بيننا، كل عام وهذا نداء يسكن قلبنا بالمحبة والسلام الحقيقيين. سائلًا الله، أن يمنح الأردن الحبيب الغالي، في ظل قائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه كل خير ومحبة وسلام.