اضطراب القمار !!!
المهندس هاشم نايل المجالي….
ان اضطراب القمار او ما يسمى ايضاً بالقمار القهري ، هو رغبة لا يمكن السيطرة عليها ، حيث تكون الرغبة بالاستمرار في المقامرة رغم الخسائر والتي ستنعكس على حياة المقامر ، إن المقامرة تعني انك مستعد لخسارة اشياء قيمة على أمل الحصول على شيء اكثر قيمة .
والقمار يحفز نظام المكافأة للدماغ مثلما تفعل المخدرات او الكحول ، مؤدياً ذلك الى الادمان حتى يصل الشخص الى الادمان القهري ، وينعكس ذلك سلوكاً واستنفاذاً لمدخراتك وامكانياتك .
وعلاج ذلك يكون تحدياً صعباً ، وهناك من الاشخاص الذين يعانون من القمار القهري والمقامرة بمبالغ كبيرة يشعرون بالاثارة ، واحياناً هناك من يلجأ الى المقامرة للهروب من المشكلات والازمات المختلفة ، وللتخفيف من مشاعر البأس والاحباط او القلق او الاكتئاب ، كذلك هناك من يسعى لاسترداد المبالغ التي قد خسرها سابقاً لتعويض الخسارة ، وهذا نمط سلوكي يصبح مدمراً مع مرور الوقت .
ويصعب على الشخص ملاحظة ان لديه مشكلات بهذا الخصوص ، وهو يحتاج الى علاج متخصص حتى يتم التخفيف من حالة الاندفاع نحو المقامرة ، ومثل هذه الحالات ستقود الى مشكلات ، في العلاقات بالعمل او اسرية وحالة عدم توازن في السلوكيات .
ان طريقة العلاج السلوكي المعرفي ، تعتبر ادة فعالة للتعلم حول كيفية ادارة ظروف الحياة المجهدة بشكل افضل ، خاصة اذا تفاقمت المسؤوليات وزادت الازمات .
وهو ايضاً علاج نفسي ويساعد العلاج السلوكي على تحديد المعتقدات الغير عقلانية والسلبية ، واستبدالها بمعتقدات صحية وايجابية ، ان الله سبحانه وتعالى قد حرم القمار قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ) .
ان القمار يجعل الانسان يعتمد في كسبه على المصادفة والحظ والامنيات الفارغة ، لا على العمل والجد وعرق الجبين ، والقمار هدم للبيوت وفقد للاموال واذلال للنفوس ، ويلتهم الوقت والجهد ويجعل صاحبه يبحث عن المال بأية وسيلة كانت حيث يحطم الاعصاب .