هل حرقت البن يا فيصل الفايز ؟
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.……..
لقد تابعت ما صرح به دولة السيد فيصل الفايز المحترم من تصريحات تتعلق بالجبهة الداخلية وقوة السياسية الخارجية للدولة والحياة الحزبية التي نعيشها الأن بالأردن وكذلك ميزان القوى العسكري في منطقتنا الشرق أوسطية .
والتصريح الوحيد الذي لا نختلف عليه هو أن السياسة الأردنية الخارجية والتي يقودها جلالة الملك حفظه الله ورعاه ثابتة وقوية ونجحت في تخطي الكثير من المراحل الصعبة والحرجه والتي لولا حكمة جلالته لكنا مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان وغيرها من الدول التي انهارت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، ولنحمد الله تعالى على أن هذا الملف ليس بيد الحكومات الأردنية المتعاقبة .
ولو أردت أن اصرح بعكس ما صرح به دولة الفايز لكانت تصريحاتي ستكون على النحو الآتي :
1• نحن بالأردن نملك قوة عسكرية لوجستية ضخمة أقوى من قوة الكيان المحتل ولا نحتاج إلى أي دعم عربي أو أي تحالف دولي لكي ننتصر بالحرب على هذا الكيان ، كما أن المخزون اللوجستي عندنا من الأسلحة قوي ونوعي وممتاز وأقوى من مخزون الكيان المحتل ، والموقف السياسي في حال نشوب حرب بيننا وبينهم فإن غالبية الدول العظمى مثل أميركا ودول أوروبا سوف تقف معنا وتدعمنا بالحرب وستقطع كل أنواع الدعم عن الكيان المحتل ، ولا ننسى أن الجبهة الداخلية الفلسطينية من السلطة الفلسطينية في فلسطين سوف تدعمنا بنسبة 100% ولا يوجد عندهم خونه ولا عملاء ولم يسبق لهذه السلطة أن تخلت عن الأردن ولم تذقنا أي نوع من أنواع الخوازيق بالماضي أو بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية .
بالله عليكم لو صرح الفايز بهذا التصريح هل ستقبله عقولكم وتتغنون أو تعجبون به .
ثم اريد ان اصرح عكس ما صرح به دولة الفايز عن الحياة الحزبية وسيكون تصريحي هو على النحو التالي :
الشعب الأردني استطاع أن يندمج في الأحزاب السياسية بشكل متسارع وارتفعت نسبة المشاركة والإنضمام لها بما يتجاوز ال 90% ، وصارت العائلة الأردنية الكبيرة من العشائر الأردنية منتمية كلها للأحزاب السياسية ، وحتى أن الأسرة الأردنية الصغيرة صار فيها التنوع السياسي بحيث تجد فيها الإخونجي واليساري والوسطي واليميني وبدون أي مشاكل أو حوادث ، كما أن العشيرة الأردنية ذابت في بوتقة الأحزاب وصارت الناس تتناسب وتتصاهر بناء على التوافق والإنسجام مع البرامج الحزبية .
لو أننا نفرض بفرضية تقول أنني قد صرحت بمثل هكذا تصريح وهذا على عكس تصريح فيصل الفايز الذي لخص الحياة الحزبية السياسية الأردنية بأنها لا زالت غير ناضجة وتحتاج إلى وقت لتنجح من خلال توافر وسائل مقنعة وقوانين ومقومات لا زلنا نفتقد لها بالأردن، كأننا نسينا أن معظم ألأحزاب الأردنية كانت مبنية على شخصية الرجل الواحد ودعمه ، وعلينا أن لا ننسى أنه هو الذي قام بتأسيس هذا الحزب الذي صار جزءاُ من الإرث العائلي والعشائري .
الفايز لم يكون واضحا ولكنه كان ملمحا إلى أن الأحزاب الأردنية الناشئة حاليا صارت على جدول أعمال المقاولين والتجار المهربين من الجونيات غيرهم ، حيث أن الذين اسسوها صاروا يدعمونها بالخفاء ومن وراء حجاب وذلك من خلال الذين عينوا بعض أصحاب المعالي الذي يترأسونها الذي نزلوا علينا بالبراشوتات .
وأخيرا كفى ويكفي تصيدا لرجل دولة رضع السياسة من حليب امه رضاعة ، وشربها مع ترويقة أبيه وجده ومن ثم تذوقها مع أبناء عشيرته الذين كانوا في يوم من الأيام تحل محل جهاز الأمن العام والجيش في الدفاع عن الأردن وشعبها ،
وكانت رجالاتها محاورا مهمة في تأسيس الدولة واستقرارها.