الصحف الإسرائيلية 14-7-2016

 

مرور عقد على الحرب: السكان المدنيون في الجبهة

بقلم: سيغال تدهار

اندلعت حرب لبنان الثانية اثناء وجودي في بولندة، في بعثة لضباط الجيش الاسرائيلي “شهود بالزي العسكري”. الانتقال الحاد من ذاكرة الكارثة على ارض اوروبا الى الحرب على أمننا في البلاد، كان قويا. سافرت من المطار مباشرة الى الموقع العسكري حيث أن حقائب الملابس أصبحت مثل الخزانة طوال فترة الحرب التي عدت خلالها الى بيتي في موديعين مرات قليلة.

لقد كان هناك تحديان كبيران. فمن ناحية المواجهة المهنية الصعبة. ومن ناحية اخرى الشوق  للبيت والقلق على أبنائي الصغار. وبصفتي كبرت في مدينة نتانيا، أتذكر عندما شاهدت اولئك الذين أصيبت منازلهم بالصواريخ، وأنا أخشى من التفكير بأن كل شخص يمكن تعرضه لهذا الامر، بما في ذلك أنا. هذا الامر بالتحديد دفعني الى الاستمرار في الالتقاء مع ممثلي السلطات دون توقف لضمان استعداد كل مواطن لكل سيناريو. وكنت أتجول بين السلطات المحلية في منطقة الشمال والتقيت معهم أكثر من مرة.

أنا أتذكر رحلة واحدة كنت فيها في الطريق من كرمئيل الى نهاريا. وفجأة بدأ اطلاق صواريخ طويل وكثيف وأنا على جانب الطريق. كل شيء حولي كان فارغا وسمعت صافرات الانذار بدون توقف. كان يصعب علي الاستمرار في سياقة السيارة بعد ذلك، لكني استعدت توازني بسرعة لأنني عرفت أنه علي عمل يجب أن أكمله وأنه لن ينتظرني. الانفصال عن العائلة والاولاد لم يكن سهلا، لكني عرفت أن هذا جزء أساسي من وظيفتي. في كل وضع كهذا لم يتطلب الامر أكثر من بضع ثواني كي أفهم أن عملي هو من اجل أمنهم في نهاية المطاف.

وظيفتي التي التزمت بها تتطلب مني أن أكون قوية في تلك اللحظة. وفي تلك اللحظة بالذات يكون الشعور بالتوازن بين كوني أماً وكوني في الجيش. وقد تم قصف الجبهة الداخلية بدون توقف من قبل حزب الله الامر الذي تسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين والمصدومين. وأتذكر أنه في اليوم الاخير للحرب بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار، لم يتوقف قصف الصواريخ وزادت شدته حتى الموعد الدقيق الذي دخل فيه الاتفاق الى حيز التنفيذ. اليوم ايضا، اعداد المجال المدني والسلطات المحلية والسكان، هو جزء أساسي من حياتي. فأنا أقوم بدمج كل ما تعلمته اثناء الحرب وحتى الآن مع وظيفتي الحالية كرئيسة لقسم السكان.

التجربة في البلاد والعالم تثبت أن حالة الطواريء قد تفاجئنا دون أن يكون هناك وقت للاستعداد. الجمهور الذي يستعد مسبقا سيواجه بشكل افضل وفعالية اكبر كل وضع ينشأ أمامه. آمل أن لا تندلع  حرب لبنان الثالثة، لكنني اؤمن من كل قلبي أن المجتمع المدني سيصمد أمام التحديات التي ستواجهه.

اسرائيل اليوم   14/7/2016

قد يعجبك ايضا