الممثلة حورية بهلول «فيفي»: الجزائر غنية بفنانيها ومخرجيها لكن لدينا مشكلة المحسوبية وأزمة الكتابة الدرامية

حاورها من باريس ــ حميد عقبي:
كانت لنا وقفات مهمة مع المشهد الأدبي الجزائري وسنواصل الرحلة بعدة حوارات ستصلنا قريبا، سنتجول اليوم على أرصفة المشهد الفني، مع فنانة مسرحية تعشق المسرح حد الجنون لها 19 مسرحية و9 أعمال تلفزيونية فقط من بينهم فيلم سنيمائي و(3مسلسلات، 2 افلام تلفزيونية، فيلم قصير و2 سيتكومم)..ضيفتنا حورية بهلول الشهيرة ب”فيفي” وهي ترى أن الخشبة وحدها تعطي للذي يعطيها ومن يهزاء بها ترميه خارجا…سنخوض في عدة قضايا فنية مهمة ستقودنا لفهم بعض ما يقلق المشهد الفني الجزائري..إليكم التفاصيل.
*هناك من يطرح ظهور حالات تحرش بالوسط الفني وكذا ممثلات باحثات عن النجومية بسرعة يقدمن التنازلات.. هل هذا صحيح؟
ــ ألنجومية ليست بالسهولة التي يتحدث عنها البعض هي طريق شائكة مملوءة بالعرق والدم والتضحية اما لمن يبحث عن النجومية بسرعة حقا هناك تنازلات وهذا لا يمد للفن بصلة.
في الشارع الفني يوجد التحرش الجنسي فهو موضوع عام موجود في جميع الميادين وجميع المجتمعات يتعلق بتربية الفرد ونفسيته وهناك الصالح والطالح.
*هل لامست الدراما التلفزيونية الجزائرية هموم الشارع والمواطن البسيط؟
ـ بصراحة الدراما الجزائرية لم تلحظ تطورا منذ زمن وللأسف هذا يراجع لعدم وجود سيناريوهات مقنعة زيادة على نقص الامكانيات نتمنى أن نخرج من دائرة الشراء والبيع ونقوم بعملنا بحب، لكن هناك تجربتين جميلتين هذا العام المسلسل الدرامي التاريخي ” طوق النا ر” حاز على أحسن عمل متكامل وقد شاركت فيه وهو قفزة نوعية، اخراج المخرج الأردني بسام المصري وإنتاج عامر بهلول ويمكن أن نعتبره قفزة نوعية رغم الصعووبات فقد تميز …وكذلك مسلسل “قلوب تحت الرماد” مسلسل اجتماعي، أتمنى كفنانة أن نصعد بالدراما في الجزائر للقمة فنحن لا ينقصنا ممثلين كبار مبدعين ولا امكانيات، ينقصنا فقط الصدق في العمل الفن ليس جني المال فقط.
* ما أهم ما تم إنتاجه وعرضه خلال رمضان؟ وهل من تطور مهم يحدث؟
ـــ أود التأكيد أن أهم ماعرض في رمضان مسلسل “طوق النار” انتاج عوستو وإخراج الأردني بسام المصري وأنا شاركت بالعمل وساقولها بصراحة العمل ورغم بعض النقائص كان جميلا رغم صعوبة المناخ والتضاريس تم تصوير نصفه في رمضان في جانت تحت درجة حرارة 50 وبهذه المناسبة علينا نشكر محاربي الصحراء طاقم طوق النار وخاصة المنتج عامر بهلول ومسير الإنتاج عرسان وعلي بهلول والمخرج العملاق بسام المصري ومساعد الإخراج حارث المصري وكل الطاقم التقني ولا أنسى الممثلين الرائعين كنتم حقا مجاهدين وتحديتم كل الظروف لتقديم المتعة لجمهوركم الذي يتفاعل مع المحلي عندما يكون فنا جيدا.
*من هي الوجوه الجزائرية الفنية التي تلمع حاليا في سماء الجزائر؟
ــ هناك نجوم كثيرة منهم نجوم الزمن الجميل ومنهم وجوه جديدة نجوم صاعدة سهيلة معلم حجلة، نبيل عسلي، امال بن عمرة، سامية طبوش، سارة لعلامة، مليكة قطني، مراد اوجيت، لهاني محفوظ، لعمري كعوان، يوسف حبوش، فايزة امل، مريم زبيريو، سالي، ياسمين عبد المومن، الزاوي الطاهر، سمير اوجيت…هناك حقا مواهب رائعة في الجزائر وهناك كثيرين لا يتسع الوقت لذكرهم وبغظ النظر يوجد من يدعي النجومية وهم لا يمدون للفن بصلة وكما قلت أنت سابقا يوجد هناك البعض يقدم التنازلات لصعود السلم بسرعة.
*هذا العام تفوقت الدراما المصرية بعدة مسلسلات قوية..كيف كانت مشاهداتكِ للأعمال العربية؟
ــ صدقني هدا العام لم أقدر مشاهدة ولا عمل عربي فقد كنت منشغلة بالتصوير في رمضان ونتيجة التعب والاجهاد لم يتسنا لي الوقت للمشاهدة فقد كنا نصور أغلبية الوقت ليلا نهارا، ووقت الفراغ كان للنوم، من الصعب وصف الظروف القاسية فنحن لسنا في هوليود حيث تتوفر ظروف ومناخات مريحة تساهم في جعل الممثل يعمل ويبدع ويربح ويقضي وقتا ممتعا.
* البعض يرى تكرر السلبيات في الأعمال الجزائرية وبقائها محلية ومجرد إسكتشات محدودة المشاهدة..هل تتفقين مع هذا الرأي؟ ما أسباب هذا الضعف؟ وهل من حلول؟
ــ المشكل أن التكرار في المواضيع هو الذي خلق الضعف فليس هناك مواضيع جديدة وقد قلتها الجزائر غنية بفنانيها ومخرجيها لكن ينقص التوجيه وهناك كذلك المحسوبية والأهم أزمة الكتابة، هناك مواضيع تافهة ولاتليق بمستوى العائلة لجزائرية مع ذلك يعاد طرحها ويهدر من أجلها المال العام.
الحل أن تنشاء لجنة متابعة ومراقبة للسيناريوهات وأن يقام كاستينغ حقيقي في أي عمل درامي أو كوميدي
ليس كاستينغ فقط بغرض الإشهار.
أن يدرس الإنتاج في الجزائر فالإنتاج ليس سوق فقط هو تقنيات وتعاملات واستراتيجية، فليس من هب ودب له راس مال يفتح مصنع لإنتاج اسكاتشات غبية بعضها يشوه الواقع.
ولا انكر أن هناك اعمال جميلة ورائعة ومواضيع ممتعة كسيتكوم “فاطمة فطومة فاطيمة” فهو نص بسيط وخفيف خالي من البهرجة والضحك الزائد رغم أنني لم اشاهده كله لضيق الوقت.
كما علينا التفكير بفتح انتاجات مشتركة عربية ودولية كما حدث في المغرب.
*ما الذي يقلق الفنانة الجزائرية، وأنتِ ما الذي تشعرين أنه يعيقك كمبدعة؟
ما يقلق الفنانة الجزائرية سؤال وجه هناك اشياء كثيرة وانا كفنانة ما يقلقني هو موضوع التهميش فهناك مواهب كبيرة وكثيرة مهمشة، يقلقني أن بعض الممثلات المبدعات جالسات في بيوتهنن ينتظرن أن يبتسم لهن القدر، تقلقني المحسوبية التي أصبحت واقعنا البائس وتجد بعض الأعمال حكرا على أشخاص لهم ظهر وسند وكما نقول بالدارجة “المعريفة وبن عميس″ .
لكني والحمدلله رغم هذه العوائق والصعوبات أعمل بجد لشق طريقي ببطئ وصبر واثبت وجودي فالإبداع لا يوقفه شيء.
*ماذا يعني لك المسرح؟ وهل يوجد مناخ مشجع للإبداع؟
ــ المسرح بالنسبة لي شغفي وهو تخصصي المفضل هو ابو الفنون، فالفنان المسرحي يستطيع أن يبدع في كل الميادين الفنية هو مطرب وسنيمائي وراقص ورسام ونحات، المسرح عالم شامل صدقني أعشقه بعنف والخشبة وحدها تعطي للذي يعطيها ومن يهزاء بها ترميه خارجا.
والمسرح مجال واسع للإبداع فيه فسحة لتخلق وتبدع وتعطي كل ما لديك وأنا لا اتابع الاخبار الفنية كثيرا حقا لضيق الوقت كوني منشغلة بعملي وانا كفنانة حتى الآن لم تتابعني أي صحافة فنية في الجزائر، التشجيع منعدم وعليك أن تؤمن بقيمة فنك وتحتفل مع زملائك ومحبيك وتقنع بالعائد المادي المتواضع والمهم ألا تبيع نفسك لغرض المال أو الشهرة.
* هل تفكرين بالهجرة؟ ما هي البلد التي تحلمين ببناء مستقبلك فيها؟
ــ لا أفكر بالهجرة، بل أفكر ببناء مستقبلي الفني في الجزائر بلدي، أن أترك بصمتي كما تركها السابقون لكن أحلم أن أكون نفسي وتطويرها على يد عمالقة الفن العربي بسوريا ومصر والمغرب ولبنان والجزائر وتونس.
نود معرفة تفاصيل عن تجربتك كممثلة سينمائية؟ وما طموحاتك؟
ــ تجربتي السنيمائية والتلفزيونية صغيرة أعمالي قليلة، أنا جل اعمالي مسرحية على الأقل 19 مسرحية و9 أعمال تلفزيونية فقط من بينهم فيلم سنيمائي (3مسلسلات، 2 افلام تلفزيونية، فيلم قصير و2 سيتكومم).
* كيف هو المشهد السينمائي الجزائري؟
ــ هناك مواهب صاعدة بالنسبة للإنتاج السنيمائي يوجد مخرجين في مقتبل العمر ولديهم رغبة وكفاءة وممثلين مبدعين، نحتاج فقط للتوجيه اما بالنسبة للمشهد السنيمائي الجزائري السينما الجزائرية أنجبت عباقرة مخرجين وممثثلين وكتاب منهم (الحاج رحيم، محمد لخضر حمينة ، عمار العسكري،موسى حداد، احمد راشدي، مصطفى بديع، محمد زينات، سيد علي كويرات، نورية ياسمينن اقومي، بيونة حسن حسني، رويشد قريقش، عثمان عريوات
….الخ .
والتدهور في السنيما راجع إلى إهمال السوق الداخلية بالإعداد الجيد لقاعات العرض ونقص الجانب الإشهاري الذي يلعب دورا مهما في توجيه فكر وذوق المشاهد.
لكن هناك أمل فمنأنجبت متل مخرج فيلم (ريح الأوراس)، وفيلم (تحيا يا ديدو)، و(العصا والافيون) قادرة على إنجاب من يأخذ الراية بعدهم ويكمل مسيرتهم.
وأخيرا أشكرك لصبرك وأقول للمعجبين صح عيدكم وأتمنى من الله أن يعم السلام أمتنا العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا