التواجد الصهيوأمريكي غربي وتحركاته في المنطقة يؤكد بأن الحرب الشاملة قادمة، فماذا أنتم فاعلون يا عرب…؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
لقد بذل الشرفاء والأحرار العرب والمسلمين في الثورات العربية والإسلامية في الماضي البعيد ومنذ عشرات السنين قصارى جهدهم لتتخلص منطقتنا ودولنا العربية والإسلامية من الإستعمار القديم للغرب…وغيره، ومنذ الإستعمار الحديث المبطن بأوجهه المتنوعة تابع المسيرة ثوار حقيقون من محور المقاومة لتخليص الأمة من الهيمنة الصهيوأمريكية غربية المتجددة، والثوار السابقون وثوار محور المقاومة قدموا الملايين من الشهداء من أبناء أمتنا وما زالوا يقدمون الشهيد تلو الشهيد وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني الذي قدم الغالي والنفيس ليحافظ على كرامة الأمة الضائعة والتائهة بدهاليز السياسية الصهيوغربية ومشاريعها ومخططاتها التلمودية الصهيونية التصفوية المتجددة لتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة عليها وتهويدها ومن ثم السيطرة على كل الدول العربية والإسلامية في المنطقة برمتها…
وبالرغم من أن الفلسطينيون كانوا غارقون في جحيم الإحتلال الصهيوأمريكي غربي وحدهم إلا أنهم لم يقنطوا من رحمة الله ونصره، فهيئ الله لهم دولا وجيوشا وشعوبا عربية وإسلامية تقف معهم وتدعمهم بالدعم اللوجستي الكامل حتى أصبحوا يمتلكون قوة عسكرية داخل فلسطين ترهب أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية كاملة، بل وأصبح لديهم محور مقاومة عربي وإسلامي وعالمي شامل يقول علنا بأن فلسطين هي قضيتنا المركزية ولم ولن نتخلى عن تحريرها كاملة، وهذا المحور وقف معهم وما زال وسيبقى حتى تحرير وطنهم الفلسطيني من ذلك الكيان الصهيوغربي الغاصب وتحرير الأمة كاملة من هيمنة الصهيوأمريكيين والغربيين عامة، وهنا يجب على كل قادة الدول العربية والإسلامية في منطقتنا أن يعلموا جيدا بأن القضية الفلسطينية ليست وحدها للتصفية بل العالم العربي والإسلامي بعربه وعجمه وبمسلميه ومسيحييه، وبقادته وجيوشه وشعوبه وأحزابه وشرائعه السماوية وطوائفه ومذاهبه ولغته وقيمه ومبادئه وعاداته وتقاليده الإجتماعية والأسرية تحت التصفية، لنشر فكرهم الملحد التلمودية الصهيوغربي الخالي من الإنسانية والأخلاق والقيم والمبادئ والشرائع السماوية على أمتنا كاملة مسلمين ومسيحيين…
وكل ما جرى في منطقتنا من فتن وحروب بين دولنا منذ الثمنينيات وما جرى بعدها من فتن وإحتلال دول لدول وحصار وحروب وإحتلال لأفغانستان والعراق وبعدها حرب العصابات المجرمة في دولنا ولا ننسى حروب الكيان الصهيوغربي على مقاومي غزة ولبنان وهزائمهم المتلاحقة وخروجهم مذلوليين مهزوميبن من ضربات محور المقاومة في كل مكان، ومن ثم حصارهم وعقوباتهم وقوانيهم القيصرية الأحادية الجانب والخارجة عن الشرعية الدولية لإذلال الشعوب العربية والإسلامية وإهانتهم وبالذات شعوب بلاد الشام الطبيعية والعراق واليمن ومصر…وغيرها ولم تخضع تلك الشعوب لهم ولم يخضع محور المقاومة لهم بل إزداد قوة وإصرار وعزما للبقاء على نهج الشهداء المقاوميين لتخليص شعوب الأمة من هيمنتهم وغطرستهم وظلمهم لعباد الله…
وبعد المصالحات العربية العربية والعربية الإسلامية في منطقتنا إزداد حقدهم الأعمى وكيدهم ومكروا بضغوطاتهم وتهديداتهم وعقوباتهم لإعاقة تلك المصالحات وقد نجحوا بذلك مع البعض وفشلوا مع الآخرين، وهم يحاولون هذه الأيام تنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه سابقا ظنا منهم أن محور المقاومة وشعوب وقادة الأمة سيرضخون لهم، ومحور المقاومة منذ زمن قال لهم على لسان السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه بأن زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الإنتصارات، وقالها لهم في خطابه يوم أمس نحن مستعدون لكل حدث سواء ما يجري في السويداء من مظاهرات سلمية تحاولون تغيير مسارها ضد القيادة والدولة السورية كما جرى قبل ١٢ عام في درعا أو من نشر عصابات داعش والنصرة والتي ظهرت من جديد في سورية والعراق لتركب من جديد موجة المظاهرات السلمية، والتي لو فكر أهل السويداء وكل الشعب السوري جيدا عن أسباب الأوضاع الإقتصادية السيئة التي يمرون بها وتمر بها شعوب لبنان وفلسطين والأردن والعراق واليمن ومصر ..وغيرها لوجدوا السبب الرئيسي حصار الصهيوأمريكيين والغربيين وعقوباتهم وقوانين قيصر، ونهبهم للنفط والغاز السوري وبتسيهل من عملائهم تنظيم قسد وبعض الأغبياء والجهلة من أبناء العشائر ممن لحق بقسد وسفراء وأجهزت إستخبارات ونواب أمريكا والغرب الذين يبتسمون لكم ويضحكون عليكم كما جرى سابقا…
لذلك لا بديل أمام الدول العربية والإسلامية في منطقتنا من إتمام المصالحات والوحدة ورفض التحركات المتجددة الصهيوأمريكية غربية وأدواتها وعصاباتها في المنطقة وفي سورية والعراق بالذات، ودعم محور المقاومة بالإصطفاف إلى جانبه للتعاطي مع الخطر القادم من تلك التحركات الصهيوأمريكية غربية على المنطقة برمتها، فهؤلاء الصهيوغربيين لا رغبة لهم ولا نية سليمة في إقامة ما يسمى السلام العادل والشامل وإعادة الحقوق لأهلها والمنطقة برمتها، واللحاق بمحور المقاومة هو الأسلوب الأنجح والأسلم والأقل كلفة على المدى القريب والبعيد لمواجهة مخططاتهم وما أعد لدولنا كافة في الغرف المغلقة ولمواجهة مشاريعهم التوسعية الجهنمية، ومحاولات سيطرتهم على المنطقة كاملة لبقاء هيمنتهم إلى الأبد…
والوقت والظروف حاليا تسمح بالوحدة وأن نكون على قلب رجل واحد للتحرك الشامل للعرب والمسلمين ضد تلك المخططات الصهيوغربية الشيطانية، ووضع حدا لهم ولتصرفاتهم الحمقاء في منطقتنا، والإعلان عن خروجهم من المنطقة من برها وبحرها وجوها، قبل أن يضيق الوقت وتمر الأيام وتنتشر عصاباتهم الداعشية والقاعدية وفروعهما وأدواتهم وعملائهم وجواسيسهم النائمة في المنطقة، وإذا لم يتم التحرك معا فإن محور المقاومة لم ولن يصمت على ذلك وسيدافع عن المنطقة برمتها كما دافع عنها سابقا، ولكن هذه المرة ليس لوحده بل سيتم دعمه من دول محور المقاومة العالمية روسيا والصين… وغيرها لدق المسمار الأخير في نعش الصهيوأمريكيين والغربيين وهيمنتهم وتواجدهم في المنطقة برمتها وهزيمتهم حتى لو وصل الأمر لحرب شاملة لا تبقي ولا تذر منهم أحد، وسيتحقق النصر عليهم وسيهزمون ويخرجون رغما عن أنوفهم من منطقتنا مذلولين مهزومين كما خرجوا في الماضي البعيد والقريب، وحينها ماذا أنتم فاعلون يا من لم تلحقوا بمحور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي المنتصر دائما بعون الله له…؟!!!
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…