المعارضة في عيون من يدّعون الإنتماء والولاء

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .……

 

كلنا يعرف قصة راعي الغنم الذي استصرخ قومه عدة مرات مستغيثا بأن الذئاب تهاجم قطيع الغنم ، وكان أهل القرية يفزعون له ويهبون لمساعدته ولكنهم كانوا يتفاجئون بكذبه وسخريته إلى أن وصل الأمر به أن الذئاب فعلا هاجمت الغنم واستصرخ قومه ولكنهم في هذه المرة لم يجيبوه كونه كان يكذب عليهم بالسابق مما جعله يخسر الغنم ويخسر قومه أيضا .
كلنا يعرف أن الشعب الأردني في القرى والبوادي والمدن والمخيمات منتمون وموالون للوطن و للعرش الهاشمي و عميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما، وأن سقف وحدود المعارضة الداخلية عندهم يتقاطع فقط مع الحكومات التي فشلت في إيجاد برامج للتنمية الإقتصادية والصحية والتعليمية والإستثمارية ولا يتعدى تلك الحدود ، فمثلا عندما نرى المواقف السياسية للمملكة الأردنية الهاشمية ولجلالة الملك على الصعيد الخارجي فإننا كلنا نتفق معها ولا يوجد عليها أي خلافات أو علامات استفهام ، لا بل إنها تنال إعجاب الجميع والكل يثني عليها بالرغم من الظنّك الاقتصادي الذي يحيط بالشعب الأردني ورغم سياسة الأحلاف الدولية والإقليمية التي تتزعمها الدولة الصفوية وتحاول هي والكيان الصهيوني من تغيير هذه المواقف واستغلالها لمصلحتها .
إذن فإن مشكلتنا الأساسية مع المعارضة الوطنية تتمثل فقط في عدم الرضى عن السياسات والنهج للحكومات في تقديم الخدمات وجذب الاستثمارات وملاحقة ضياع المقدرات والثروات الوطنية ومن خلال العقود الجائرة التي وقعتها الحكومات الأردنية وكلفت الخزينة عجزا وتعجيزا كثيرا .
وعلى سبيل المثال لا الحصر كلنا نتذكر العقود المبرمة من قبل وزارة المياه ووزارة الطاقة والكازينوا والعطارات والكهرباء والاتصالات والتي تبين أن فيها جوانب فسادية وتحقيق لمصالح فردية وشخصية لبعض السماسرة أو لشخصيات يدعون بأنهم من أكثر الناس ولاء وإنتماء للوطن والملك .
إن هؤلاء الفاسدين والذين يلبسون لباس الولاء والانتماء هم الذين دائما يوصلون رسائل لجلالة الملك بأنهم الأكثر محبة وخدمة له ويبثون رسائلهم من على المنابر الإعلامية المسخرة لهم ويستخدمون كل أسلحتهم ضد من ينتقدون فشلهم في خدمة المجتمع الأردني وضد كل من يكشف ألاعيبهم في تحقيق مصالحهم الخاصة بالربح والثراء على حساب مقدرات الوطن ، وللأسف أنهم دائما ينجحون في كثيرا من الأحيان ويقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع مما يؤدي إلى أن يفزع لهم الملك وتستنفر معهم كل مؤسسات الدولة الأمنية وتحاول التضييق على المعارضة في معيشتهم وأحوالهم بحجة أنهم من ذوي المخططات الخارجية .

وأخيرا فإنني ارجوا الله تعالى أن يتغير هذا النهج في الوطن وأن لا يحصل معهم مثل ما حصل مع راعي الغنم الذي كذب على قومه عدة مرات واستصرخهم وطلب الفزعة منهم في وقت لم ولن يصدقوه و يسمعوه أو يتجاوبوا معه مما أدى به إلى خسارته الغنم والقوم معاْ.

المعارضة ضرورة وليست ضررا طالما أنها لمصلحة الوطن و يجب أن تؤمن بها كل مؤسسات الدولة الأمنية وتتعامل مع رموزها كما يتعاملون مع من يدّعون بأنهم حماة العرش والذين كلنا نعرف أن حقيقة أمرهم بأنهم حماة لمصالحهم الخاصة في التوريث للمناصب وتحصيل المكاسب فقط وهم الذين عند أول واقعة سوف يتعرض لها الوطن والعرش فإنك ستراهم ينقلبون ويتلونون ويفرّون من الوطن إلى غير رجعة .
حمى الله الوطن والملك من شرّ الفاسدين والوسواسين الخناسين ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.