طوفان الأقصى أصمت الخونة والعملاء

بقلم الخبير الأمني العميد المتقاعد هاشم المجالي .…….

 

قبل قيامة معركة طوفان الأقصى كنا نشاهد الخطابات والندوات والإجتماعات والقمم العربية والإسلامية التي كان يتصدرها مجموعة من الزعماء العملاء والخونة الذين باعوا شرفهم وقيّمهم ودينهم للأعداء في الباطن وجاهروا وأعلنوا لشعوبهم ولوسائل الإعلام بأنهم هم أبطال هذا الزمان وأنهم محررون الفئران من القطط والأرانب من الضباع وأنهم عرابون العرب وخلفاء الأمة .

ولكن بعد النتائج التي تحققت من معارك طوفان الأقصى التي لا زالت تنتصر فيها المقاومة الفلسطينية منذ لحظة تنفيذها وتم فيها حشر الأفعى وعقاربه من النتن ياهيين وزبانيتهم بالزاويا القذرة ، وخصوصا بعد أن تم قهر جيش دولة تم تصنيفه على أنه من أقوى اربع جيوش بالعالم وبأنه الجيش الذي لا يقهر .
والسؤال الذي يطرح هو :
ممن تم قهر هذا الجيش المصنف بالأول شرق أوسطيا والرابع عالميا ؟؟
وهنا يجب أن نعترف بأن الجواب عليه هو أن هناك معجزة الربانية تحققت وشاهدناها و نشاهدها بأم أعيننا على شاشات التلفزيون أبطالها هم أبناء فلسطين من غزة والضفة الغربية . لقد تم قهر هذا الجيش ودحره من قبل حركة متواضعة بِعدَّتها وعِتادها ولكنها قوية بإيمانها وعقيدتها وولائها وانتمائها لربها وأرضها وعقيدتها وشعبها .
وبعد هذه المواقف البطولية للمقاومة صارت هناك مواقف مخزية تحتمت على بعضا من الزعامات العربية أن يتخذوها وهم الذين باعوا القضية تحت الطاولة وقبضوا مقابلها كراسيهم ورضا أوليائهم من الأميركيين والأوربيين المتصهينين ، هؤلاء الصامتون الآن قد وقعوا بين كفيّ الكماشة ، كفة غضب شعوبهم عليهم إزاء صمتهم عن ما يجري من مجازر ومذابح وتهجير وقتل وتدمير في المدنيين بغزة وفلسطين من قبل جيش العدو الصهيوني وكفة رضى العم بايدن الصهيوني وزبانيته عليهم من جهة أخرى.

ولأن هذه المعادلة الصعبة قد أوقعوا فيها فإننا نراهم الأن في مرحلة الصمت المُذِل والمخُزي وخصوصا بعد تهديد النتياهوا لهم بفضحهم بأنهم هم من ساندوه بحملته الإنتخابية أو بحروبه النازية السابقة وبحربه الأن التي تجاوزت كل الأوصاف بوحشيتها وقذارتها ومجازرها .

كلنا شاهدنا النتن ياهوا بخطاباته هو ومستشاريه يطلب منهم الصمت والخَرَس وعدم التعليق او المساندة ، لا بل إنه قد تجاوز تهديده إلى أبعد من ذلك بأنه سوف يفضح مواقفهم ودعمهم ونواياهم المستقبلية التي أعلنوها له والمتمثلة بتصفية القضية والشعب والارض الفلسطينية وانهائها على الطريقة الصهيونية ، ومن ثم البدء بعمليات التطبيع مع العدو الصهيوني وتناسي كل ما ذكره القرأن الكريم وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عنهم، وتناسي أيضا أن هناك شهداء في كل بيت عربي قد قضوا من أجل الأقصى والقدس الشريف .

لقد أصمَتهم هذا النتن ياهو وهددهم بفضحهم ، وها هم يصمتون ولا يُصرِحون إلا بإحياء السلام ومختفون عن الواقع الذي تعيشه شعوبهم المظلومة بحكمهم ، لا بل وتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك بأن وجه لهم النتن ياهوا أوامره بأن عليهم أن يحاربون أي توجه لدى شعوبهم أو حتى في المساجد والكنائس من شأنه أن يدعم المقاومة الفلسطينية حتى وصل بهم الأمر بأنهم منعوا الأئمة والوعاظ من الدعاء في الصلوات والخُطب في المساجد والكنائس للمقاومين على إعتبار أن هذه قضية سياسية لا يجوز لدور العبادة أن تتدخل بها ، لا بل أيضا وصلت الأوامر إلى السلطة الفلسطينية وإلى الكرسي الذي كان يجلس عليه البطل الشهيد ياسر عرفات بأن يخرج منه أوامر تمنع المظاهرات الداعمة لإخوانهم في غزة والضفة الغربية .

هذا هو زمان صمت العملاء والخونة ، صمت الغربان المُذل والمخزي لهؤلاء الحكام الذين اختفوا وما عادوا يُصرِحون ، في حين أنهم كانوا قبل ذلك هم يظهرون على أنهم أمراء للمؤمنين وعرابون العرب وحواريون الأمة وخلفائها الراشدون .

لقد فضحكم الله وأخزاكم رغم صمتكم أيها الغربان والضباع الصامتون .
ونسأل الله تعالى ان ينصر إخواننا في غزة وفلسطين ويْبدل هؤلاء الحكام الصامتون برجال مؤمنون يخافون الله فقط ولا يخافون غيره .

قد يعجبك ايضا