الجيش الإيراني الإسلامي في ردھ المبارك وفي يومھ الوطني ثبت معادلات إقليمية ودولية جديدة في الصراع مع الصھيوأمريكيين غربيين…

أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

تابع كل منا قبل عدة أيام الرد الإيراني الناجح في عمق الكيان الصھيوني وقواعدھ العسكرية والذي كان ردا على قصف القنصلية الإسلامية الإيرانية في دمشق وفقا للقوانين الدولية ذات الصلة، ذلك الرد جعل قادة الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيوأمريكيين غربيين يقفون على قدم واحدة مرتبكين متخبطين من ھذا الرد ودقتھ والرسائل المتعددة من ورائه حاليا ومستقبلا، والتي آراد الجيش الإيراني الإسلامي إيصالھا إلى قادة الكيان الصھيوني خاصة وداعميه قادة امريكا وأوروبا عامة، وقد كان ردا مباركا ناجحا حقق أھدافھ بكل ما تعنيھ الكلمة من نجاح، رغم الإدعاءات والإشاعات ومحاولات المشككين والعنصريين والفتنويين السذج والمنافقين المتصھينين في منطقتنا وفي الغرب الأعمى من تشويھ صورة الرد، للتقليل من نجاح أھدافھ وأھميتھ في الحاضر والمستقبل….

وكانت هناك محاولات كثيرة للعب على مشاعر الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والشعوب العربية والإسلامية لتشكيكھم بقوة الرد وأھدافھ الإستراتيجية وأنھ مسرحية متفق عليھا، وأن الرد أبعد النظر العالمي عما يجري في غزة من إبادة جماعية، وكان ھذا النظر العالمي المنافق المتصھين إستطاع إيقاف تلك الإبادة والمجازر التي ترتكب بحق شعبنا في غزة وبشكل لحظي ويومي منذ سبعة أشھر بالسياسة ودھاليزھا، أو إستطاع العالم إدخال شاحنة واحدة من المساعدات رغما عن المحتلين الصھاينة، وكأن النظر العالمي الذي تتحكم بھ أمريكا أعمى ولم يشكك بعدد الشھداء والجرحى والضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والذي تجاوز ١٢٠ ألف لو أضفنا جثث الشھداء التي ما زالت تحت الأنقاض، وقيل غيرھا من الأقوال الفارغة والإدعاءات الكاذبة لتزييف الحقائق وتشويھ صورة الرد الإيراني المبارك، والتي كشفھا الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وكل الشعوب العربية والإسلامية والعالمية حينما شفيت صدورھم كمؤمنين يعلمون عدوھم جيدا، ويطالبون ليلا ونھارا بمحاربتھ لأنھم أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء، وفرحة تلك الشعوب الحرة قاطبة وكبر وھلل وغنى ورقص كبارھا وصغارھا نسائھا ورجالھا، وھتفوا جميعا دعما إلى إيران الإسلامية وإلى مرشدھا وقادتھا السياسيين والعسكريين ولكل قادة محور المقاومة،وھذا عبارة عن إستفتاء شعبي فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي لخيار المقامة ومحورھا المقاوم كخيار إستراتيجي وحيد يعيد كرامة الأمة الضائعة والتائھة منذ زمن بدھاليز وألآعيب السياسة الصھيوأمريكية غربية، والتي منعت وقيدت قادة الأمة وجيوشھا في الماضي والحاضر من السعي الدائم للعمل على تحرير فلسطين والأراضي المحتلة بالقوة وبشكل جزئي أو كامل….

ودعمت تلك الشعوب ذلك الرد المبارك في عمق الكيان الصھيوني وقواعدھ العسكرية لأنھم منذ عقود لم يشاھدوا دولة عربية وإسلامية واحدة تقصف ذلك الكيان الصھيوغربي المحتل لفلسطين، وقد بدأت الحقائق تظھر على ألسنة الشعب الصھيوني وصحفھ ومحلليھ السياسيين والعسكريين وبدأ تسريب الخسائر التي لحقت بكيانھم الصھيوني من الرد المبارك وإستراتيجيات الرد وأھدافھ التي تحققت لردع كيانھم وفرض معادلات جديدة عليھ وعلى داعميھ قادة أمريكا والغرب، والأيام القادمة سنعلم حجم الخسائر الحقيقي في الأرواح والعتاد والعدة والأموال وإنھيار الإقتصاد والبورصات الصھيونية وھروب قطعان المستوطنين وعودتھم إلى بلدانھم التي جاءوا منھا، والدليل الآخر أنھ رد مبارك أوصل رسائلھ وحقق أھدافھ وأوجع ذلك الكيان الصھيوني وداعميه ھو محاولات إسقاط تلك المسيرات والصواريخ في وقت الرد من قبل قواعد أمريكا وبريطانيا وفرنسا في المنطقة، وإيقاع الأردن بفخ المشاركة في الإسقاط لتشوية صورتھ وكل مواقفه المشرفة السابقة والحالية إتجاه فلسطين وما يحدث بحق أھلنا في غزة العزة من جرائم، والأردن صرح مسؤولية بأنھ محايد بالرغم من أن ھذا الحياد وتلك المشاركة بإسقاط الصواريخ الإيرانية المتجھة للكيان الصھيوني المحتل لا يقبلھا الشعب الأردني أبدا، وصرح أيضا مسؤولي الأردن بأنھم لم ولن يسمحوا بإختراق أجوائھ من أي طرف، وقواتھ المسلحة وسلاح الجو الأردني جاھزين لإسقاط أية صواريخ تتجھ إلى إيران من قبل الكيان الصھيوني…

وأيضا دليلا آخر على نجاح الرد ھو ما يحاول داعمي الكيان الصھيوني قادة أمريكا والغرب المتصھينين من عمل تحالف دولي لإتخاذ إجراءات عقابية وفرض عقوبات آحادية ما زالوا يتناقشون حولھا لإتخاذھا ضد إيران، والكل يعلم بأن إيران الإسلامية وقبلھا وبعدھا دولا كثيرة تحارب الھيمنة الصھيوأمريكية غربية فرضت عليھم عقوبات منذ عقود مضت وما زادتھم إلا قوة وصمودا وصلابة وتحديا للصھيوأمريكيين غربيين وتحديثا لتراسنتھم العسكرية التي أعدوھا للأعداء، وأيضا التھديد بالرد من قبل النتن ياھو على الرد الإيراني ودعمھ بالمطلق من قبل قادة أمريكا والغرب ودولھم السبع المتصھينة، رغم محاولات تنصلھم من الضوء الأخضر المفتوح الذي اعطوھ لكيانھم الصھيوني منذ الحرب الكونية على غزة لغاية اليوم، وإدعائاتھم من أنھم يضغطون على النتن ياھو وحكومتھ لعدم الرد، وبنفس الوقت يصرح قادة أمريكا والغرب بأنھم لا يريدون توسيع الصراع والحرب، ومن ثم يؤكدون بأنھم سيدعمون أية خطوة لكيانھم الصھيوني وسيدافعون عنھ وأنھ شريكھم وحليفھم الأكبر والأقوى في الشرق الأوسط، ولم ولن يتخلوا عن دعمھ أبدا كما صرح بايدن في مقالھ الذي نشر في صحيفة أمريكية…

وتصريحات بايدن الصھيوني يؤكد ما كانت إيران وسورية وكل محور المقاومة يحذرون وينبھون منھ قادة العرب والمسلمين بأن قادة أمريكا والغرب المتصھينين لا يوجد لھم حليف ولا شريك في المنطقة إلا كيانھم الصھيوني، ويعملون على دعمھ بكل السبل وبشتى انواع الدعم اللوجستي ليبقى القوة الأكبر في المنطقة والمھيمن عليھا وفقا لمخططاتھم التلمودية التوسعية والأفكار الإستعمارية القديمة المتجددة، وباقي المنطقة بشعوبھا وقادتھا وجيوشھا ھم خدم لھم فقط، وھذھ مخططات سعوا لھا منذ إنشاء وإختراع كيانھم الصھيوني الإستعماري في فلسطين المحتلة وفي المنطقة، وإن إختلفت أسمائها من إسرائيل الكبرى إلى مخطط الشرق الأوسط الكبير أو الجديد إلى صفقة القرن وإتفاقيات أبراھام التطبيعية التجارية الإقتصادية الإستعمارية التوسعية بطابع ديني، وصولا بالحرب الكونية على غزة العزة لإعادة صياغة مخططاتھم التلمودية التوسعية الإستعمارية وتجديدھا وتنفيذها في غزة وفلسطين وكل منطقتنا والعالم…

وھؤلاء الصھاينة والمتصھينين يظنون أن إيران الدولة الإسلامية الإقليمية والتي تمتلك ترسانة أسلحة عسكرية ضخمة يشھد لھا الجميع، ولھا تحالفات دولية مع دول كبرى كروسيا والصين…وغيرھا، يظنون أنھا ستصاب بالرعب أو تنھار أو ترتبك وتتخبط وتجبن من الرد الصھيوغربي المنتظر، والجيش الإيراني الإسلامي وفي يومھ الوطني وقادتھ العسكريين والسياسيين ردوا عليھم قبل رد الصھيوغربيين المنتظر في خطاباتھم وتصريحاتھم وتحذيراتھم لذلك الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيوأمريكيين غربيين، من أن أي رد صھيوني على آراضينا أو على قواتنا في الداخل والخارج سيكون ھناك ردا سريعا ومباشرا وقويا يزلزل الأرض من تحت أقدام العدو الصھيوني وقد يؤدي إلى زوالھ إن شاء الله تعالى قريبا، وأكد ذلك العرض العسكري الكبير الذي جرى في إيران والذي تابعھ الصھاينة والمتصھينين وكل منطقتنا والعالم صدق تھديدات القادة الإيرانيين وقوتھم العسكرية الكبرى التي أعدوھا لأعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء….

والأيام والأسابيع القادمة ستثبت القوات المسلحة للجمھورية الإيرانية الإسلامية والجيش الإيراني ومحور المقاومة ومن يلحق بھم معادلات إقليمية ودولية جديدة على أرض الواقع سيرضخ لھا قادة الكيان الصھيوني وداعميه قادة أمريكا والغرب المتصھينين رغما عن أنوافھم، فھل يتمعن قادة منطقتنا وجيوشھم بتصريحات بايدن اليھودي الصھيوني وأعضاء إدارته المتكررة ودعمھ للكيان الصھيوني، وأنھ الشريك والحليف الأكبر والأقوى في المنطقة، وھو أوھن من بيت العنكبوت منذ سبعة أشھر وكل ذلك الدعم اللوجستي الغربي المطلق والعلني لم يحقق أي من أھدافھ في غزة وخارجھا من مجموعات من المقاومين الأبطال، فكيف سيواجه ھو وداعميھ الغرب المھزومين في الماضي والحاضر وفي كل مكان دولة إقليمية رئيسية قوية في المنطقة كإيران مع كل محورھا المقاوم في حال توسعت الحرب لتصبح حربا إقليمية، وكل دعم الغرب المطلق لكيانھم الصھيوني وضوئھم الأخضر المفتوح لھ وشراكتھم معھ بكل ما إرتكبھ من جرائم وإبادة ووحشية في غزة وفلسطين ھو لإعادة صورتھ الحقيقية التي أدخلوھ فيھا عام ١٩٤٨ كعصابات صھيونية تلمودية متوحشة قاتلة مجرمة، ظنا منھم أن شعب غزة وفلسطين وكل شعوب ودول وقادة وجيوش ومقاومي المنطقة سيخافونھ ويقفوا مكتوفي الأيدي خوفا من وحشيتھ، ولإعادة قوتھ وھيمنتھ التي ھزمت منذ صباح ٧ تشرين أكتوبر المبارك وما تلاھ من ھزائم يومية داخل غزة وخارجھا إلى الرد الإيراني المبارك الذي زلزل كيانھم وبقائھ ووجودھ في المنطقة، فمن سيلحق من قادة الأمة بمحور إيران الإسلامية وسورية العربية المقاوم……؟ والتحركات التركية وتصريحاتھم واللقاءات في قطر وإيران مع المسؤوليين ومع قادة حماس لھ معاني ودلالات فيما لو تدحرجت الأحداث لحرب إقليمية، نرجوا من قادة الدول العربية الأخذ بھا واللحاق بمحور المقاومة وبالذات الدول المحيطة بفلسطين كمصر والأردن والذين تعرضوا وما زالوا يتعرضون لتھديدات كبرى لأمنھم القومي الوطني والعربي والإسلامي والإقليمي من قبل النتن ياھو وبن غفير وسموترتش وغالانت وغانتس وكل أعضاء حكومتھم الصھيونية المتطرفة، وحتى من حكوماتھم الصھيونية السابقة، وإجابة ھذا السؤال نتركھا للأيام والأسابيع والأشھر القادمة…

أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.