في الذكرى ٣٥ لوفاة الإمام الخميني نھج المقاومة أصبح ظاھرة إقليمية وعالمية….

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….

نالت الجمھورية الإسلامية الإيرانية حريتها وإستقلالها وسيادتھا الحقيقية عام١٩٧٩م، بعد أن قام الإمام الخميني بثورتھ الإسلامية الشعبية المقاومة ضد حكم الشاھ البائد شرطي أمريكا والغرب في إيران والمنطقة آنذاك، وضد إستكبار تلك الدول الصھيوغربية ومحاولات سيطرتھم على المنطقة وعلى خيراتھا وثرواتھا البرية والبحرية والجوية، وبعد مرور عقود أثبتت تلك الثورة الإسلامية الإيرانية أنھا كانت وما زالت وستبقى النھج الصحيح والسليم الذي أتبع لمقاومة أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية كاملة، والخلاص من طغيانھم وإستعمارھم ومحاولات سيطرتھم وظلمھم الذي أرتكب وما زال يرتكب بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة برمتھا وبالذات الدول المحيطة بفلسطين المحتلة أبشع الجرائم الإنسانية التي يندى لھا جبين الإنسانية وبدعم الصھيوغربيين..

وبدأ قادة الثورة الإسلامية منذ ذلك الوقت بإعلان بوصلة سياساتھم الخارجية أمام حكام وشعوب المنطقة والعالم وھي بإتجاھ فلسطين وتحريرھا من الإحتلال الصھيوغربي فتم طرد السفير الصھيوني وأستدعي المرحوم ياسر عرفات ورفع علم فلسطين على السفارة التي كان يقطنھا ذلك السفير الصھيوني النجس زمن حليفھم الشاھ، وكانت أول سفارة تقام لدولة فلسطين في المنطقة والعالم أجمع، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة ونهضت إيران الإسلامية العظيمة، ورغم كل المؤامرات الصھيوغربية والمستعربة والمتأسلمة والإغتيالات والعقوبات الظالمة وتخويف قادة العرب من تلك الثورة على أنھا ضدھم وليس ضد دول الشر الصھيوغربي، وإيقاعھم بأفخاخ حروب الوكالة التي حيكت ضد إيران الإسلامية وضد قادتھا وبتحريض وتخويف وبدعم من قبل الصھيوغربيين حتى يقضوا على ھذھ الثورة وھذا النھج السليم، إلا أن قادة إيران الإسلامية ثبتھم الله ونصرھم وتعدوا كل ھذھ المراحل وخرجوا منھا أقوياء منتصرين على كل المخططات ودھاليز السياسية الصھيوغربية وأفخاخھا الشيطانية، لأنھم نصروا الله والأمة فنصرھم الله وأصبح النھج المقاوم لإيران الإسلامية ظاھرة ليس في المنطقة وشعوبھا بل أصبحت ظاھرة شعبية عالمية، وما نراھ من مظاهرات وإحتجاجات من قبل الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية وشعوب كل حلفاء أمريكا والغرب في العالم ضد ما يجري في غزة من إبادة جماعية وتطھير عرقي للشعب الفلسطيني يؤكد على أن ثورة المقاومة الشعبية أصبحت ظاھرة إقليمية وعالمية ترفض كل الحروب والخطط الشيطانية الصھيوغربية وسفك الدماء للشعوب البريئة في فلسطين ومنطقتنا والعالم، وكل من لا تتجھ بوصلتھ قلبا وقالبا مع فلسطين ويعمل على تحريرھا من البحر إلى النھر من الإحتلال الصھيوغربي ولو على مراحل فإنھ سيكون ممن قال عنھم رب العزة سبحانھ وتعالى ( أتعلمون من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيھم في الحياة الدنيا وھم يحسبون أنھم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم…

ومنذ ذلك الوقت بدأت الجمھورية الإسلامية الإيرانية تطبيق سياسة الإصلاح والإنفتاح داخل إيران وفي المنطقة والقارة الآسيوية والعالم حتى أصبحت قوة إقليمة وعالمية أرھبت أعداء الأمة والإنسانية، ووضعت لھم حدا وخطوط حمراء يجب أن لا يتعداھا أحد منھم، فعملت الدولة الإسلامية الإيرانية وقياداتها على الحد من الفقر والبطالة، وإتخذت خطوات سريعة في المناطق الفقيرة، لتحسين معيشة الشعب وتحقيق الرخاء والرفاهية له ضمن حدود العقيدة الإسلامية والعادات والتقاليد والأخلاق الحميدة لنشر المحبة والإطمئنان والأمن والآمان بصورة شاملة، وأعادت المرأة إلى حريتھا الإسلامية الحقيقية بالعلم والعمل واللباس الإسلامي الحقيقي الذي يستر مفاتنھا فوصلت المرأة المسلمة الإيرانية إلى مناصب عليا في الدولة ودخلت بكل مجالات وميادين الأعمال وبنفس الوقت حافظت على تكوين أسرة متكاملة ورسخت في عقولھا وقلوبھا محبة الله ورسولھ محمد صل الله عليھ وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين إمتثالا لأمر اللھ وإتباع لسنة رسولھ وتشيعا لآل البيت الكرام عليھم الصلاة والسلام، وليس كحريات المرأة الغربية التي تستخدم للجنس والإغراءات والمثلية والمال وإظھار الجسد وتدمير الأسرة وتفككھا…وغيرھا من حريات المرأة الصھيوغربية التي صدعوا بھا رؤوسنا منذ عقود لتدمير المرأة العربية والمسلمة وإبعادھا عن حريتھا العربية والإسلامية الحقيقية، وعززت الجمھورية الإسلامية الإيرانية مبدأ الإنصاف والعدالة الإجتماعية لضمان عيش الشعب الإيراني المسلم بحرية ليبدع في عمله، وها هي إيران الإسلامية اليوم من أولى الدول وأقواها إقتصاديا على مستوى المنطقة والعالم، كما وأنها أصبحت مقرا وممرا لإقتصاد المنطقة ولآسيا وللعالم لما تمتلكھ من خيرات وثروات برية وبحرية وجوية…

والشعب الإيراني المسلم تحكمه القوانين والدستور منذ القدم وتم بناء الدولة والحكومة والمجتمع على أساس إحترام سيادة القانون، لذلك ثبتت إيران الإسلامية وزادت قوة وفي كل المجالات لأن بنود القوانين والدستور منبثقة من الإسلام وھي لصالح أبناء الشعب الإيراني المسلم داخليا وخارجيا، والشعب ھو سيدا البلاد، وهو شعب متدين ومؤمن ومتعلم ومثقف يعرف عدوه جيدا ويستطيع التعامل معھ، لذلك لا خوف على الشعب الإيراني المسلم الشقيق لأنھ شعب يسير على منھج واحد وعقيدة واحدة لا تغيير فيھا ولا تبديل في حال غياب أية قيادة رغم أن غيابھا ورحيلھا يدمي القلوب رحمھم الله جميعا بل يزيدھم ذلك الغياب والرحيل على متابعة مسيرتھم ونھجھم المقاوم لتبقى إيران حرة مستقلة ذات سيادة لا تسمح لأحد في العالم من أن يتدخل في شؤونها وفي شؤون المنطقة برمتھا، وأيضا تابع قادة الثورة الإيرانية الإسلامية ومرشدھا السيد على خامنئي إصلاح المجال الثقافي ودعم الثقافة والمثقفين الإيرانيين بكل ما يلزمهم وأعطوھم الحرية الكاملة لترسيخ الثقافة الإسلامية في العقول والقلوب ليكون شعبا مثقفا قويا، وهو شعب ذو مسيرة حضارية وتاريخ وعلم وعلوم منذ فجر الإسلام وإزداد علما وساهم عبر التاريخ في التنمية الحضارية للأمة وللبشرية جمعاء…

عدد سكان إيران الإسلامية تقريبا ٨٠ مليون نسمة من كل الشرائع السماوية والقوميات والأعراق وكلهم يعيشون بمساواة حقيقية ويعملون معا لمتابعة تحقيق نهضتھم العظيمة، وعلى المستوى العسكري قام الإمام الخميني رحمھ الله وتابع مسيرتھ الإمام السيد علي خامنئي والرؤساء والدولة والقيادات العسكرية ببناء جيش قوي ومجهز عسكريا بأحدث الصناعات العسكرية المحلية الصنع للدفاع عن الشعب الإيراني المسلم من الأعداء المتربصين بها داخليا وخارجيا، وأصبح التعليم أساس التنمية الوطنية وهو أولوية إستراتيجية للقيادات الإيرانية كافة السياسية والدينية والعسكرية، والطريق الصحيح لنقل الثقافة والعلم والمعرفة والحفاظ على المبادئ والقيم والأخلاق الإسلامية وتربية الأجيال القادمة على التمسك بها لبناء أسرة ومجتمعا وشعبا قويا وأمة محصنة من أي إختراق صھيوغربي حاليا أو مستقبلا، وتمثلت دبلوماسية الجمھورية الإسلامية الإيرانية في تطوير العلاقة الحميمة والصادقة مع المحيط العربي والإسلامي والعالمي أجمع، رغم كل المعوقات الصھيوغربية الشيطانية الخبيثة، لترسيخ تلك العلاقات وبكل المجالات لتكون منفعتھا متبادلة وتعاونھا مثمر، تعود خيراتھا على شعوب منطقتنا وأمتنا وشعوب العالم الحر والمستضعف….

وھي شراكات كانت وما زالت وستبقى حقيقية صادقة في المنطقة والعالم، وتأكيد لقادة المنطقة والعالم بأن إيران الإسلامية وقادتھا يعملون على ترسيخ الأخوة الإنسانية بينھا وبين دول وقادة الأمة العربية والإسلامية وكل قادة وشعوب أحرار وشرفاء العالم، دون أية أطماع توسعية كما يدعي الصھيوغربيين ومن يحمل فكرھم من ادواتھم السياسية والإعلامية في دولنا العربية بالذات، وإنما تريد من قادة ودول وشعوب المنطقة المحافظة على خيرات وثروات الأمة وعلى دولھا، ليكون ريعھا لشعوب الأمة فقط ولمستضعفي الإنسانية في كل مكان من العالم، وتدعوھم معا لتحرير فلسطين العربية والإسلامية والمسجد الأقصى والأرض والإنسان الفلسطيني ولو على مراحل من المحتلين المجرمين المتوحشين الصھيوأمريكيين غربيين، لذلك كسبت إيران الإسلامية محبة وثقة شعبھا وشعوب الأمة والعالم، لأنھا وعلنا بلا خوف دعمت وما زالت وستبقى تدعم المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية دعما لوجستيا ضد ذلك المحتل والمختل الصھيوغربي، والذين ظھرت حقيقتھم المتوحشة وجرائمھم وحرياتھم المزورة وأكاذيبھم منذ عقود أمام شعوب العالم أجمع حتى أمام شعوبھم، والشعب الإيراني المسلم ھو شعب مسلم شقيق وصديق لشعوب المنطقة والعالم المستضعف ويصرح قادتھ ليلا ونھارا بأن قوتھم في خدمة المنطقة وقادتھا ودولھا وشعوبھا، لذلك دخلت إيران الإسلامية كعضو رئيسي ومؤسس في تحالفات ومنظمات عالمية ضد محاولات الھيمنة الصھيوغربية على منطقتنا والعالم مثل (دول البريكس، منظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها من التحالفات العالمية الكبرى، ولها علاقات وثيقة وبكافة المجالات مع روسيا والصين ومع أمريكا اللاتينية والكاريبي ومع العالم أجمع، وهذه التحالفات سيكون لها ولدولها وقادتھا الدور الأكبر لإنشاء عالم عادل منصف متعدد الأقطاب والذي بدأت مراحل تأسيسه على أرض الواقع رغما عن كل المتآمرين الأشرار الصهيوغربيين….

وهي جمھورية إسلامية تمثل شعوب أمة خيارھا الوحيد المقاومة حينما تعمل على تحرير فلسطين وكل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وتقف مع القضايا العالمية العادلة وتحارب وتقاوم كل الأفعال الشريرة والمخططات والمؤامرات الصھيوغربية في منطقتنا والعالم، وتؤيد الدول العربية ودول العالم بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة السعودية العربية وبكل الوسائل العسكرية والسياسية والإعلامية…وغيرھا، وفي ذكرى وفاة الإمام الخميني رحمھ الله تعالى ٣٥ يحيي الشعب الإيراني المسلم وقادتھ الذكرى السنوية لوفاتھ متذكرين ومؤكدين الثبات على نھج ثورتھ، ومصرين على متابعة مسيرتھ بكل صدق وأمانھ وإجتھاد وبالذات تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وشعوب الأمة والإنسانية بتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، والجمھورية الإسلامية الإيرانية داعمة للحقوق الفلسطينية منذ الثورة عام ١٩٧٩م لغاية يومنا الحالي وفي كل المنابر الدولية ولكل القضايا العالمية المحقة، لأنها أصبحت قوة إقليمية وعالمية حاليا ومستقبلا…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا