تحركات دبلوماسية لتفعيل صفقة إنهاء الحرب والدوحة محور اتصالات دولية

شبكة الشرق الأوسط نيوز : انتعش مسار الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، مع محاولات تجاوز المطبات التي سببها رفض تل أبيب لآخر ورقة تم التوافق عليها من قبل الوسطاء وأيدتها حركة حماس.

وتحتضن العاصمة القطرية الدوحة لقاءات خاصة، وتستضيف اجتماعات دقيقة للمسؤولين والفرق المكلفة بمسار المفاوضات.

وتسبب الرفض الإسرائيلي للورقة الأخيرة التي جرى تداولها، ثم هجوم جيش الاحتلال على مدينة رفح، إجهاض المساعي الدبلوماسية، مع رفع فاتورة الضحايا من المدنيين، في القطاع المحاصر. ولم ترشح تفاصيل الاجتماعات التي تدور في الدوحة، بحضور قيادات ومسؤولين وخبراء من قطر، ومصر والولايات المتحدة، مع اتصالات تجرى مع تل أبيب، وقيادات حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

ويقوم الوسيط القطري بنقل المعلومات والتفاصيل والرسائل الفنية مع المقاومة الفلسطينية، إلى جانب الملاحظات الإسرائيلية حول الورقة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن ونسبها للجانب الإسرائيلي، وتحوم الشكوك حول مصدرها الرئيسي.

وتحاول واشنطن إعادة مركب الوساطة إلى قاطرته، على ضوء الجدل المثار حول إعلان جو بايدن تفاصيل الصفقة، وما تلاها من تفاصيل يجرى تداولها بين واشنطن وتل أبيب.

وأعلن الدكتور ماجد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أن الطرفين بحاجة لتقديم توضيحات بشأن الصفقة الجاري الحديث عنها. كما كشف في تصريح صحافي أن الطرف الإسرائيلي بحاجة لتحديد موقف واضح على ضوء الخلافات الموجودة بين أقطاب حكومة تل أبيب.

ويلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة، الجهات المتابعة لملف الوساطة، ويعقد لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين، مع تبادل المعلومات حول موقف حركة حماس من الصفقة الأخيرة المعلن عنها.

ويتواجد في المنطقة المستشار البيت الأبيض الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي يتابع بدوره مع الأطراف تفاصيل الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقف إطلاق النار دائم أم مؤقت

وبحسب المعطيات المتواترة حول المأزق المتعلق باستكمال مسار الصفقة الأخيرة، يدور الخلاف حول مفهوم وقف إطلاق النار، وتفاصيله، التي تريده إسرائيل فضفاضاً من دون قيد، مما يطلق يدها لاستكمال حربها في أي وقت.

بالمقابل تصر حماس على ديمومة وقف إطلاق النار، قبل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديها من الجنود والعساكر، وهم الورقة “الرابحة” التي تحاول توظيفها لتحقيق مطالب سكان غزة، من ضمنها إنهاء الحصار على القطاع وإعادة الإعمار.

ويحاول مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية توضيح التفاصيل المتضمنة في المقترح الذي عرضه بايدن وقال إنه خطة إسرائيلية.

وتؤكد الولايات المتحدة على وقف لإطلاق النار خلال فترة أولى، تمتد لستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتبادل المحتجزين ولا سيما النساء والمرضى مع فلسطينيين أسرى في إسرائيل، قبل بدء إعادة إعمار غزة.

ونقطة الخلاف التي تراها حماس عائقاً أمام الخطة هو دعوة بايدن لإجراء التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل وقف دائم لإطلاق النار، مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة، حيث تعتبر الأمر من دون ضمانة لعدم توقف تل أبيب عن شن هجومها.

وتؤكد الدوحة بذل كافة الجهود لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنسيق الجهود مع مختلف الأطراف لوقف العدوان وتخفيف معاناة سكان القطاع الذين يواجهون واحدة من أسوأ الكوارث في العصر الحديث. وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية إلى أنه جار العمل على وقف إطلاق النار، لكن حالياً التحديات تمنع الوصول لاتفاق يوقف الحرب مع تأكيده إصرار قطر على استكمال جهودها في هذا الإطار.

ومؤخراً كشف الأنصاري، أن المبادئ الواردة في خطاب الرئيس بايدن، تجمع مطالب جميع الأطراف، مع الإشارة إلى انتظار موقف واضح من الحكومة الإسرائيلية المنقسمة حول الموضوع.

وأوضح الأنصاري في المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي تعقده الخارجية القطرية، أنه “لا مواقف واضحة حتى الآن من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن مقترح بايدن”. مشددا على أن الاتصالات ماتزال مستمرة بهدف التوصل إلى وقف للحرب على غزة وإدخال المساعدات للقطاع، مع تأكيده على فداحة حجم الكارثة الإنسانية في غزة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا