القارة الأوروبية تتخذ 3 مواقف تجاه “حرب غزة”.. والوحشية تضعف مواقف الدول الداعمة لإسرائيل
شبكة الشرق الأوسط نيوز : ناقشت ورقة بحثية نشرها مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث، المواقف الأوروبية من الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، وطول المدة التي اتخذتها بعض الدول الغربية، لتعيد النظر في مواقفها الداعمة للاحتلال في هذه الحرب.
وجاءت الورقة البحثية التي أعدها حسام شاكر، المستشار الإعلامي المتخصص في الشئون الأوروبية والدولية، في ظل استمرار الحرب الدامية على قطاع غزة، وأشارت إلى أن “السلوك النمطي” للعواصم الأوروبية في بداية الحرب، كان مشابها لجولات العدوان السابقة على قطاع غزة، حين سارعت هذه العواصم، كما هو متوقّع، إلى إدانة هجوم المقاومة الفلسطينية على أهداف للاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر الماضي، بـ “صيغ مغلّظة”، وجرى تصوير الحدث بصفة منحازة بوضوح لرواية الاحتلال الإسرائيلي، مع استبعاد خلفيّاته وسياقاته، وإغفال وجهته العسكرية التي استهدفت قواعد الاحتلال وثكناته أساساً.
وأشار الباحث إلى أن عددا من الدول الأوروبية احتاجت الكثير من الوقت لتعيد النظر في مواقفه، لـ “يجعلها أكثر اتزاناً”.
مواقف أولية متسرعة
وأشار إلى أن الخطابات السياسية والإعلامية في معظم الدول الأوروبية، انجرفت في الأسابيع الأولى من الحرب نحو مزايدات في تقديم الاحتلال في هيئة الضحية، وتصوير هجوم المقاومة في هيئة اعتداء إرهابي نمطي على منوال أحداث صادمة شهدتها دول غربية، وتقديم دعم دعائي يُسهم في تبرير الهجوم الوحشي على قطاع غزة تبعاً لذلك.
وأوضح أنه جرى “توفير غطاء تبريري للعدوان”، وتحديداً عبر التركيز على استدعاء مقولة “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وتبنِّي ادِّعاءات قيادة الاحتلال عن أنّ المقاومة “تتّخذ المدنيين دروعاً بشرية”، وإغفال التذكير بالقانون الدولي أو ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين.
اتجاهات المواقف الأوروبية
وتوضح الورقة البحثية أنه لوحظ أن المواقف الأوروبية خلال “حرب الإبادة”، افترقت على اتجاهات ثلاثة على الأقل، مع تبايُن نسبي في المواقف ضمن كلّ اتجاه أيضاً، كان الأول اتجاها تبنّى “مواقف انحياز جارفة” إلى الجانب الإسرائيلي، وظلّ متمسكاً بهذا الموقف تقريباً، وقد تجلّى هذا بوضوح لدى ألمانيا والنمسا والمجر وتشيكيا ودول أخرى.
أما الثاني فقد أظهر نقداً متزايداً لـ “حرب الإبادة”، واتخذ مواقف في الاتجاه الإيجابي، وقد تجلّى ذلك في إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا ومالطا والنرويج وسلوفينيا، فيما تجنب الاتجاه الثالث النقد الواضح دون أن يتصدّر مشهد الانحياز، أو غلب عليه التأرجح في بعض المواقف، كما في حالة فرنسا التي عدّلت موقفها نسبياً في الشهر الثاني من الحرب.
وقد اتّضحت هذه الاتجاهات في الموقف من وقف إطلاق النار خلال شهور الحرب الأولى، وفي السلوك التصويتي في الهيئات الدولية، وفي اتخاذ إجراءات عقابية ضدّ السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا، وفي الموقف من فرض عقوبات على المستوطنين أيضاً.
الموقف من حلّ الدولتين
وتشير الدراسة إلى أن الاكتفاء بإظهار التمسّك بـ “حل الدولتين” والالتزام بتقديم المساعدات، وادّعاء الحرص على الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مثل “تغليفاً نمطياً للمواقف المنحازة بشكل جارف للاحتلال وحرب الإبادة، بالإضافة إلى توجيه انتقادات إلى عُنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والتلويح باتخاذ إجراءات عقابية بحقّ بعضهم، لكن مع إعفاء جيش الاحتلال من أيّ مسؤولية وإبقاء الانتقادات بعيداً عن مسرح حرب الإبادة في قطاع غزة”.
وتوضح أن الاتجاه الناقد للاحتلال، قد عبر عنه “السلوك التصويتي” المبكِّر لصالح وقف إطلاق النار في الهيئات الدولية، وتقديم مبادرات في هيئات الاتحاد الأوروبي تدعم هذا التوجّه، ثمّ في الاعترافات بدولة فلسطين التي جاءت بشكل متزامن تقريباً من مدريد ودبلن وأوسلو وليوبليانا، حيث ضغطت على مواقف الدول الأوروبية الأخرى التي تُحجِم عن اتخاذ خطوة مماثلة على الرغم من إعلانها النمطي بالالتزام بـ”حلّ الدولتين”.
المصدر : القدس العربي