“لغز التوقيت”: اعتقال “مرشح إسلامي” بارز في العقبة الأردنية.. من يفكك “الشيفرة”؟

شبكة الشرق الأوسط نيوز : اللغز والرسالة في “التوقيت”.. لماذا قررت السلطات الأردنية توقيف الناشط البارز والقيادي في المعارضة الإسلامية لا بل المرشح الانتخابي خالد الجهني الخميس على ذمة قضية جرائم إلكترونية مسجلة منذ عدة أسابيع؟

 عمليا لا يوجد جواب على ذلك الاستفسار إلا ذلك الذي تفترضه بعض الأوساط في جماعة الإخوان المسلمين بعنوان “الرغبة في إقصاء الجهني عن خارطة المرشحين”.

تلك مجرد فرضية لكن ما قاله المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الشيخ مراد عضايلة تعليقا على اعتقال الجهني كان بعنوان “استهداف مرشحي حزب جبهة العمل الإسلامي”.

يعلم الجميع بأن الناشط خالد الجهني مرشح قوي جدا وصلب عن الدائرة المحلية باسم الحركة الإسلامية في مدينة العقبة جنوبي البلاد.

ويعلم الجميع بأن الجهني المتخصص بمتابعة كل صغيرة وكبيرة لها علاقة بميناء الأردن الوحيد من أكثر الأشخاص إزعاجا ومناكفة للمؤسسات العاملة في منطقة العقبة الخاصة خلافا لأن نشاطه السياسي في مناصرة المقاومة الفلسطينية في العاصمة عمان بالصدارة.

الجهني المتخصص بمتابعة كل صغيرة وكبيرة لها علاقة بميناء الأردن الوحيد من أكثر الأشخاص إزعاجا ومناكفة للمؤسسات العاملة في منطقة العقبة الخاصة

 الحكومة الأردنية لم تعلق على جزئية توقيف الجهني وشقيقه حمزة الجهني أمنيا صباح الخميس لكن توقيت التوقيف مؤشر إلى أن البحث عن صيغة قانونية لتكفيل الجهني قد يحتاج لثلاثة أيام وحتى الأحد.

 المسألة في الجانب الإجرائي مرتبطة بـ”أمر جلب” أصدرته النيابة بحق الجهني للتحقيق معه بملف يختص بقانون الجرائم الإلكترونية والموقوف الجهني نفسه كان قد أبلغ “القدس العربي” مؤخرا بأنه يتوقع “تحريكا سياسيا” في أي وقت للشكوى المسجلة ضده في إطار الجرائم الإلكترونية معتبرا مسبقا بأن التحريك هنا سيكون رسالة له وللتيار الإسلامي.

ثمة من يرى بأن بعض المستويات لا تريد رؤية شخصية مثل الجهني تحت قبة البرلمان.

 لكن توقيفه الآن وخلافا لأنه يضر بسمعة التحضيرات الانتخابية يقدم خدمات مجانية للرجل كمرشح سياسي ما لم ينته التحقيق معه بحرمانه من الترشيح.

سبق لموقوف من التيار الإسلامي أن فاز بأغلبية ساحقة وتصدر انتخابات اتحاد طلاب الجامعة الأردنية وهو خلف القضبان.

لكن من جهة العضايلة اعتقال الجهني المدير المختص بدائرة تدير شؤون نواب الحركة الإسلامية رسالة مضادة للمشاركة الإيجابية واستهداف مركزي منهجي لمرشحي الحركة الإسلامية.

كان وائل السقا الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي قد وجه رسالة لرئيس الحكومة بشر خصاونة طالبه فيها بالتدخل لوقف المضايقات التي يتعرض لها أنصار الحزب على هامش تحضيرات الانتخابات.

وفي مقايسات الخبراء خطوة مثل اعتقال الجهني وشقيقه الخميس حصرا عشية التحضيرات الانتخابية لا يمكنها إلا أن تكون “رسالة سياسية” تحتاج لتفكيك شيفرة ما بمعنى المجازفة بحشر الإسلاميين في زاوية لا تلائم دعاة المشاركة في الانتخابات بينهم.

للتذكير فقط قرار مجلس شورى حزب الجبهة بالمشاركة في الانتخابات النيابية تم ربطه بمراقبة منظومة النزاهة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.