حرب بالوكالة بين الفيفا واليوييفا!
حفيظ دراجي…
في بيان مشترك صادر عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين “فيفبرو” وروابط الدوريات الأوروبية التي تمثل أكثر من ألف ناد في 33 دولة، تم الإعلان عن رفع دعوى قضائية ضد الفيفا بتهمة اتخاذ قرارات أحادية الجانب بشأن أجندة المباريات الدولية التي صارت مزدحمة ، مما ألحق ضرارا بالدوريات الأوروبية خصوصا وصحة اللاعبين، خاصة بعد إعلان الفيفا عن تأسيس مسابقة كأس العالم للأندية من 15 يونيو/حزيران الى 14 يوليو/تموز 2025، بمشاركة اثنين وثلاثين ناديا سيضطرون للتضحية بفترة الراحة الصيفية المعتادة، والدخول بعدها مباشرة في منافسات الدوريات المحلية المختلفة، والمسابقات القارية للأندية، وتصفيات ونهائيات كأس العالم 2026 .
الشكوى ركزت على الضرر الذي يلحق باللاعبين والمصالح الاقتصادية والتجارية للأندية، ونددت بانفراد الفيفا بالقرارات الاستراتيجية على حساب الأندية التي تصنع الفرجة وتدفع رواتب اللاعبين، في حين تذهب العائدات الى الاتحاد الدولي حسب تقدير روابط الدوريات الأوروبية التي وجدت نفسها خارج نطاق القرارات الهامة التي تتخذ على مستوى الهيئات الرياضية الرسمية المنتخبة من الاتحادات المحلية، تحت ضغط مباشر وآخر غير مباشر من اللاعبين والمدربين الذي اشتكى بعضهم مؤخرا من الإرهاق الذي أصاب اللاعبين الدوليين المشاركين في بطولة كأس أمم أوروبا الأخيرة، والتي تحدث عنها مدرب المنتخب الانكليزي غاريث ساوثغيت مثلا، عندما أشار الى اللياقة البدنية المتدنية التي وجد عليها لاعبيه الدوليين.
في أول تعليق على الدعوى القضائية المرفوعة ضده علق الاتحاد الدولي لكرة القدم أن مسابقة كأس العالم للأندية والبرنامج الدولي الحالي حظي بموافقة مجلس الفيفا الذي يتكون من ممثلي جميع القارات بعد نقاشات ومشاورات طويلة مع روابط الدوريات ونقابة اللاعبين المحترفين، بما ينسجم مع كرة القدم المحلية والقارية والدولية للأندية والمنتخبات، في وقت تتصرف بطولات أوروبية وفقا لمصالحها التجارية دون أدنى اعتبار لباقي قارات العالم، في إشارة الى أن روابط الدوريات الأوروبية لا تهمها مصالح الأندية والمنتخبات في افريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا التي توليها الفيفا أهمية كبيرة لأجل تطوير اللعبة فيها والاستفادة من الموارد التي توزعها عليها.
المتتبعون للشأن الكروي الأوروبي والعالمي يتوقعون اشتداد السجال والجدال بين الفيفا من جهة وروابط الدوريات الأوروبية ونقابة اللاعبين المحترفين من جهته أخرى، وكل طرف سيحاول استقطاب أطراف أخرى في معركة تبدو في بدايتها، تؤثر على الانسجام العام بين مختلف الفاعلين في كرة القدم العالمية، رغم صمت الأسرة الكروية الافريقية بعد برمجة كأس العالم للأندية على حساب كاس أمم افريقيا التي تم تأجيلها الى نهاية سنة 2025 وبداية 2026 لأول مرة في تاريخ المسابقة بكل ما تحمله البرمجة الجديدة من تداعيات سلبية على اللاعبين الأفارقة والمنتخبات الافريقية ومستوى مسابقاتها الخاصة بالأندية والمنتخبات.
البعض الآخر من المتتبعين يعتبر تغول الفيفا في عهد جياني إنفانتينو خطرا على الكرة العالمية التي بدأت تفقد نكهتها وحلاوتها ومستواها أمام تزايد الأرباح المالية للفيفا التي صارت أغنى من عديد دول العالم على حساب الاتحادات القارية والمحلية، ما يفسح المجال أمام سيناريوهات لا تقبل التعايش الحاصل اليوم، وتؤدي الى تغليب طرف على آخر وإسقاط رؤوس فاعلة، خاصة إذا تم إقحام نجوم الكرة حلبة الصراع بإيعاز من أنديتهم واتحاداتهم المحلية خاصة الأوروبية منها.
إعلامي جزائري