السودان: فصيلة مشاة مسلحة من «الدعم السريع» تسلم نفسها للجيش في شندي ومعارك كر وفر في مدينة السوكي
شبكة الشرق الأوسط نيوز : أعلن الجيش السوداني استسلام قوة تتبع لقوات لدعم السريع بكامل تسليحها إلى قيادة الفرقة الثالثة في مدينة شندي شمال العاصمة الخرطوم، فيما تشهد مدينة السوكي بولاية سنار جنوب شرق البلاد معارك كر وفر عنيفة بين الطرفين المتقاتلين مع تنفيذ غارات جوية مكثفة للطيران الحربي. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، مساء الأربعاء أن قوة تقدر بفصيلة مشاة بكامل تسليحها وعدد من العربات القتالية سلمت نفسها لقوات الجيش في شندي، معلناً ترحيبه بالعائدين من صفوف التمرد إلى أحضان الوطن وقواته المسلحة، وفق تعبيره.
وإلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية لـ”القدس العربي”، أن قوات الدعم السريع التي استسلمت يصل عددها إلى 6 عربات قتالية وعربتين نصف شحن “بوكس” محملة بالأسلحة والجنود.
وكشفت المصادر استسلام 4 عربات قتالية إضافية بالفرقة الثالثة مشاة في شندي، صباح الخميس، مشيراً إلى أن هذه القوات كانت تتواجد في مصفاة الجيلي للبترول أقصى شمال الخرطوم، وأنها ليست المرة الأولى، إذا سبق أن استسلمت أعداد أخرى من قوات حميدتي في شندي.
ووفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ”القدس العربي فإن الطيران الحربي نفذ غارات مكثفة على مصفاة الجيلي الخميس، مما أدى إلى سماع دوي انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة الدخان.
وفي سياق العمليات العسكرية، تشهد مدينة السوكي بولاية سنار جنوب شرق البلاد، معارك كر وفر عنيفة بين طرفي القتال في السودان، وكانت الدعم السريع أعلنت مساء الأربعاء، عبر حسابها على موقع إكس أنها بسطت سيطرتها بالكامل على مدينة السوكي واستولت على 21 عربة بكامل عتادتها الحربي ومدفع (سي فايف) وحرقت 4 عربات أخرى وقتلت أكثر من 150 شخصاً بالإضافة للإستيلاء على أسلحة وذخائر.
ونشرت الحسابات الرسمية للدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد توثق لحظة دخولها إلى “السوكي” واستيلائها على مبان تابعة للمحكمة وقسم الشرطة بالمدينة.
وفي وقت متأخر من مساء نفس اليوم، أعلن المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية – المساندة للجيش – في ولاية سنار، عمار حسن، في تصريح أنهم تمكنوا من صد هجوم قوات الدعم السريع على السوكي وقال: “تم استعادة السوكي وطرد المليشيا المتمردة من المدينة ودحرها بالكامل بعد ان تلقت هزيمة نكراء”. كما بث فيديوهات توثق إستعادة الجيش للمدينة.
سكان محليون قالوا لـ”القدس العربي”، إن قوات حميدتي هاجمت السوكي نهار الأربعاء، وصد الجيش وكتائب المقاومة الشعبية والمستنفرين الهجوم، لكنها عادت عصراً وبأعداد كبيرة واستطاعت اقتحام المدينة، فحشد الجيش مزيدا من القوات والآليات صباح الخميس، وانخرط في معارك ضارية لاستعادتها مرة أخرى.
وتقع مدينة السوكي في الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق بولاية سنار وتبعد 291 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم، وتضم واحدا من أكبر المشاريع الزراعية في البلاد التي تنتج الذرة والسمسم وغيرها من المحاصيل.
واستولى الدعم السريع قبل أسابيع على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار كما تمدد جنوبا في مناطق الدالي والمزموم وشرقاً في محلية الدندر.
ويقول خبراء عسكريون، إنه في حال خروج السوكي من سيطرة الجيش السوداني فإن ذلك يفتح جبهة خطيرة تهدد مدينة سنار من الناحية الشرقية بالإضافة إلى تهديد خزان سنار المقام على مجرى النيل الأزرق وما يمثله من أهمية في تخزين المياه للسودان ودولة مصر.
غرباً، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين بولاية شمال دارفور، مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين جراء سقوط أكثر من 10 قذائف على منازل المواطنين بالمعسكر بعد قصف عشوائي من قبل قوات الدعم السريع.
والأربعاء، قصفت الدعم السريع مستشفى نبض الحياة أحد المستشفيات الحديثة في قلب مدينة الفاشر، حسب ما أفادت لجان المقاومة المحلية. وسبق أن استهدف الدعم السريع عبر قذائف المدفعية عددا من المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم الخدمات الطبية في المدينة، منها المستشفى السعودي، والمستشفى الجنوبي ومستشفى “اقرأ” ومستوصف سيد المرسلين وجمعيها كانت تفتح أبوابها لإسعاف المصابين جراء المعارك التي اندلعت في الفاشر منذ الثاني مايو/ايار الماضي.
ميدانياً، قال ضابط رفيع في القوة المشتركة للحركات المسلحة – فضل حجب أسمه – لـ”القدس العربي”، أن قواتهم وقوات الجيش سيعملون لاستعادة مدينة مليط خلال الأيام المقبلة وذلك لفك الحصار التجاري المفروض على الفاشر من الناحية الشمالية واستعادة حركة تنقل البضائع التجارية.
وفي أبريل/ نيسان الماضي استولت الدعم السريع بقيادة علي يعقوب – قتل لاحقاً في معارك الفاشر – على مدينة مليط عقب مواجهات دامية بينها وبين قوة من الحركات المسلحة في دارفور المساندة للجيش، لتتوقف بعدها حركة البضائع إلى الفاشر عاصمة الإقليم.
وإلى ذلك، قال الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوس كريستو، إن الحرب في السودان لا تجذب سوى القليل من الاهتمام، على الرغم من كونها واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم. وأضاف كريستو في تغريدة على منصة إكس “الاستجابة الإنسانية غير كافية، وهناك نقص في منظمات الإغاثة على الأرض، وتعد فرقنا واحدة من آخر منظمات المساعدات الطبية التي تقدم الرعاية الحيوية في السودان حيثما أمكن ذلك”.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.