الاحتلال ينفذ غارات على غزة ويقتل فلسطينيين وسط تردي الأوضاع الإنسانية
شبكة الشرق الأوسط نيوز : نفذ الاحتلال غارات عنيفة على مناطق عدة في غزة، أمس الثلاثاء، موقعا شهداء وجرحى، فيما تزداد الأوضاع الإنسانية سوءا.
غارتان وشهداء
واستشهد 10 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلا وعربة «كارو» يجرها حمار كانت تنقل مصابين بين مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.
وأعلن «مستشفى العودة» في بيان، عن «وصول 9 شهداء جراء غارتين إسرائيليتين على مخيم البريج». كما وصل، حسب ما قال مصدر طبي لـ»الأناضول» «شهيد إلى مستشفى شهداء الأقصى شرق مدينة دير البلح (وسط) سقط في نفس الاستهداف».
وقال شهود عيان إنّ قصفا إسرائيليا مزدوجا استهدف منزلاً في بلوك 1 في مخيم البريج، وعربة كارو كانت تنقل جثامين شهداء، وجرحى على مدخل النصيرات، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عدد آخر. وأضاف الشهود أن سيارات الإسعاف توجهت إلى مكان القصف ونقلت الضحايا إلى مستشفيي «العودة» و»شهداء الأقصى».
وتعرضت أيضا المناطق الشمالية لمخيم النصيرات لعمليات لقصف مدفعي عنيف، حيث سقطت القذائف على منطقة المفتي ومحيط شركة الكهرباء، التي طلب من سكانها أيضا الإخلاء.
وتشهد مناطق المخيم الوسطى والغربية والشمالية ازدحاما كبيرا في هذا الوقت، بسبب تكدس المواطنين النازحين فيها، وقد أضيفوا الى عدد السكان الكبير والنازحين الذين كانون يقيمون من قبل هناك.
وحسب شهود عيان، فإن سحب دخان شوهدت أيضا وهي تتصاعد جراء استهدافات نفذها جيش الاحتلال على بلدة المغراقة المحاذية لـ «محور نتساريم» الذي يقسم قطاع غزة إلى منطقتين واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب.
وفي مدينة غزة، صعدت قوات الاحتلال من هجومها البري ومن القصف المدفعي والجوي، والذي استهدف بشكل رئيس المنطقة الجنوبية من المدينة.
وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين خمسة شهداء سقطوا بنيران إسرائيلية في شارع 8 في حي تل الهوا في المدينة. كما سقط شهيد آخر في استهداف طال منطقة «دوار الصفطاوي» شمال المدينة.
واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، ليل الإثنين في قصف طال حي النصر.
وفي هجوم إسرائيلي آخر أصيب عدد من المواطنين، في استهداف طال محيط المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة.
وشهد محيط منطقة المجمع الإسلامي في حي الصبرة جنوب المدينة عملية قصف مدفعي عنيف.
كذلك أطلقت آليات الاحتلال المتوغلة في غرب المدينة، النار على المناطق المتاخمة للكلية الجامعية.
وترافق ذلك مع قصف عنيف للمناطق الشرقية لحي الزيتون، الواقع شرق مدينة غزة.
وقامت المدفعية الإسرائيلية أيضا بإطلاق قذائف سقطت في محيط منطقة الميناء وشركة الاتصالات غربي مدينة غزة.
واستهدف أيضا الطيران الحربي النفاذ الطوابق العلوية لـ «عمارة الأصدقاء» الواقعة في منطقة أنصار غرب غزة، كما استهدف الطيران شقة سكنية في حي تل الهوا.
تفاقم الأوضاع الإنسانية
ولا تزال أزمة السكان في قطاع غزة تتواصل بسبب تداعيات الحرب المدمرة، وفي ظل استمرار عمليات النزوح القسري، وشح المواد التموينية والمساعدات الخاضعة لسياسة الحصار الإسرائيلي.
وبشكل مستمر يشتكي سكان القطاع من النقص الحاد في المواد التموينية ومن شح امدادات المياه، ومن عدم وجود أماكن آمنة لإقامتهم، خاصة في ظل عمليات القصف الإسرائيلي المتكرر لمناطق النزوح.
والجدير ذكره أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد قال إن أكثر من 200,000 شخص في غزة، أي ما يعادل نحو تسعة في المئة من السكان، نزحوا خلال الأسبوع الماضي، في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وأكد المكتب أن عشرات الآلاف من الناس ما زالوا يعانون من موجات جديدة من النزوح الداخلي، في جميع أنحاء غزة بسبب أوامر الإخلاء تلك والأعمال العدائية المستمرة.
وأوضح أن الشركاء الإنسانيين الذين يتتبعون تحركات السكان في غزة، يقدرون أن التوجيهات الجديدة التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية، يومي السبت والأحد الماضيين، أثرت على أجزاء من رفح وخان يونس ودير البلح حيث كان 56,000 شخص يقيمون هناك.
وأوضح أن الجولة الأخيرة من النزوح تأتي في وقت تتآكل حالة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بشكل أكبر في غزة، مع زيادة تفشي الأمراض المعدية.
وكان فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا» قال إن 14 % فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء.
وأشار في منشور على موقع «إكس» إلى أن أوامر الإخلاء «تخلق حالة من الفوضى والذعر» مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان، يضطر الناس إلى حزم أمتعتهم في غضون بضع ساعات فقط والبدء من جديد.
ولا يزال جيش الاحتلال يغلق معبر رفح البري الفاصل عن مصر، والذي كانت تمر من خلاله يوميا عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية، فيما يسمح فقط بمرور عدد محدود من الشاحنات من معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرته الكاملة.
وتؤكد المنظمات الأممية الناشطة في مجال الإغاثة، أن هذه الكميات من المواد الغذائية والطبية لا تكفي احتياجات السكان المتزايدة في غزة بسبب ظروف الحرب.
ومن أجل زيادة مأساة السكان، كان جيش الاحتلال أقدم على تفجير خزن المياه الرئيس في مدينة رفح، وقد اعتبر أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح، أن هذه العملية تعد «جريمة ضد الإنسانية». وحذر من أن ذلك سيفاقم الأزمة التي تعاني منها المدينة.