سياسيون في الجزائر يعلنون دعمهم للملاكمة إيمان خليف بعد حملة دولية شعواء ضدها- (تدوينات)

أبدى سياسيون في الجزائر، دعمهم للملاكمة إيمان خليف المشاركة حاليا في أولمبياد باريس، على خلفية الحملة العالمية التي استهدفتها من قبل شخصيات عالمية كبيرة، حاولوا بكل الطرق إقحامها في الجدل الغربي حول “الجندر”.

وتسير البطلة الجزائرية، رغم كل ما تتعرض له، بخطوات ثابتة نحو منصة التتويج.

وبعد فوزها الأخير على منافستها المجرية وتأهلها للدور نصف النهائي، غرّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مهنئا الرياضية على الإنجاز، بالقول: “مبروك التأهل إيمان خليف، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية.. سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك.. بالتوفيق في الدورين القادمين.. وإلى الأمام”.

 

وحملت تغريدة تبون دعما صريحا للملاكمة ضد ما تتعرض له من هجوم بطابع عنصري، بتأكيده أنه يقف إلى جانبها مهما كانت نتائجها، في إشارة الجانب الآخر غير الرياضي الذي تواجهه على منصات التواصل، حيث يتم اتهامها في أنوثتها والافتراء عليها بأنها متحولة جنسيا.

‏كما أبدى عبد القادر بن قرينة، وهو أحد الشخصيات الداعمة للرئيس تبون، سعادته بتأهل الملاكمة في هذه الظروف التي تعرضت فيها حسبه “لحملة ممنهجة مليئة بالعنصرية وخطاب التنمر، شارك فيها مؤثرون ونُخب”.

من جانبه، كتب المرشح للرئاسيات عبد العالي حساني شريف، عبر صفحته على فيسبوك، منشورا داعما لإيمان خليف واصفا إياها بأنها “حفيدة الشهداء التي ورثت التفاني وحب الانتصار من أجل تشريف الراية الوطنية، في المحافل الرياضية العالمية”.

وذكر رئيس حركة مجتمع السلم، أنه “رغم تأييد اللجنة الأولمبية الدولية والتأكيد على أحقيتها في الفوز، لا تزال تتعرض لحملة مسعورة بمحاولة وصفها بما يخالف مبادئ الشعب الجزائري في كل ما يعارض الفطرة ويصادم القيم السليمة وينتهك قدسية الإنسان”.

أما زبيدة عسول الشخصية المعارضة في الجزائر، فأعلنت هي الأخرى دعمها لإيمان خليف، وأدانت في تدوينة لها ما تتعرض له الملاكمة الجزائرية من حملة إعلامية عالمية شرسة عقب مشاركتها في الألعاب الأولمبية في باريس. وأوضحت أن هذه الاتهامات غير المبررة والمتحيزة التي تتعرض لها غير مقبولة.

وختمت عسول بالقول: “إيمان رياضية متميزة تستحق أن يتم الاحتفاء بها لموهبتها وإصرارها. معاً، دعونا نحارب خطاب الكراهية والجهل”.

وكانت لحظة تأهل الملاكمة التي استقطبت اهتماما منقطع النظير من الجزائريين، مفعمة بالعاطفة، بعد انفجارها بالبكاء وصياح مدربها أن دموعها رد على الظلم الذي نالها. وصرّحت إيمان خليف عقب ذلك، بالقول: “قضيتي تمس كرامة وشرف كل امرأة وكل أنثى، الشعب العربي يعرفني منذ سنوات وأنا ألاكم”.

وأضافت بتأثر بالغ: “لقد حضّرت لهذا الفوز لمدة 8 سنوات كاملة. والحمد لله، اليوم أهدي بلدي ميدالية من باريس”. وتابعت: “الاتحاد الدولي ظلمني ولكن أنا معي الله، الله أكبر”.

وتواجه خليف حملة استفزاز بخلفيات تبعث على الاعتقاد بوجود جهات تعمل من ورائها، وفق كثير من القراءات، التي حاولت تفسير قرار الاتحاد الدولي للملاكمة (لا علاقة له بالأولمبياد حاليا) تقديم جائزة مالية للملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني بعد انسحابها أمام منافستها الجزائرية إيمان خليف في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وذكر هذا الاتحاد الذي شكت إيمان خليف ظلمه: “ستمنح جائزة الاتحاد الدولي للملاكمة (الإيطالية) كما لو كانت بطلة أولمبية”.

وذكر رئيس الاتحاد عمر كريمليف، مظهرا شفقته على الإيطالية: “لم أستطع النظر إلى دموعها.. ويمكنني أن أؤكد أننا سنحمي كل ملاكم. لا أفهم لماذا يقتلون الملاكمة النسائية. يجب على الرياضيات المؤهلات فقط التنافس في الحلبة من أجل السلامة”.

ويأتي هذا الموقف على خلاف ما أكدته اللجنة الأولمبية في أكثر من مناسبة حول أهلية إيمان خليف للمنافسة والذي تكرر على لسان مسؤوليها في الأولمبياد الحالي.

وكان الاتحاد الدولي للملاكمة، قد حرم البطلة الجزائرية في آذار/ مارس 2023، من النزال في نهائي البطولة العالمية للملاكمة (أقل من 66 كلغ) التي أقيمت في الهند، لأسباب طبية، تتعلق بمعدلات التستسترون، وهو المعيار الذي رفضته تماما اللجنة الأولمبية التي أقرت مشاركتها دون إشكال.

وتقود شخصيات عالمية كبيرة في الغرب، منذ أيام حملة تشكيك في هوية البطالة الجزائرية الجنسية عبر اتهامها بأنها “رجل”، وصلت حدّ المطالبة باستبعادها من منافسات الأولمبياد.

وذكر الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة برسالة على منصته “تروث سوشيال”، في هذا السياق، أنه “سيستبعد الرجال من منافسات النساء” إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني.

من جانبها، كتبت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في تعليق لها على منصة إكس، مدافعة عن مواطنتها التي انهزمت في الحلبة أمام أنظار العالم كله: “أعلم أنكِ لن تستسلمي، يا أنجيلا، وأعلم أنكِ في يوم من الأيام ستفوزين بالجهد والعرق بما تستحقين”، مرفقةً صورة للملاكمة كاريني. كما كتب مواطنها الوزير المتطرف ماتيو سالفيني هو الآخر على نفس المنصة قائلا: “يضرب بشدة، هذا ليس صحيحًا”، مستخدمًا الضمير المذكر عمدًا، في إشارة إلى اتهام إيمان خليف بأنها متحولة جنسيًا.

وأضاف: “أحسنتِ يا أنجيلا، فعلتِ ما يجب! رياضيتنا اضطرت للاستسلام أمام إيمان خليف، قبل أن تنهار بالبكاء بعد كل هذه التضحيات التي ذهبت هباءً”، واصفًا المشهد بأنه “مضاد للألعاب الأولمبية”.

وتابع الزعيم اليميني المتطرف قوله: “عار على هؤلاء البيروقراطيين الذين سمحوا بمباراة لم تكن على قدم المساواة. الجميع في إيطاليا والعالم لاحظوا ذلك”.

وتحولت الشبكة الاجتماعية “إكس” إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية، بدءا بمالكها الملياردير إيلون ماسك الذي ترك كل شيء وتفرغ للتعليق على إيمان خليف والتفاعل مع كل ما ينشر حول الادعاء بأنها رجل. واستغرب كثيرون إقحام الجزائر في المسائل الجندرية التي غرق فيها الغرب بجعل الانتقال بين الأنثى والذكر ممكنا، وهو ما لا يمكن تصوره في الجزائر وباقي الدول الإسلامية. واعتبر البعض بناء على ذلك، الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.