القرود المُدَّربة والكلاب الضالة..!!

د.شكري الهزَّيل  …. 

 

في يوم ما وساعة ما شعرت ان عمارة كاملة انهارت فوق قلمي اللتي حاولت الامساك به, لكنه غاص عميقا تحت الركام ولا ادري اذا كان قد قضى نحبة او ما زال ينازع انفاسة الاخيرة بين الموت والحياة بعد هذة الاشهر الطويلة من الركام والحطام والمردة القاطنة باطن الارض تخرج وتعود وتقاتل بالمقلاع والنار كل متحرك فوق وتحت هذا الركام الممتد على طول مد النظر وحال لسانها يقول قسما بهذا التراب وهذا الدمار لن يشعر لا الانس ولا الجن بالامن ما زال النفس يدق في اقفاص صدورنا والقوة تنبض في اناملنا الخشنة وحال لسانها يقول اقسم بغدارة والردنية ان تبقى يميني ويساري تقبض عليهما الى ان يبزغ الفجر بوابل من حبال النور يضئ عتمة زمان ومكان اعتدنا وحشته وقسوته وهاهي امي الناجية للتو من مذبحة الوادي تشكر ربها باني انا الناجي الوحيد من الدزينة المحظوظ الذي خرج من السرب وسلك طريق اخرى غير طريق الوادي وطريق الموت والهياكل والاعضاء البشرية المتناثرة على طول الطريق وهاهو هيكل طفل ما زال يقبض بعظام يده على لعبة كُتب عليها اسم سمير فهل كان هو نفسة سمير او كان اخوه او صديقة اسمه سمير فيا هل ترى ما اسم امه وما اسم والده وهل هم هؤلاء البقايا التي تركتهم الطيور الجارحة والكلاب الضالة على قارعة الطريق وهذا الخليط الكبير من بقايا الرصاص والقنابل والهياكل والرؤوس البشرية المهشمة وام ماتت وفي حضنها طفلها وهاهم يشهدون على ان الهياكل تبقى تقبض على الهياكل الى ما بعد بعد الرمق الاخير والنفس الاخير واللحم والعظم الاخير فيما الاحياء في هذا الشرق التعيس يعيشون الهيكلة والعقول الخاوية من المهد الى اللحد يحلمون بجنة الاخرة الموعودة بعد رحلة جهنم الدنيا وعذابات ما بعد بعد وماقبل الخلود…
ياااه…خلود خالد مخلد معلق على مخالب هذا الرخص وهذا البؤس الحالم بلقمة يوم مقابل عبودية دوم وحالنا يقول اننا نساوم على كل شئ من حريتنا ومرورا بوجودنا وحتى ديننا ووجداننا وحتى في دعاءنا نحن كاذبون ونحن ننشد حسبي بالله ونبلع النصف الاخر ونموت تحت اشعة الشمس على معبر سياحي فيما رائحة البارود والموت والدمار تملأ افق غزة سليلة ناس وشعب المعابر والمطارات والرحلات السياحية….ما احقركم ايها البؤساء الحقراء ذاهبون الى الافراح بنقوط الدم الغزاوي وتشعرون بغبطة المرح والفرح في مروج وسهول وشواطئ السياحة والاستجمام… طير يا حمام خبر ياحمام انت الذي انتحرت على مسرح السلام وباحات وساحات الدنيا وكنائس ومساجد الكون وما زال حضرة الامام يقف على حافة الهاوية يجيد الكذب ولم يعرف في عمرة الطويل يوم واحد من الصدق.. هل يجوز ان يستشهد ابن عمك بالامس في غزة وتذهب انت اليوم الى شواطئ الاستجمام.. نصف دمه دمك…طير يا حمام واسأل حضرة الامام الواقف في طابور سفر الاستجمام!!؟.
..طير يا حمام ولا تُطَير عقل الامام القابع في صفوف طابور الاستجمام…. طابور.. زحمة.. اشعة شمس حارقة.. تسقط عائشة مغمى عليها من شدة الحر… شئ ما او عنصر ما يجمع بين عائشة الشجاعية وعائشة طابا : اسمهما فقط والفرق بينهما بُعد السماء عن الارض..عائشة ارض الرباط وعائشة الاستجمام… بين حال الحال وحال الضال امال حي الرمال والزيتون وما ادراك ما الزيتون… باقون: نسير ذهابا ايابا من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب الى الشمال ومن الارض الى السماء.. احياء شهداء..نتقاسم البيت وباحات البيوت والشوارع والمقابرالمجروفة… زغاريت فرحة ام تملا الافق..فرحة ام وجدت قبر ابنها المجروف في مقبرة كانت تسمى مقبرة السلام…سلام الاموات… حتى الاموات؟.. نعم انهم يكرهوننا احياءا امواتا واشلاءا واربا….راعي السلام وراعي قنابل الاطنان؟.. راعي الموت…100عام وراعي قنابل الاطنان يقتلنا ويحرقنا احياءا ويتحدث عن السلام وهاهو يلاحق الاموات في مقبرة السلام بعدما أعدم البشر والحجر والشجر وهدم المعابد والكنائس والمساجد والمدارس والمشافي والمعاهد والبيوت وابار المياة ومحطات الكهرباء على رؤوس اهلها… هولاكو قنابل الاطنان مر من هنا وترك خلفة البلاد والعباد صحراء محروثة؟
هي التغريبة يا خال والهجرة الى الشمال والجنوب ومن ثم التوطينة في خيام الخيام والسيرفي ازقة المخيم وخوضنا الحروب من المخيمات الى الانتفاضات والحجارة والرصاص حتى غزة النقلة والقفزة التاريخية النضالية في اكتوبر الذي خط خارطة تغيير العالم وهي خارطة اخرى غير تلك المسماة بخارطة الطريق اللذي اوهمنا بها الغرب واغرقنا في تفاصيلها بين ” شرعي وغير شرعي ومتفاوض عليه” حتى ولدت من بين صفوفنا دكاكين اللاشرعية وزنادقفة العصر واكذوبة الشرعية ” الوطنية” الاوسلوية المتورطة تاريخيا في تبني اكذوبة الصهيونية وطابو الالفي عام مثلها مثل الغرب المجرم الذي لم يتبنى فكرة الصهيونية وفكرة احتلال بلاد الاخرون فحسب لابل تبنى فكرة الابادة الجماعية في فلسطين منذ عام 1948 وحتى غزة يومنا هذا2024 .. ما اشبه البارحة باليوم وكأننا نعيد تجديد التطعيم… تطعيم الوجدان والذاكرة لعقود قادمة…ذاكرة النكبة والابادة!!
هي التوريطة “الفلسطينية” العربية في تبني فكرة الاحتلال والابادة باسم ” الشرعية الدولية” وهذة الاخيرة كانت دوما بمثابة المذبح والمسلخ والمجزَّر اللتي ذُبح فيه الشعب الفلسطيني وتمت عملية تقطيعه جغرافيا وديموغرافيا اربا اربا… نعم يا سيداتي هي الكلاب الضالة ” العربية والفلسطينية” نفسها التي قبلت بمبدأ الابادة سابقا ولاحقا وصارت اليوم شريكا كاملا في الابادة الجماعية في غزة…هي التوريطة بسابقها ولاحقها حين قبلت جماعات اوسلو وعربان المحميات والردة بفكرة الابادة والتهجير والمذابح من اللد والرملة ويافا وعكا وصفد وعكا وصفد وطبريا واسدود وحيفا و مرورا بدير ياسين وكفرقاسم والخليل والقدس وقانا وجنين ونابلس وحتى مجزرة الابادة في غزة….تاريخ طويل وقائمة طويلة من المجازر والابادة حوَّلها الغرب الامبريالي والامريكي الى تقسيم ” شرعي” قسري عام 1947 والى شرعية عبر تجزير وطرد وتشريع ابادة الشعب الفلسطيني عام 1948….دوما وابدا كانت حجج الابادة جاهزة من اكذوبة طابو الالفي عام والعودة الى بلاد ” الحليب والعسل” و ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وحتى حجة ” الدفاع عن النفس” وحرب الابادة في غزة وهذة الاخيره تبنتها نظريا وعمليا جماعات اوسلو وعلى راسها الراحل ياسر عرفات حين اعترفوا ب شرعية اغتصاب فلسطين واحتلالها وطرد شعباها.. بالنسبة للكلاب الضالة في رام الله يوجد ” شرعية دولية ” ويوجد دكان رام الله وكلها وجلها باطل تاريخي تم تحويلة الى حق زائف في اقامة دولة الاستيطان على ارض فلسطين لكن الانكى هو حقها في الدفاع عن النفس عبر ابادة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا..
يا سيداتي سادتي لقد جف حبر اقلامنا وطارت عقولنا ونحن نشاهد كل هذا الحاصل في غزة من اجرام مبرمج يقوده الكيان بدعم من الغرب الامبريالي الصليبي ومن انظمة الردة في العالم العربي فماذا سيكتب التاريخ عن كلب مصر الضال وعن جرو السعودية وضال الاردن وذيخ العمارات وعميل رام الله وباقي منظومةالعصابات التي تحكم العالم العربي بالنار والحديد الامريكي والغربي وتحديدا المعسكر الامريكي الاوروبي الفاشي الذي يرسل قنابل زنة اطنان للكيان ليلقيها الاخير على بيوت وناس واطفال ونساء قطاع غزة بحجة ” الدفاع عن النفس” وهذة الاخيرة تحولت الى الة قتل ودمار وابادة جماعية للبشر والحجر والشجر وكل المقومات الحياتية في غزة… كانت النكبة عام 1948 شديدة الاجرام والتنكيل ليأتي العدوان 2023 ليعيد فصولها في حقبة زمنية اخرى ظهر فيها معسكر المجرمون مجددا من امريكا “ابادة الهنود الحمر” ومرورا بالمانيا وايطاليا ” تاريخ الفاشية” وحتى فرنسا الاستكبارية المجرمة قاتلة الشعوب ومرتكبة جريمة ابادة مليوني جزائري..
الحاصل في غزة جريمة ابادة جماعية مركبة تنفذها الفاشية الصهيونية بادوات امريكية وغربية مصدرها ومرجعيتها هو الفاشية وابادة الاخر لابل ابادة الشعوب كما حصل للهنود الحمر في امريكا وشعوب اخرى احتلت بلدانها الدول الغربية الامبريالية حيث مارست هذة الاخيرة ابشع اشكال الابادة الجماعية والقتل الجماعي في الجزائر وناميبيا وفيتنام والعراق وافغانستان وسوريا وقائمة طويلة من جرائم الابادة حول العالم….قاد الوسخ الامريكي الصهيوني وزير الخارجية الامريكي بلينكن ابشع ابادة جماعية عرفها التاريخ مستغلا وضع رئيس امريكي صهيوني يعاني من الخرف والنسيان وهذا الاخير قام بالتوقيع على ورقة بيضاء لشرعنة ابادة اطفال ونساء قطاع غزة وعندما نقول ورقة بيضاء نعني ان كهل واشنطن الحقير قد اعطى الفاشية الصهيونية حرية القتل والابادة كيفما شاءت وزودها باعتى انواع الاسلحة لابادة قطاع غزة وهذا ما حصل وما هو حاصل و ما تبكبك وذرف دموع بايدن وبلينكن والعصابة الصليبية على ” وقف اطلاق النار” سوا دموع تماسيح مجرمة من واشنطن الى برلين وباريس وروما وحتى كندا…انهم يبيدون الشعب الفلسطيني ويصفقون للقاتل احر التصفيق..
عدنا وعادوا وانتقلنا من هيئة الامم وقراراتها الى محاكم العدل والجنائية والدولية والحبر على ورق في النظري والتطبيقي وها نحن ننتظر قرارات محاكم الغرب دون جدوى فيما حرب الابادة مستمرة ومعها استمرار التواطؤ الامريكي الغربي المجرم في ابادة غزة..ماتت غزة وهي تنتظر قرارات المحاكم الدولية التي حولتها امريكا كما حولت قرارات هيئة الامم الى صفر ولاشئ…
كان المشهد اجراميا وسرياليا وهمجيا وفاشيا واضح المعالم والعالم بقاراته المأهولة يشاهد القرود المدربة في كونغرس الدم والخراب والابادة وهي تصفق لمجرم الحرب قاتل اطفال ونساء غزة …قرود مدربة تحتفي قياما جلوسا وتصفيقا بمجرم حرب وتزعَم انها تمثل امريكا ” الحرة والديموقراطية” وهذة الاخيرة هي المجرمة الاولى قاتلة الشعوب وصاحبة اكبر رصيد اجرامي عالميا..تصفيق مع سبق الاصرار على تبرـة ذمة المجرم من جريمة الابادة الجماعية في غزة لابل تشجيعة على المزيد من القتل والابادة في غزة وتزويدة بقنابل زنة الاطنان حتى يحرث غزة حراثة لزرع الدمار الشامل والابادة الجماعية.. ثقافة القرود المدربة على نكران الابادة والقتل وهي التي ابادت الهنود الحمر حتى تنشئ على اطلالهم امريكا الفاشية وهي تابعة لمنظومات قرود اخرى مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا تم انشاؤها على قاعدة ابادة الشعوب الاخرى وطبعا لاننسى تاريخ بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا الاستكباري والدموي من الهند وحتى الجزائر وكامل افريقيا والعالم…الدول ذاتها والمعسكر ذاته يؤيد اليوم الابادة في غزة لابل تؤيد اعدام وقتل الاخرون وهو الامر اللذي طال اسماعيل هنية في طهران..
الغرب الامبريالي الذي سيَّر الى فلسطين الحملات الصليبة الدامية والذي احتل فلسطينهو نفسة الداعم اليوم للابادة وحامي حماة العربدة الصهيونية من جهة وهو نفسه صانع الدكتاتورية والخيانة في العالم العربي وهي الخيانة التي صبت الزيت على نار الابادة في غزة من جهة ثانية وبالتالي يعيد الغرب ذاكرتنا الى الماضي والحاضر والمستقبل بانه عدو دائم متعطش للبطش بنا واسالة دماءنا وهو في جهوزية كاملة ان يقدم الحماية لاستمرار مشروعة الاستعماري الدموي في فلسطين حتى لو كان الثمن ابادة كامل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية..هي الحقيقة وان لم ندركها ونقرر هزيمة هذا الغرب الامريكي الامبريالي الصهيوني وطرده وطرد مشتقاته من بلاد العرب, فنحن على موعد قادم مع مصير الهنود الحمر..!!
الذين وقفوا وجلسوا وهلَّلوا وصفقوا تصفيقا حارا في الكونغرس، كانوا يصفقون لقاتل يعتبرونة بطلا على طريقة الكاوبوي… وقفوا وصفقوا في تاكيد صارخ على همجيتهم وفاشيتهم واكدوا دون مواربة انهم داعمون للابادة الجماعية في غزة والضفة وكامل فلسطين فيما على الضفة الاخرى وقفت عربان الردة والكلاب الضالة متفرجة على انهار مواسير الدم الفلسطيني…
الحاصل في غزة جريمة ابادة جماعية مركبة تنفذها الفاشية الصهيونية بادوات امريكية وعربية وغربية مصدرها ومرجعيتها هو الفاشية وابادة الاخر….تصفيق حار للقاتل والقادم تسلسل مفتوح على مصراعية يحتاج الى نفس طويل….فصولا غابرة واخرى قادمة…*لا تفرحوا بالتصفيق ولا بالصيد يا صائدينة..القادم امور صعايب وصولات المصائب والهزائم قادمة.. قادمة لا محالة..يا اطفال غزة ونساء غزة.. قلوبنا معكم قلبا وقالبا وتاريخا ووطنا ومصيرا…نشد على اياديكم.. أناديكم .. أشد على أياديكم..أبوس “نبوس” الأرض تحت نعالكم….
أشد على أياديكم..
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي
يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وصنت العشب فوق قبور أسلافي..
أناديكم… أشد على أياديكم!!
***توفيق زياد

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.