صحيفة إسرائيلية: كيف ستنجح “الدوحة” بطرفين أحدهما غائب والآخر يغلق كل نافذة متعمداً؟

آفي يسسخروف  …..

ما خرجت قمة الدوحة إذا إلى حيز التنفيذ، فمن غير المتوقع، أغلب الظن، أن تؤدي إلى اختراق ذي مغزى. أولاً، لا يقين بأن يشارك مندوبو حماس في القمة. أمس، نشرت تقارير عن أن كبار رجالات المنظمة قرروا ألا يصلوا إلى القوة، وعملياً يصبح الحدث لقاء بحضور طرف واحد فقط. لكن حتى لو خرج الحديث إلى حيز التنفيذ بوجود مندوبي المنظمة، فاحتمالات نجاحه متدنية جداً.

 إن احتمال التوصل إلى نتيجة حقيقية يبقى متدنياً، هذا إذا حدثت أصلاً، بالذات بسبب “الإنذار الإيراني” المزعوم؛ أي البيانات التي صدرت عن طهران بأنها ستهاجم إسرائيل في حالة فشل الدوحة في الوصول إلى نتائج. حماس، التي تريد تدهوراً إقليمياً يشغل الجيش الإسرائيلي، معنية بإفشال القمة كي تنجح في ما لم تنجح فيه منذ بداية الحرب: جر المنطقة كلها إلى حرب شاملة. فقد كانت هذه قمة الأحلام بالنسبة للسنوار في 7 أكتوبر، وبقيت كذلك.

ينبغي أن تضاف إلى هذا المصاعب من الجهة الإسرائيلية، أو للدقة من جهة رئيس الوزراء نتنياهو، الذي رغم نفي مكتبه، أضاف غير قليل من الشروط والعوائق في المفاوضات لتحرير المخطوفين، تجعل الفرص المتدنية أصلاً للقمة، متدنية أكثر فأكثر. وهكذا، إذا لم تسجل مفاجآت في اللحظة الأخيرة، فبعد بضعة أيام، وربما أكثر بقليل أو أقل بقليل، سنكون مرة أخرى على عتبة معركة إقليمية محتملة مع تهديدات إيرانية لمهاجمة إسرائيل من عدة جبهات.

 لكنه قد يكون هذا هو مكان تهدئة الخواطر قليلاً. فليس لحزب الله ولا لإيران مصلحة للوصول إلى حرب إقليمية شاملة، بسبب تصفية إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس سابقاً، في طهران. ولا حتى بسبب تصفية فؤاد شكر من قادة حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت. بخلاف السنوار الذي لم يتردد في التضحية بقطاع غزة في إطار تطلعه لأن يكون صلاح الدين، لم يسارع زعماء إيران للتضحية باقتصاد دولتهم للثأر لموت هنية.

لإيران وحزب الله ما يخسرونه، وبتعابير كثيرة سيفضلون الحرب “على نار هادئة” كما تجري الآن في الحدود الشمالية، على إمكانية هجوم إسرائيلي وأمريكي ضد مواقع وأهداف إيرانية استراتيجية. صناعة النفط الإيرانية قد تتضرر في حالة حرب واسعة، لكن الأهم من ذلك أن المشروع النووي الإيراني قد يجد نفسه في بؤرة الهجمات المضادة الإسرائيلية والأمريكية، ومرة أخرى، في حالة حرب شاملة.

كما أن لحزب الله ونصر الله ما يخسرانه. فيكاد يكون غنياً عن البيان الموقف النقدي جداً لمعظم اللبنانيين ضد حزب الله وضد نية فتح حرب مع إسرائيل. لبنان والجمهور اللبناني ليسوا في رأس سلم أولويات حزب الله. فالحزب مشغول البال بمعرفة أن إسرائيل، بخلاف الحرب في 2006، أثبتت في الأشهر الأخيرة أن لديها معلومات فائقة في كل ما يتعلق بحزب الله. تصفية فؤاد شكر دليل على ذلك. والمعنى: إذا ما قرر حزب الله فتح حرب واسعة حيال إسرائيل، فسيدفع على ذلك ثمناً باهظاً على نحو خاص، ويدرك نصر الله أيضاً هذا. من هنا، إذا عمل هؤلاء اللاعبون وفقاً لمنظومة اعتبارات منطقة، فإن احتمالات التصعيد الواسع متدنية.

لكن يجب أن نتذكر أمرين مهمين: 1. لا يقين بأن هؤلاء هم لاعبون يعملون وفق قواعد اللعب المعروفة لنا. 2. حتى لو جاء رد إيران وحزب الله محدوداً، فإن تفويت الاعتراض على صاروخ أو مقذوفة صاروخية يطلقونها نحو إسرائيل، ربما يتسبب بإصابات كثيرة في أوساط المواطنين، وعندما ستكون إسرائيل ملزمة برد من جانبها.

آفي يسسخروف

 يديعوت أحرونوت 15/8/2024

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.