إسرائيل «تتوسع»… التلفزيون الأردني «يتعلل»… وزعيم الإخوان الوحيد الذي يسأل ترامب
بسام البدارين …
شعرت فورا برغبة جامحة في استعادة المسلسلات «البدوية»، التي تعكس النقاء الوطني العروبي، وكان يبثها التلفزيون الأردني «أيام زمان» مع القناة السعودية الثانية، قبل «حالة التجميد»، التي طالت كل المساحات في بلادنا من «إنتاج الدراما التلفزيونية» إلى الاعتماد على «جلدة أسطوانة غاز» مستوردة من تايوان.
الجموح أصبح أكثر إلحاحا وأنا أحاول تذكر اسم الممثل، الذي قال عبارة «خالدة» في تاريخ الشعب الأردني، وهي «تخسى يا كوبان»- المقصود «فلتخسأ» – والعم كوبان هو «ضابط بريطاني عريق» أيام الانتداب وقبل الاستقلال.
ألح علي المشهد بمجرد تلاوة محطة القناة 12 العبرية لتصريح دونالد ترامب الأخير القائل «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة وطالما فكرت في توسيعها»!
«تخسى يا دونالد»!
والسبب حاجتنا الملحة كأردنيين ووزراء وأعضاء برلمان وزعماء محليين لإعادة عرض تلك المسلسلات، أملا في أن يخرج ولو «ربع مسؤول» ليردد «تخسى يا دونالد»!
لافت جدا أن التلفزيون الأردني الرسمي اهتم ببث «تعليلة ثقافية وفنية»، شارك فيها نجوم دراما وإعلاميون في الليلة نفسها، التي كانت فيها محطة «سي أن أن» تتوسع في «حوار إخباري» حول دلالات تصريح ترامب عن «توسيع إسرائيل».
هل تذكرون «خارطة سموتريتش»؟ يذكرها الأردنيون جيدا، ولم يشهدوا أي مسلسل لا بدوي ولا مدني ولا سياسي ولا بيروقراطي، يندد بتلك الخريطة ويتوعدها لا في تلفزيون الحكومة الرسمي، ولا على شاشة «المملكة»، التي لا نعرف من تمثل بصورة محددة.
فقط، زعيم جماعة الإخوان المسلمين مراد عضايلة سأل علنا أمام الجماهير الرئيس السابق ترامب: تريد توسيع حدود إسرائيل بأي اتجاه وعلى حساب من؟!
المستشارون المهتمون بـ»إنكار المخاطر» وتكرار «لا أدلة على تهجير أهل الضفة الغربية»، يزيدون من «حضورهم ونفوذهم» في نخبة الإدارة وجماعة «تزهو بكم المناصب» و»نحن صخرة تتحطم.. إلخ» صامتون.
لا أحد- لا أحد إطلاقا – قرر التعليق على التصريح المخبول للمرشح «تاجر العقارات»، بعنوان توسيع حدود إسرائيل، التي تتوسع أصلا بالاستيطان المقيم على أكتاف أغوارنا الآن.
فقط قادة الإخوان المسلمين «انتبهوا»… سرعان ما يحضر «متشدق» ما، ثم «يلوم أو يخون» كاتب صحافي بتهمة «تبني رواية الإسلام السياسي».
لم نستيقظ كأردنيين بعد من «فوضى خارطة سموتريتش»، ولا من صدمة وزير خارجية أمريكي يقول للإسرائيليين «جئتكم كيهودي»، ورئيس يصافح الستائر يهتف «أنا صهيوني مخلص»!
لم نعرف بعد ماذا سيفعل أولادنا المتحمسون لـ»الغاز الإسرائيلي»، إذا قرر مساطيل تل أبيب «قطعه عنا فجأة» أو إذا قطعه المحور عسكريا؟
بالتأكيد لم يعد المسار ملائما إطلاقا لـ»التكيف والهندسة» البدائية.
«إحنا وين؟»، قالها زميلنا المذيع حسام غرايبة، على الهواء المباشر ونضيف عليها، باسم من نلتقيهم على أرصفة المقاهي… «إحنا مين؟».
شخصيا، مقتنع أن سؤال العضايلة «مشروع»، وينبغي أن يستيقظ «النشامى» في الوقت الملائم.
قناة «الجزيرة» تخدمنا من كثرة تكرار الفاصل الإخباري المنقول عن رغبة ترامب في «توسيع حدود الكيان»، وإذا كان بعض القادة جادين حقا في معادلة «النصر أو الاستشهاد»، كما نقلتها محطة «آر تي» التركية، فنحن أمام المصاب الجلل والأكبر، وهو «ضياع فلسطين و»حبايبنا جماعة السلطة» والتوسع على حساب الأردن طبعا بضربة ثلاثية واحدة مثل «نسكافيه 3 في 1».
قبل طبعا استرسال الفضائية الفلسطينية الرسمية في تغطية «ردود أفعال» التصفيق للرئيس تحت قبة البرلمان التركي مع جرعة رسائل ملغزة للمقاومة، بعنوان «إياكم والمزاودة علينا».
رغم الموت السريري لـ»الفضائيات الرسمية» في عمان ورام الله، لا بد من التذكير بما قاله يوما في «غرفة مغلقة» لكوشنر ما غيره مسؤول أردني رفيع «نحن لا نتحدث لهجتين».
قادرون على التصدي لخطة «توسيع الكيان» وخارطة سموتريتش واتخاذ موقف، كما ساهمنا في إسقاط «صفقة القرن» إياها وكسرنا الحصار الجوي على أهل غزة.
فقط المطلوب «زيارة سياسية» أرفع قليلا إلى طهران… شخصيات «أثقل قليلا» في مواقع الاستشارات، خصوصا السيادية ومطبخ سياسي «خبير وجريء»، ولو قليلا وانتخابات «أكثر نزاهة» ووقف الاعتقالات و»حكومة تتحدث للشعب» ولا تمثل «سهرات تعاليل» فقط.
وأخيرا «التشبيك فورا» مع «شعبنا الحائر» في فلسطين المحتلة، وحيث المطلوب أردنيا وفلسطينيا فقط مرحليا «المبادرة الثنائية والتحرك»، دون أي تفكير بإدارة شاشة «نتفليكس» على فيلم شهير عن قاعدة «بيل هاربر» الأمريكية – التي ضربت بعدما دمرها الانتحاريون – وأدى ذلك أن تضرب أمريكا اليابان بـ»النووي».
نتفليكس، مهمة في إعادة «عرض بعض التواريخ»، ولطمنا بالذكريات ولو الجماعة حللوا مبكرا مسلسل «فوضى»، على تلك الشاشة لفهموا أكثر طبيعة ما يجري ويحصل بين أهل الضفة الغربية واختراقات الموساد.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.