وأخيرا التقى بيتكوفيتش مع رياض محرز!
حفيظ دراجي …
قبل أسبوعين من موعد الخرجتين المقبلتين للمنتخب الجزائري ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 ضد غينيا الاستوائية وليبيريا، وقبل الإعلان الرسمي عن قائمة “الخضر” المدعوة لخوض المباراتين، صنعت الصورة التي جمعت المدرب بيتكوفيتش مع رياض محرز في مدينة جدة الحدث في وسائل الإعلام الجزائرية التي استبشرت خيرا بعودة الدفء بين المدرب ولاعبه الذي أثار غيابه الكثير من الجدل في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية على حد سواء، بين من يعتقد أن بيتكوفيتش يريد الاستغناء عن محرز، ومن يعتقد أن محرز يرفض الالتحاق بالمنتخب الجزائري منذ رحيل بلماضي والانتقادات التي تعرض لها بسبب مردوده المتواضع في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار .
عشية الدورة الدولية الودية التي خاضها المنتخب الجزائري في عهد بيتكوفيتش ضد بوليفيا وجنوب أفريقيا في شهر آذار/ مارس الماضي غاب رياض محرز بطلب منه دون أن يدلي بأي تصريح لوسائل الاعلام لأنه هو من طلب الإعفاء من المشاركة لأسباب نفسية وذهنية، وغاب أيضا عن مواجهتي تصفيات كأس العالم ضد غينيا وأوغندا في شهر حزيران/يونيو الماضي، محملا المسؤولية للمدرب من خلال منشور على حسابه في تويتر قال فيه إنه “كان على استعداد للالتحاق بـ”الخضر”
لكن المدرب لم يستدعه”، بينما كان بيتكوفيتش ينتظر اتصالا من القائد السابق للمنتخب الجزائري يؤكد فيه استعداده للعودة مثلما تم الاتفاق عليه سابقا بين الطرفين حسب مصادر موثوقة من الاتحاد الجزائري، مما خلق جدلا في وسائل الإعلام ، وزاد من حجم الفجوة بين الرجلين.
المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قرر الانتقال لملاقاة رياض محرز في فيينا الشهر الماضي حيث كان أهلي جدة يستعد لتحضير الموسم الجديد، لكن مدرب الفريق السعودي رفض السماح لمحرز بالالتقاء بمدرب المنتخب الجزائري بحجة السماح له بالتركيز مع فريقه، لكن بيتكوفيتش أصر على اللقاء في مدينة جدة قبل يومين، فحدث ذلك، وتحدث الرجلان عن الماضي والمستقبل بكل صراحة، حيث عبر المدرب عن حاجته الى رياض محرز، و أبدى اللاعب استعداده لتلبية الدعوة والعودة الى المنتخب دون شروط، والالتزام بخيارات المدرب سواء استدعاه للمشاركة في الخرجتين المقبلتين أو استغنى عنه بحجة عدم جاهزيته، وسواء أقحمه أساسيا أو احتياطيا، ومنحه إشارة القائد أو فضل أن يمنحها للاعب آخر.
فلاديمير بيتكوفيتش قام بما يجب القيام به تجاه واحد من نجوم الكرة في الجزائر، وبدد كل الشكوك التي كانت تحوم حول نيته في الاستغناء عن محرز، وأكد أنه لا يريد إقصاء أي لاعب خاصة من خلال قائمة الخمسين لاعبا التي اختارها للموعدين المقبلين والتي تضم محرز و بلايلي وإسلام سليماني، والعديد من اللاعبين المحليين من مولودية العاصمة واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد وشباب قسنطينة، إضافة الى أسماء محترفة جديدة تحسبا لأي طارئ، خاصة وأن نقص المنافسة عند بعضهم في بداية الموسم سيشكل هاجسا يقتضي انتظار آخر لحظة لاختيار نصف عدد اللاعبين الذين وضعهم في القائمة الموسعة من الذين يبدون استعدادا بدنيا ونفسيا وذهنيا.
أما تجاوب رياض محرز الذي كان سلسا و محترفا ، فيحمل في طياته رغبة في الاستمرار مع المنتخب الجزائري الى غاية مونديال 2026 على الأقل حيث سيكون مطالبا ببذل مجهودات أكبر لإقناع مدربه أولا، ثم استعادة ثقة الجماهير الجزائرية، والتأكيد على قدرته على الاستمرار، مما يحمله ضغوطات إضافية، خاصة وأن بعض الجماهير طالب بالاستغناء عنه منذ الوجه الشاحب الذي ظهر به في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار ثم غيابه عن المباريات الأربع الأخيرة في ظروف كانت تتطلب انخراط الجميع في العهد الجديد مع المدرب الجديد والتحديات الجديدة التي تنتظر “الخضر” في موسم سيكون طويلا وشاقا و صعبا على المدرب ورياض محرز وكل اللاعبين المطالبين بتعويض ما فاتهم من إخفاقات وإعادة البسمة الى وجوه جماهير الكرة التي بقيت وفية لمنتخبها في وجود محرز أو غيابه، وستبقى كذلك مع بيتكوفيتش أو غيره من المدربين الذين يرحلون كلهم ويبقى المنتخب .
إعلامي جزائري
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.