في زيارة استثنائية.. وزيرة الدفاع الإسبانية تزور الجزر الجعفرية قبالة السواحل الشرقية المغربية
شبكة الشرق الأوسط نيوز : قامت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس بزيارة مثيرة بكل المقاييس إلى الجزر الجعفرية وبعض الصخور التي تبعد ما بين عشرات الأمتار إلى بضعة كيلومترات من الساحل المتوسطي شرق المغرب.
وزارت روبليس يومي الإثنين والثلاثاء صخور الحسيمة ثم الجزر الجعفرية انطلاقا من مدينة مليلية المحتلة. ويتعلق الأمر بجزر صغيرة جدا بل ببعض الصخور، وقد أرادت حكومة مدريد من خلال هذه الزيارة تأكيد الطابع الإسباني للجزر تأهبا لأي مطالبة للمغرب بها.
ولم يسبق من قبل لأي وزير دفاع إسباني أو مسؤول كبير زيارة هذه الجزر الصغيرة جدا، بل لم يكن الوزراء يزورون حتى سبتة ومليلية، حيث كان المغرب يعتبر ذلك خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.
لكن رئيس الحكومة الأسبق خوسي لوبس رودريغيث سبتيرو كسر هذا التقليد بزيارته المدينتين في 2006، واحتج المغرب بشدة، ثم قام ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس بزيارتهما في 2007، متسببا في أزمة سياسية شائكة بين مدريد والرباط.
ومنذ ذلك التاريخ، أرسى الإسبان تقليد زيارة مسؤوليهم الى المدينتين دون أي احتجاج مغربي، والآن ينتقل المسؤولون الإسبان الى زيارة الجزر الصغيرة، التي يقطنها بعض عشرات من الجنود بل بعضها لا يقطنها أي جندي.
ولم يعلق المغرب رسميا على هذه الزيارة.
وكانت الرباط في الماضي تحتج بقوة، كما حدث في 2002 إبان أزمة جزيرة ثورة، حيث كاد صراع مسلح أن يندلع بين البلدين.
ولا يوجد تفسير أو تأويل سياسي منطقي لهذه الزيارة المثيرة، بحكم أن المغرب قام بتجميد ملف سبتة ومليلية والجزر المحتلة بسبب اهتمامه الكبير بملف الصحراء. في الوقت ذاته، قبل المغرب مبدئيا، دون تطبيق، بتحويل المدينتين الى مركز جمركي مع الإدارة الإسبانية، وهو قرار أثار الكثير من التحفظ، كما لم يعد المجتمع المدني والأحزاب السياسية يطرحون مؤقتا إشكال السيادة على المدينتين والجزر.
ويبقى التفسير الوحيد هو أن هذه الزيارة تأتي تنفيذا لأجندة اعتمدتها الحكومة الإسبانية في 2021، غداة اقتحام آلاف المغاربة مدينة سبتة، مما تسبب في أزمة للمغرب مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي. ووضعت إسبانيا منذ ذلك التاريخ مخططا يهدف إلى حماية المدينتين والجزر من ما تعتبره “تحرشا” مغربيا بهذه المناطق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.