الشيخ شعبان حاضر تحت عنوان ” تركيا والمنطقة بعد المحاولة الانقلابية ” في مدينة سقاريا في تركيا

شبكة وهج نيوز : بدعوة من جمعية اقرأ في مدينة سقاريا التركية، ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان محاضرة بعنوان ” تركيا والمنطقة بعد المحاولة الانقلابية “
وقد قدم الشيخ شعبان خلال المحاضرة قراءة شاملة حدد خلالها نقاط الضعف والقوة في السياسات الخارجية والتحالفات الدولية لتركيا


وطرح فضيلته جملة من التساؤلات حول” جدوى وقوف تركيا على ابواب الاتحاد الأوروبي منذ عقود، ففي حال دخولها هذا التحالف ما الذي ستجنيه ؟ ما الذي جنته تركيا وهي جزء من حلف شمال الأطلسي وقد تركت وحيدة خلال المواجهة الجوية مع روسيا ؟ … حيث سحب الحلف الأطلسي لصواريخ الباتريوت من الحدود التركية السورية وأبعدت الولايات المتحدة أساطيلها من شرق المتوسط حتى لا تستفز روسيا وتركت تركيا وحيدة في مواجهة روسيا.
وتساءل فضيلته ” ما الذي جنته تركيا من إدخال أكثر من 100 ألف من الجهاديين عبر مطاراتها وها هي تلك المجموعات تستهدف مطار اسطنبول الدولي الذي دخلوا عبره إلى سوريا في أسوء عملية إرهابية. ثم ما الذي جنته تركيا من علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وهي تؤكد أن من يقف خلف المحاولة الإنقلابية هي حركة فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية؟
وتابع فضيلته ” وقفت الولايات المتحدة والدول الأوروبية موقف المنتظر لنجاح الانقلاب، وحين استنكرت لم تستنكر المحاولة الانقلابية الفاشلة إنما استنكرت اجراءات الحكومة المتخذة ضد الانقلاب.
مضيفا ” كل ذلك يجب أن يدفع إلى إجراء قراءة نقدية لجدوى ووجود تركيا في الحلف الأطلسي ووقوفها ذليلة على أبواب الاتحاد الأوروبي وتموضعها في سياسة خارجية عبثية تضر بتركيا وتعرض أمنها واقتصادها وتركيـبتها السكانية للخطر، وفي المقابل ” كيف يجب أن تقرأ تركيا موقف روسيا وإيران التي كانت أولى الدول التي بلغت عن الانقلاب واستنكرته وقام وزير خارجية إيران بأول زيارة لتركيا تعبيرا عن الدعم لحكومة العدالة والتنمية مستنكرا عملية الانقلاب الفاشلة، لهذا يجب رؤية ما جرى بعين المتأمل والبناء على تلك المواقف .
وتابع فضيلته ” العلاقة الجيو- سياسية تقتضي وتفرض وجود علاقات طيبة مع دول الجوار وعلى رأسها سوريا والعراق وروسيا وإيران، فتركيا تشارك هذه الدول نفس التركيبة السكانية والدينية والعرقية، فضلا عن كون تركيا تتقاسم مع روسيا نفس المعابر والممرات المائية كما وانها تشترك معها بأكبر نسبة تبادل تجاري
ثم ان الفدرالية الروسية تضم نفس الإثنيات والأعراق التي يتشكل منها الشعب التركي ” الأذرية والتركمانية والشركسية ”
واضاف فضيلته ” إن صياغة علاقة سياسية سليمة متكافئة مع دول الجوار ستنتج انهاء للأزمة السورية والكردية والعراقية وحتى للفتنة المذهبية. فالحوار السني الشيعي يقتضي وجود طرفين يمكن لتركيا أن تشكل طرفه الآخر مع إيران للوصول إلى تفاهمات توقف الحرب المذهبية البديلة المفتلعة .
واستكمل الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي المحاضرة بالاشارة الى كل ما قدمته تركيا للغرب عبر عقود من الانخراط معه في سياساته الأطلسية وكيف قوبل كل ذلك بالنكران ، أما موقف تركيا من كسر الحصار عن غزة عبر سفينة مرمرة فقوبل بكل الثناء والترحيب الشعبي العربي والإسلامي ومسح أكثر من 60 سنة من التجاهل التركي للقضية الفلسطينية والعلاقة مع الكيان الغاصب.
وختم فضيلته ” أمام كل ذلك يجب على تركيا إعادة تموضعها بعيدا عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتقارب مع روسيا ودول المحيط العربي والإسلامي، انطلاقا من كل ما تقدم لا بد أن تترجم السياسة التركية قطعا للعلاقات مع الكيان الصهيوني واصطفافا ودعما لمشاريع الجهاد والمقاومة في فلسطين .

قد يعجبك ايضا