السودان: عشرات القتلى والجرحى في الفاشر وسط اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين
شبكة الشرق الأوسط نيوز : أودت عمليات القصف المدفعي التي نفذتها قوات الدعم السريع على قرى الريف الشمالي بمحلية كرري غرب العاصمة الخرطوم، بحياة امرأة وإصابة العشرات. وقالت السلطات المحلية إن عمليات القصف التي نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت مساكن المدنيين بمناطق السروراب ومزارع الجزيرة اسلانج وطيبة الكبابيش وشرق قرية النوبة والقلعة العميرية والشيخ الطيب غربي الخرطوم.
وقالت حكومة ولاية شمال دارفور إن 15 شخصا قتلوا على الأقل بينما أصيب العشرات في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على سوق معسكر “أبو شوك” للنازحين.
وفي وقت تتواصل المعارك في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، المحاصرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، قالت حكومة الولاية الواقعة غرب السودان إن قوات الدعم السريع تستهدف المرافق المدنية والمناطق السكنية ومعسكرات النازحين بالمدفعية الثقيلة والمسيرات بشكل يومي، الأمر الذي يضع حياة الآلاف على المحك.
وأشارت حكومة شمال دارفور في بيان، أمس الأربعاء، إلى أن قصف “الدعم السريع” لسوق معسكر “أبو شوك” للنازحين لم يكن الأول من نوعه.
ونددت بقصف مدرسة الفاشر الثانوية- بنات والمكتبة العلمية ومركز دراسات السلام بفرع جامعة أم درمان الإسلامية، وكلية جنوب الصحراء الجامعية الخاصة وغيرها من المؤسسات الخدمية. وقالت إن قوات الدعم السريع تسعى من خلال عمليات القصف المتواصلة إلى تهجيرهم الأهالي قسريا، مضيفة: “إن استهداف قوات محمد حمدان دقلو “حميدتي” المباشر للمدنيين في منازلهم وأموالهم ومراكز خدماتهم وأسواقهم يؤكد عزمها على المضي وانتهاكاتها الصريحة والمستمرة لحقوق الإنسان ومخالفة جميع الأعراف والقوانين الدولية الإنسانية، ما يستدعي من الجهات الدولية المعنية العمل فورا من أجل وقف تلك الانتهاكات”.
ونددت بمواقف ما سمتها “الجهات الراعية والداعمة للدعم السريع” متهمة إياها بتهيئة الأسباب لتهجير المدنيين من ديارهم وتفتيت وحدة السودان للاستيلاء على موارده.
ويأتي ذلك وسط معاناة مستمرة يعيشها الأهالي المحاصرون في مدينة السوكي الواقعة جنوب شرق السودان.
وفي السياق، قالت غرفة طوارئ السوكي، إن الولاية تعاني من أوضاع إنسانية مزرية منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في يوليو/ تموز الماضي، مشيرة إلى تردي الأوضاع الصحية والاقتصادية والأمنية في المدينة، ما أسفر عنه ضائقة معيشية وانعدام تام لكافة السلع والمواد الاستهلاكية.
وندد الحزب الشيوعي السوداني بتصاعد اعتداءات “المتفلتين من قوات الدعم السريع” في منطقة شمبات شمال العاصمة السودانية الخرطوم. وقال إن الاعتداءات على المنطقة التي يسيطر عليها “الدعم” منذ ما يقارب العام والنصف والمداهمات المسلّحة التي تنفذها على بيوت المواطنين، راح ضحيتها العشرات من شباب المنطقة.
ويواجه الأهالي هناك المحاولات المتكررة لنهب مخازن التموين ومواد عمل المطابخ الجماعية المخصصة لخدمة وتأمين الوجبات الغذائية للمواطنين العالقين في منازلهم وسط المعارك. واستنكرت اعتداء قوة مسلحة مكونة من 23 فردا للمطبخ الجماعي في منطقة شمبات الغربية للمرة الثالثة على التوالي، ونهبها مواد تموينية، وأنابيب الغاز، ومعينات العمل، معتبرة الهجمات المتوالية التي تستهدف المطابخ الخيرية محاولة لتعطيلها وطرد ما تبقى من أسر في المنطقة (عبر صناعة الجوع). ذلك بجانب الاعتداءات المتكررة على المتطوعين في العمل العام، ونهب وتهديد أفراد من فرق عمل المطابخ، وغرفة الطوارئ، اغتيال ناشط من مجموعة عمل الكهرباء. وأشار إلى نهب الدقيق المخصص للمخابز في المنطقة.
وأدان الحزب الشيوعي كذلك استمرار سقوط القذائف التي تطلقها القوات المسلحة القادمة من مدينة أم درمان في المناطق السكنية، مضيفا: “لم تسلم منها حتى المقابر والمآذن.
ولفتت إلى معاناة الأهالي في شمبات من شح الغذاء وانعدام ماء الشرب النظيف، نتيجة شح الدواء وانعدام الخدمات الطبية، ما أودى بالعديد من الأهالي بسبب الجوع ونقص الدواء خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.
وطالب قيادة قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة التي قال إنها تغض الطرف عمّا يحدث من منسوبيها وتابعيهم من المتفلتين واللصوص، بضبط أفراد قواتهم، والقيام بما من شأنه حفظ حياة المواطنين وحقوقهم.
وطالب كذلك بإطلاق سراح المعتقلين لدى “الدعم السريع” من أبناء المنطقة في معتقل المظلات والكشف عن العدد الحقيقي وأسماء المتوفين الذين تم دفنهم في مقبرة المعتقل، داعيا المنظمات المعنيّة خاصةً الهلال والصليب الأحمر بزيارة المعتقل، والوقوف على الملابسات التي أدت لوفاة البعض من المدنيين من أبناء المنطقة والضغط من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.