في الذكرى الرابعة والستين لإستشهاد هزاع المجالي
العين حسين هزاع المجالي ….
لحظات مؤلمة يعتصرها الحزن، تمرعلينا ونحن نحيي ذكرى استشهاد أبي الشهيد هزاع المجالي، تلك الذكرى التي تعيد إلينا صورة البطل الذي اختطفته يد الغدر في ذروة عطائه وتفانيه، لكننا نجد عزاءنا في يقيننا بأنك عند الله حياً لا تموت، وأن ما قدمته من تضحيات وإيثار قد كتب في سجل الخلود.
رحلت عن الدنيا بطلا، قضى حياته في خدمة الوطن، وفياً للعرش الهاشمي وللشعب الأردني، وكرّست نفسك لخدمة الاردن والقيادة الهاشمية المظفرة، بكل إخلاص ووفاء، حيث عملت بلا كلل من أجل رفعة الوطن وتعزيز مكانته تحت قيادة الهاشميين الأكارم، حتى آخر نفس في حياته، ورغم إن فقدانك يشكل لنا جرحاً عميقاً، لكننا نستمد قوتنا من قيمك ومبادئك، وسنواصل الطريق الذي رسمته لنا، وسنظل مخلصين لتلك المبادئ التي قضيت حياتك في سبيلها.
لقد تعلمنا ان الشهداء لا يموتون، في قوله تعالى”وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” وفي قوله تعالى ايضا ” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ”.
لقد كانت يد الغدر عاجزة عن انتزاع روحك العظيمة، لأنك قد تركت وراءك إرثاً كبيراً من البسالة والكرامة، وستظل ذاكرتك خالدة في قلوبنا، وسنتذكر دائماً كيف بذلت حياتك في سبيل حماية وطنك والحفاظ على أمنه واستقراره.
لقد كنتَ في كل لحظة رمزاً للإيثار والشجاعة، وصورةً للمخلصين في هذه الأرض، فقد كان إيمانك بوطنك لا يتزعزع، ووقوفك بكل قوة في مواجهة التحديات كان درساً لنا جميعاً، وشهادتك لم تكن مجرد نهاية، بل كانت بداية لأثر خالد، وشهادة على عظمة المبدأ والوفاء.
إطمئن أيها الشهيد، فتضحياتك لم تذهب سدى، بل هي نور يضيء دروبنا ويشعل فينا الأمل والعزيمة، ولقد سار بعدك يا هزاع مئات الشهداء، الذين حملوا شعلة الإيثار والتضحية، حيث كان لهم شرف الدفاع عن الوطن وحمايته، على نفس النهج الذي رسمته بدمائك الطاهرة، شهداء ارتقوا إلى عليين، يلقون جزاء جهادهم وتفانيهم، ويُذكرون في سجل الخلود كرموز للشرف والنبل.
لقد رحلت عن عالمنا، يا شهيد، إلاّ ان ذكراك العطرة يا هزاع، تظل حية في قلوبنا، وإرثك المجيد لم ينقطع بل استمر في إشعال دروب الأبطال.
رحم الله الشهداء جميعاً، وجعل ذكرهم نوراً يهدي طريق الأجيال القادمة، ويُذكّرهم دائماً أن الوطن يستحق كل عطاء، وأن التضحية من أجله هي أسمى مراتب الإيثار.
الشهداء لا يموتون، بل يخلدون في ذاكرة الأمة وقلب التاريخ، وتبقى سيرتهم العطرة محفورة في الأذهان، ودروسهم في الفداء والتضحية تظل نبراساً يضيء طريق الأجيال القادمة.
ستبقى ذكراك، يا هزاع المجالي، خالدة في قلوبنا وضمائرنا، وتضحياتك لن تُنسى، بل ستظل نبراساً يضيء دروب الأجيال القادمة، وستبقى روحك الحية تُلهمنا، وسنستمد من قوتك وعزيمتك الدافع للاستمرار في خدمة الوطن وتعزيز القيم التي حملتها، متمسكين بتلك المبادئ التي شكلت حياتك.
نعدك، يا شهيد الوطن، أن نواصل السير على خطاك، محافظين على القيم والمبادئ التي نذرت حياتك من أجلها، وسنعمل جاهدين على الحفاظ على إرثك، وسنظل ملتزمين بالدرب الذي رسمته لنا بدمائك الطاهرة.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لمواصلة طريقك، مخلصين لوطننا وملكينا وشعبنا، سائرين على نهجك بكل فخر واعتزاز.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.