الجيل الجديد يفقد القدرة على الكتابة أو استخدام الكمبيوتر.. مدمنون على الهواتف

شبكة الشرق الأوسط نيوز : يخشى الخبراء أن يفقد أبناء الجيل الجيل الجديد الذي يحمل اسم «Z» وهم مواليد الألفية الجديدة، يخشون من أن يفقدوا القدرة على استخدام لوحات مفاتيح الكمبيوتر بعد أن أصبحت نسبة كبيرة منهم غير قادرة على الكتابة التقليدية باستخدام الورقة والقلم.

ويقول الخبراء إن السبب وراء هذا التدهور في امكانات الشباب من أبناء الجيل الجديد هو الإدمان على الهواتف المحمولة والاعتماد على الهواتف الذكية في كل شيء، وهو ما جعل الشباب في مقتبل العمر يفقدون الكثير من المهارات على الرغم من اتقانهم للكثير من الأشياء الإلكترونية الأخرى.
وحسب تقرير مطول نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فإن الخبراء يتوقعون حالياً أن الجيل المتصل بالإنترنت قد يفقد قدرته على الكتابة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
ومع تفوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، يشعر الكثيرون بالقلق من أن الكتابة باللمس قد تصبح مهارة منسية.
وفي نيسان/أبريل الماضي قالت الخبيرة في أبحاث الجيل «Z» بيلي إيليش لمجلة «رولينغ ستون»: «لم أتعلم الكتابة أبداً لأنني لم أكن من هذا الجيل، والآن أشعر بالندم».
وتقول «دايلي ميل» إنه على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية، انخفض عدد الشباب الذين يتلقون دورات الطباعة على الكمبيوتر بشكل كبير. وقد يكون هذا مدفوعاً بانخفاض عدد المدارس التي تقدم فصول «الكتابة على لوحة المفاتيح».
وعلى الرغم من وصف مهارات الكتابة على الكمبيوتر بأنها «مرغوبة» فإن الكتابة باللمس ليست جزءاً من المنهج الوطني في بريطانيا.
وأعادت الكثير من المدارس المرموقة في بريطانيا تقديم الكتابة باللمس إلى المنهج الدراسي، ولكن لا توجد بيانات رسمية عن عدد الطلاب في جميع أنحاء البلاد الذين يتم تعليمهم هذه المهارة.
ويشعر المعلمون أيضاً بالقلق من أن الاستخدام المتزايد للجيل الجديد لأجهزة الشاشات التي تعمل باللمس قد يجعل الأمور أسوأ.
ووجدت شركة «Instructure» وهي شركة مقرها يوتا تنتج منصات للطلاب لتحميل العمل، أن 39 في المئة من المهام المقدمة في أيار/مايو الماضي كانت مكتوبة على جهاز عبر الإنترنت بدلاً من الكمبيوتر.
وقالت ميليسا لوبل، كبير المسؤولين الأكاديميين في شركة «إنستركتشر»: «ما يريد الطلاب فعله هو القيام بالعمل على أجهزتهم المحمولة.. لدينا جيلان يعيشان التدريس والتعلم بطريقة مختلفة تماماً. هذا أمر مثير للقلق بالنسبة لي».
ونظراً لأن أحد أكبر العوامل التي تتنبأ بسرعة الكتابة هو الوقت الذي يقضيه الشخص في الكتابة، فمن المرجح أن يؤدي انخفاض استخدام الكمبيوتر إلى إنتاج كاتبين أقل كفاءة.
وفي عام 2019 وجدت دراسة أجريت على 37000 كاتب بواسطة جامعة ألتو وجامعة كامبريدج أن سرعات الكتابة على الهواتف الذكية تلحق الآن بسرعات الكمبيوتر.
ووجدت دراستهم أن ما يسمى «فجوة الكتابة» بين سرعات الهواتف الذكية والكمبيوتر تبلغ الآن 25 في المئة فقط.
وكان متوسط ​​سرعة الكتابة على الهاتف الذكي 38 كلمة في الدقيقة مقارنة بحوالي 52 على لوحة مفاتيح الكمبيوتر القياسية.
وكانت هذه الفجوة أصغر بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً، والذين يمكنهم في المتوسط ​​الكتابة بسرعة 10 كلمات في الدقيقة أسرع على الهاتف من أولئك الذين تتراوح أعمارهم في الأربعينيات.
وقد لا تكون زيادة السرعة هذه مفاجئة نظراً لأن المشاركين أفادوا أنهم يقضون حوالي 6 ساعات يومياً على أجهزتهم المحمولة في المتوسط.
وفي حين أن هذه الدراسة وحدها لا تظهر أن قدرة الكتابة على الكمبيوتر آخذة في الانخفاض، فإن الأدلة القصصية من المعلمين تشير إلى انخفاض سرعات الكتابة باللمس بين الجيل الجديد «Z».
وكانت كريستين مولر، وهي معلمة من أوكلاهوما، قد سمعت العديد من الزملاء يشكون من ضعف مهارات الكتابة لدى طلابهم لدرجة أنها نظمت مسابقة تهجئة لوحة المفاتيح.
ووجدت مولر أن الحماس المتجدد للمهارة ساعد في تعزيز السرعات في جميع أنحاء المدرسة حيث وصل أحد الطلاب إلى 91 كلمة في الدقيقة. حتى إن معلم الصف الرابع أخبر مولر أن متوسط ​​سرعة طلابها قد زادت من 13 كلمة في الدقيقة إلى 25 كلمة في الدقيقة.
وقال الدكتور بير أولا كريستنسون، الخبير في أنظمة الكتابة من جامعة كامبريدج والمؤلف المشارك لدراسة الكتابة على الهاتف أن المشكلة من المرجح أن تكون الوقت الذي يقضيه في التدريب. بينما يقول الدكتور كريستنسون إن بحثه لا يظهر أن الجيل Z يفقد القدرة على الكتابة، إلا أنه يشير إلى أنهم يقضون المزيد من الوقت في الكتابة على الشاشات.

ويقول الدكتور كريستنسون: «هناك العديد من العوامل، ولكن العامل الرئيسي هو الممارسة».
وأضاف: «لا أعلم أي دليل على أن زيادة الكتابة على شاشات اللمس قد تضر بمهارات لوحة المفاتيح المادية. ومن المرجح أن يقضي الناس وقتًا أقل في الكتابة على لوحات المفاتيح المادية».
وعلى الرغم من الانتشار المتزايد للامتحانات والواجبات الدراسية المكتوبة في المدارس، فإن الاستخدام المنخفض للوحات المفاتيح في المنزل وللواجبات المنزلية قد يفسر الصعوبات التي يواجهها المعلمون.
ومع ذلك، يشير الدكتور كريستنسون إلى أن هذه ليست بالضرورة مشكلة طالما أن الطلاب ما زالوا قادرين على تدوين المعلومات بسرعة.
ويقول: «طالما أن المستخدم لديه استراتيجية كتابة تسفر عن معدل إدخال نص يبلغ 40 كلمة في الدقيقة أو أعلى، فمن وجهة نظري، من المهم التركيز على ما يكتبه، بدلاً من المهارة المحددة لإدخاله في الكمبيوتر». ويضيف إن المشكلة الأكبر هي أن التحول نحو الكتابة على الشاشات قد يعيق في الواقع قدرة الطلاب على التواصل.
ويختتم الدكتور كريستنسون بالقول: «أعتقد أن التصحيح التلقائي والذكاء الاصطناعي التوليدي من المرجح أن يكون لهما تأثير تدهوري على القدرة على الكتابة».

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.