معركة الثقافة وخطر الدراما

بلال حسن التل …. 

 

الثقافة هي التي تشكل وعي الإنسان ومفاهيمة، ومن ثم انماط سلوكه، وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجتمع، لذلك كانت المهمة الرئيسية للانبياء والرسل ومن بعدهم المصلحون هي إعادة بناء وعي الافراد والمجتمعات، لتصلح منظومة قيمهم ومفاهيمهم وسلوكياتهم. وكانت من اوائل اساليب بناء الوعي هي اصلاح مصادر ثقافة الفرد والمجتمع،حتى لايصل اليهما الفرد والمجتمع مايشوه ثقافتهما، من هنا الدعوة لاهمية الانتباه لمصادر ثقافة افراد اسرنا، وسائر افرد المجتمع، اذا اردنا اعادة بناء وعينا لنخرج مما نحن فيه. ومما يمكن قوله في هذا المجال انه لاجدال في ان الدراما ومسلسلاتها أصبحت تلعب دورا رئيسيا، ان لم يكن الرئيسي في تربية الأجيال المعاصرة، وتشكيل وعيها ومن ثم قيمها ومفاهيمها وتوجهاتها المسلكية، خاصة في ظل انحسار ادوار الاسرة والمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها.من هنا اهمية الانتباه الى خطورة ما صارت تقدمه مسلسلات الدراما العربية او تلك المدبلجة الى اللغة العربية من مضامين هدامة، فهذه المسلسلات صارت تقدم كسب المال هو الهدف الأساسي للفرد لابد من تحقيقة باي وسيلة حتى لوكان ذلك بخيانة الوطن، وبخيانة كل العلاقات الانسانية الشريفة، وهي نفسها الدراما التي تقدم احتساء الخمور من الذكور والاناث على انه سلوك يومي عادي وطبيعي لا غضاضة فيه، ومثل الخمور وتعاطيها صارت هذه المسلسلات تقدم ايضا العلاقات الجنسية غبر المشروعة على انها ممارسة طبيعية وشائعة وغير مخجلة بما في ذلك الحمل السفاح والاجهاض.وكذلك فان هذه المسلسلات تقدم لعب القمار على انه ممارسة المجتمعات الراقية، وان حفلات الخمر والقمار هي مكان عقد الصفقات الكبرى و الرابحة التي تلعب بها المرأة دور الوسيط الرخيص، وفي كل هذه الحالات فان هذه المسلسلات تهين المرأة وتهدر كرامتها، وتصورها على انها اداة رخيصة، حاشا لله.

وفي مقابل ترويجها للمفاهيم والسلوكيات الشاذة كأحتساء الخمر، والزنا والقمار، فان هذه المسلسلات تتعمد تشويه النماذج التريوية النظيفة، فهي غالبا ماتقدم المتدين على انه منافق صاحب وجهين، وجه ظاهره العبادة والتدين، واخر باطنه النصب والاحتيال واتخاذ الدين عطاء للاحتيال. مثلما تسخر هذه المسلسلات من المعلم وتزدري مكانته في المجتمع على الصعدين المادي والمعنوي، كما تغمز الكثير من هذه المسلسلات من القضاء بشقيه الجالس والواقف، وتتهمه وتوحي بفساده، وهي في كل الأحوال تركز على الحالات الشاذة في هذه القطاعات وتصورهاعلى انها القاعدة العامة .

كل ما قلته اعلاه وغيره مفاهيم خطيرة وهدامه صارت تحملها معظم مسلسلات الدراما العربية، وهي بذلك تتحول الى معول هدم لثقافة الامة ووعيها، مما صار لابد معه الإنتباه جيدا لما يشاهده افراد اسرنا، حفاظا على ماتبقى لدينا من قيم وترابط اسري.ومن وعي وطني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.