في الذكرى الأولى للطوفان… غزة تبتسم رغم الخراب… والكنيست ينكس الأعلام

شبكة الشرق الأوسط نيوز : بينما تسير فلسطين وفقا لإرادة ربها وأحلام شعبها نحو حلمها الكبير الذي ورثته الأجيال عن أجدادها بالتحرر من دنس المحتل، والاستقلال من النهر إلى البحر واستعادة كامل مجد الوطن، أقام «الكنيست» مراسم تأبين بمناسبة مرور عام على ذكرى «طوفان الأقصى» الموافق اليوم السابع من أكتوبر.
وجاء في تقارير وسائل الإعلام العبرية، أن مراسم التأبين بدأت داخل الكنيست في تمام الساعة 06:29، وهذا هو التوقيت ذاته، الذي بدأ به هجوم «طوفان الأقصى» من قبل كتائب القسام الجناح العسكري لـ«حماس»، ثم قام حرس الكنيست بتنكيس أعلام الدولة.. عام لم تكبر فيه سوى غزة وأهلها، فيما انزوى العالم بأسره وبات موصوما بالعار والهوان لصمته على القتلة وتركه قرابة خمسة ملايين فلسطيني يموت قتلا وجوعا قبل أن يتذوق مأساتهم نفسها الشعب اللبناني التي تشير تطورات الأحداث إلى انه بصدد أن يعيش المأساة الغزاوية بمختلف تفاصيلها.
وافق مجلس النواب على تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الخطة والموازنة ومكتب لجنة الشؤون الاقتصادية بشأن قرار رئيس الجمهرية الموافقة على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي بنسبة 50%. كما وافق البرلمان على اتفاقية «إزالة الازدواج الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل، ومنع التهرب من الضرائب بين القاهرة وسلطنة عمان. وأصدر المستشار محمد شوقي عياد النائب العام، أول بيان بشأن القضية المعروفة إعلاميا بـ»سحر مؤمن زكريا»، لاعب كرة القدم السابق في النادي الأهلي. وأوضح بيان للنيابة العامة، أن المتهم الأول أذاع أخبارا كاذبة عبر لقاءٍ تلفزيوني، تفيد بعثوره على أعمال سحر تخصه في إحدى الجبانات في منطقة الخليفة؛ ما ألقى الرعب في نفسه. واستقبل أهالي القنطرة شرق الاسماعيلية، وزير النقل والصناعة الفريق كامل الوزير، فور وصول أول قطار إلى سيناء وعبوره قناة السويس من محطة الفردان خلال الساعات القليلة الماضية. وأعلن الوزير تشغيل قطار الركاب في خط سكة حديد الفردان ـ بئر العبد مجانا لمدة أسبوع احتفالا بانتصارات أكتوبر/تشرين الأول. وقد انطلق التشغيل التجريبي لقطارات السكك الحديدية على خط «الفردان – بئر العبد» بطول 100 كيلومتر، ضمن تنفيذ ممر «العريش ـ طابا» اللوجيستي المتكامل الذي يبدأ من ميناء العريش البحري حتى منفذ طابا البري ويربط بينهما خط سكك حديد «العريش ـ طابا».

اخرسوا

على مواكب التطبيع العربية، أن تتوقف فقد ثبت للعالم، كل العالم، أن الكيان الصهيوني ممثلا في إسرائيل دولة إرهابية، وأن كل من يدعم هذا الكيان يمارس أسوأ أنواع الإرهاب، على حد وصف فاروق جويدة في «الأهرام»، وهو إرهاب الدول. على الشعوب العربية أن تفيق من غفوتها التي طالت، وتدرك أن إسرائيل لا تعترف بشيء يسمى السلام، وأن كل ما مضى من وعود بالسلام كان أوهاما صدقها العرب، وأن اتفاقات أوسلو كانت كسبا للوقت. إن الأعمال الإرهابية التي مارستها إسرائيل في غزة ثم في لبنان، ثم تدمير وتفجير وسائل الاتصال، كل هذه الأشياء تؤكد أننا أمام عصابة إرهابية، وأنه لا مستقبل للسلام أمام هذه الوحشية. وقد تكشفت كل الحقائق أمام العالم، وعلى الشعوب العربية أن تعيد حساباتها، وتضع قائمة سوداء لكل من يروج لهذه الأكاذيب. في زمن مضى، كان هناك ما يشبه الانقسام بين الشعب الإسرائيلي، وكانت هناك أسماء تتحدث عن السلام في حزب العمل، ولم يكن الإجماع على الإرهاب بالصورة التي نراها الآن، بحيث أصبح من الواضح أننا أمام مجتمع إرهابي يجد من يدعمه ويؤيد أهدافه.. ولهذا فإن قصص السلام والمطبعين العرب أصبحوا عبئا ثقيلا على الشعب الفلسطيني الذي ما زال يحارب على أرضه ويدفع الثمن كل يوم.. لقد راهن أنصار التطبيع سنوات في انتظار سلام لن يجيء وعليهم الآن أن يدركوا أن مشروع إسرائيل في المنطقة لا يسعى للسلام، وأننا أمام عصابة متوحشة ولن تتراجع عن أهدافها.

ثمن غرورها

بعد خمسين سنة بالضبط في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 دفعت إسرائيل ثمنا باهظا آخر من ثغرة الغرور نفسها. فوجئت في ذلك اليوم، قبل عام، بأوسع هجوم من المقاومة الفلسطينية داخل غلاف غزة، على غير توقع أو انتظار. كان ذلك حسب عبد الله السناوي في «الشروق»، فشلا استخباراتيا وعسكريا ذريعا، هز ثقة المجتمع الإسرائيلي في نفسه، كما في مؤسستيه العسكرية والأمنية. بدت إسرائيل عاجزة تماما عن الدفاع عن نفسها، دون دعم أمريكي كامل وشامل. كانت تلك رسالة إلى الإقليم كله، إذا كانت لا تستطيع أن تحمي أمنها الداخلي، فكيف يكون بوسعها أي ادعاء بقدرتها على حماية الآخرين؟ لم يكن مسموحا أمريكيا أن تُهزم إسرائيل، أو أن تفقد قدرتها على إخافة ما حولها. أطلقت يدها في غزة تنكيلا وانتقاما من مواطنيها المدنيين، في ما يوصف دوليا بـ«حرب إبادة» لا مثيل لها في التاريخ الإنساني الحديث لاستعادة هيبتها المنتهكة كممثل أصيل للاستراتيجية الغربية في المنطقة. جرت تظاهرات واحتجاجات في أنحاء العالم تندد بجرائم الحرب، التي ترتكب دون رادع من قانون دولي بغطاء أمريكي سياسي واستراتيجي شبه مطلق. بدأت الهزيمة الأخلاقية تلقي ظلالها الداكنة على المستقبل الإسرائيلي. تراجعت إلى حد كبير تبعات الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت بإسرائيل في الحرب على غزة لعاملين رئيسيين، الدعم الأمريكي المطلق والتخاذل العربي المروع، رغم ذلك فإنها لم تنتصر على أي نحو. في نهاية المطاف، الحروب تقاس بنتائجها السياسية. كان الفشل الإسرائيلي ذريعا رغم ما لحق بغزة وأهلها من تقتيل جماعي وتدمير شبه كامل لمبانيها وبنيتها التحتية، وتشريد نحو مليوني فلسطيني. لم تنجح إسرائيل طوال عام كامل من حسم أي من أهدافها المعلنة، لا اجتثت «حماس»، ولا بدا أنها سوف تنجح في منع عودتها لحكم غزة مجددا. لا استعادت رهائنها وأسراها ولا عقدت اتفاقا يسمح بوقف إطلاق النار وفق تفاهمات متبادلة. طلبت نصرا مطلقا لم يكن في مقدورها وطاقتها.

غرور المهزوم

بفائض غرور آخر، فتحت «إسرائيل» جبهة قتال جديدة في الجنوب اللبناني تحت اسم «سهام الشمال» دون أن تتعلم شيئا من تجربتها المريرة في حرب (2006). لم تضع في اعتبارها استخلاصات تقرير «فينوغراد»، الذي استغرق نحو عامين في تقصى أسباب هزيمتها في تلك الحرب. من ثغرة الغرور، وفقا لعبد الله السناوي وقعت مجددا في مستنقع الجنوب. وسعت نطاق المواجهات في ما جيشها منهك بعد حرب طويلة في غزة واقتصادها يتآكل ويفقد قدرته على الصمود. لم تكن مصادفة أن يقول زعيم حزب الله حسن نصرالله، في خطابه الأخير: «بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان»، وقد ثبت أن المقاومة أعدت لهذا اليوم على مدى ثمانية عشر عاما بكل جدية. ما أغوى إسرائيل بالحرب على لبنان ما تلقته في التوقيت نفسه من حزم مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة (8.7) مليار دولار. رغم ما لحق بحزب الله من ضربات يصعب تحملها من اختراقات لشبكة اتصاله واغتيالات لأعداد كبيرة من قيادته، ونزوح أكثر من مليون لبناني بيئته الحاضنة، إلا أنه أثبت في الميدان أن التوغل البري لن يكون نزهة. وقد انتفت بأسرع مما كان متوقعا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعاوى غروره، بأنه بصدد إعلان شرق أوسط جديد يفرضه على كل اللاعبين الإقليميين بلا استثناء، مع الضربة الصاروخية الإيرانية المتأخرة، حيث بدا مهزوزا بعدما كان قبلها مباشرة ينتفخ غرورا.

الضاحية على خطى رام الله… ولعنة الخذلان تتحول لوصمة ستلاحق إنسان القرن الواحد والعشرين

كان القفز من قطاع غزة إلى الجنوب اللبناني تهربا لدواع سياسية من استحقاق وقف إطلاق النار بصفقة تبادل الأسرى والرهائن. أضيفت إلى مهام الحرب، إعادة (750) ألف نازح إلى مستوطناتهم في الشمال الإسرائيلي وتقويض القدرات الاستراتيجية لحزب الله دون أن يكون ذلك ممكنا، أو موثوقا في قدرة إسرائيل على تحقيقه. حظيت العمليات العسكرية في الشمال بما يشبه الإجماع في المجتمع الإسرائيلي، لكنه مرشح للتراجع تحت وطأة الخسائر البشرية الفادحة. المأزق الحقيقي أنها استبدلت طلب إعادة الأسرى والرهائن بطلب آخر يصعب تحقيقه وهو إعادة النازحين إلى مستوطناتهم، دون أفق سياسي يعمل على التهدئة في الجبهات كافة. لا توجد لدى الحكومة الإسرائيلية أي تصورات لليوم التالي، لا في غزة ولا في لبنان.

ليست الأخيرة

هي الحرب الأخيرة الجارية الآن بين المقاومة العربية ـ الإسلامية في فلسطين المحتلة ولبنان واليمن والعراق من جهة، وإسرائيل وأمريكا والغرب الأوروبي المتواطئ مع تل أبيب من جهة أخرى.. لن تكون الأخيرة في مسار الصراع الوجودي بيننا وبين الصهيونية، إنما الأخيرة من وجهة نظر أحمد عادل هاشم في «المشهد»، في ظل النظام الأمني السائد حاليا في الإقليم.. نظام أمني قائم على هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على مصير العرب (الثروة ـ الجغرافيا)، بعصا صهيونية، لا تعرف سوى الجرائم والذبح والحرق والتدمير.. نظام أمني كل وحداته السياسية خائفة من حالة «الأمن» في الإقليم.. نظام أمني إقليمي استنفد مبررات وجوده، وحان وقت تغييره بالقوة، طالما أن التفاوض السلمي لا يلبي أهداف نتنياهو في السيطرة على الشام الكبير والانتشار من المحيط للخليج، ولا يوفر الطمأنينة للعرب، ويهدد دول الخليج بفزاعة إيران، ويفشل في وقف المذابح في السودان والدمار في اليمن، ومآلاته قد تنذر بتقسيم سوريا، واتفاقيات الدفاع المشترك بين العرب باتت حبرا على ورق.. المغرب العربي الكبير يشكو هو الآخر من «الحالة الأمنية» التي تؤجج نيران الصدام بين المغرب والجزائر.. حالة أمنية شطبت ليبيا من الخريطة السياسية العربية (مؤقتا)، تفتح الباب لتيارات العنف الديني في بغداد ودمشق، للانقضاض على الدولة تحت شعارات هائمة يستحيل الإمساك بملامحها الوطنية. اليمين الصهيوني بقيادة نتنياهو، يعتبر أن تلك الحرب هي الأخيرة له لتحقيق «حلم» مشروع الهيمنة المتمثل في القضاء على المقاومة وتفريغ غزة من سكانها وتهجيرهم، وابتلاع الضفة بالمصادرة والمستوطنات ثم الالتفاف إلى صنعاء وبغداد، قبل أن يحط أقدامه في الرياض.. ولأن إسرائيل تفهم الجغرافيا بالأمن، وتفهم الأمن بالقوة والغطرسة، فإن الحرب الدائرة الآن لابد أن تكون الأخيرة لها في ظل هذا النظام الأمني، الذي يؤخر كثيرا المشروع الصهيوني في الهيمنة (كما يعتقد اليمين الديني هناك).. إسرائيل تدرك أنها حرب التسوية بالقوة لفرض اتفاقات سياسية تُمَكِنْ نتنياهو من تعليق خريطة الشرق الأوسط التي يحلم بها على حائط الكنيست.. والظرف الاستراتيجي العام يمنحه فرصة، ربما تكون الأخيرة.

فرصة طهران

هي أيضا الحرب الأخيرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية للبقاء والوجود، بما يُفشِل المشروع الصهيوني برمته، أو الفناء (إلى حين) وخسارة كل شيء كما أخبرنا أحمد عادل هاشم، الأرض والسلاح والحضور السياسي.. كذلك هي حرب أخيرة لإيران في ظل هذا النظام الأمني الذي تأسس في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الثاني 73.. إذا صمدت المقاومة ولم تنكسر، فإن طهران تتقدم إلى موقع جيوسياسي، يمكنها من حل مشاكلها مع الغرب وفرض حضورها المؤثر في أي تسويات سياسية مقبلة، وفرض إشراك المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مفاوضات التسوية الأخيرة.. وإذا فرض نتنياهو إرادته السياسية بقوة السلاح، فإن إيران أمام مصير مجهول ينذر بعواقب وخيمة. هي الحرب الأخيرة بالنسبة للأردن في ظل هذا النظام الأمني القائم في المنطقة.. انتصار نتنياهو يعني الانتقال إلى مخطط تهجير سكان الضفة الغربية إلى المملكة الهاشمية، ما يؤدي إلى انفجار الأوضاع هناك ويهدد بزوال المملكة ذاتها، خصوصا إذا ما اشترط نتنياهو في التسوية المقبلة بعد وقف النار في كل الجبهات، إكسابه مشروعية حق التدخل بالقوة في أي دولة عربية تحتضن المقاومة، أو حتى تحرض على إسرائيل. شرط قد يفضي بالضرورة إلى سن تشريعات في بلاد العرب تعاقب أي وكل خطاب كراهية وعداء لإسرائيل. هي الحرب الأخيرة للداخل المحلي اللبناني أيضا، بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، اللذين تشكلا قي أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. كلاهما يسعى إلى إلغاء الآخر إلى مستوى الصراع حتى النهاية، ولو كانت النتيجة ذهاب البلاد إلى المجهول.. هي الحرب الأخيرة التي تنتظر نتائجها بفارغ الصبر النخب السياسية المعادية لحزب الله، فالحزب هو قائد تيار الثامن من آذار، الرافض للمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي بترويض لبنان ونزع سلاح المقاومة منها، مع وعود بإعادته إلى سابق عهده، باريس الشرق.. فإما نهاية سلاح حزب الله والخلاص من أكبر مشاكل «الدولة»، وإما استمراره ووجوده بنصوص قانونية ملزمة في التسوية المقبلة نقطع الطريق على مشروع «باريس الشرق» الذي تروج له النخب في قوى 14 أذار التي تضم حزب الكتائب، الذي سبق أن قاتل إلى جانب إسرائيل في مواجهة الفلسطينيين، ولا تمانع فيه إسرائيل باعتباره الحل الأمني المستدام لها في جبهتها الشمالية.

الضفة تعاني أيضا

في الثالث والعشرين من يونيو/حزيران 2002 أطلقت قوات الاحتلال عملية جديدة على الضفة الغربية، تحت اسم «الضغط الخانق»، استهدفت مدينة نابلس والقرى الفلسطينية والمخيمات المحيطة بها، كان في مقدمتها مخيما بيت فوريك وبلاطة، واستمر الجنود الإسرائيليون ماكثين في المدينة وما حولها نحو شهرين، تم خلالها اغتيال ستة من عناصر كتائب الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) وعضو ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، وكانوا يداهمون البيوت ويفتشونها بشكل يومي. وبعد نحو أربع سنوات، وتحديدا في يوليو/تموز 2006، كما أخبرنا الدكتور عمار علي حسن في «الوطن»، أرسلت إسرائيل نحو 50 مدرعة، لتحاصر مبنى محافظة نابلس، ومجمع السلطة الفلسطينية، وبعض مباني الأمن والسجن المركزي، ثلاثة أيام. وخلال عملية الاقتحام هذه اشتبك مقاومون مع قوات الاحتلال، فاستشهد 7 فلسطينيين وأصيب 67 آخرون، من بينهم 27 طفلا، ودمر الاحتلال ستة مبانٍ تابعة للسلطة الفلسطينية. وفي 31 مارس/آذار 2022، أطلقت إسرائيل عدوانا جديدا على الضفة الغربية تحت اسم «عملية كاسر الأمواج» للحد من عمليات المقاومة. ركز الاقتحام على مدينتي جنين ونابلس، استُخدمت فيه الطائرات المسيرة، في خطوة لم تعهدها مدن الضفة منذ عملية السور الواقي، لاسيما أن الجيش الإسرائيلي حشد للعملية 25 كتيبة من المشاة، والقوات الخاصة، المكلفة بالتصدي للمقاومين واعتقالهم، وعناصر من سلاح الجو للرصد والمراقبة، ليصبح قوام القوات جميعا 5 آلاف جندي، و8 آلاف شرطي. لم تعلن القوات الإسرائيلية عن انتهاء هذه العملية رسميا، لتشهد المنطقة تصعيدا مستمرا، زادت فيه الاعتداءات والاعتقالات للفلسطينيين عن حدها، فما كان من المقاومة إلا أن ردت بسلسلة عمليات شنّتها في الضفة الغربية، كان من أبرزها عملية إطلاق نار يوم 7 أبريل/نيسان في شارع «ديزنكوف» في تل أبيب، نتج عنها مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 14 آخرين بجراح متفاوتة.

رعب المخيمات

فى 28 أغسطس/آب 2024، وبالتوازي مع اعتدائها على قطاع غزة أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية اسمها «المخيمات الصيفية»، التي ما زال يذكر الدكتور عمار علي حسن بداية تفاصيلها، فضلا عن معاناة أهلنا هناك، حيث هوجمت وحوصرت مدن جنين وطولكرم وطوباس، وبعض بلدات شمالي الضفة، لمطاردة مقاومين فيها، وهي عملية كبرى إلى درجة أن إسرائيل وصفتها بأنها الأوسع منذ عملية «السور الواقي» عام 2002، حيث شارك فيها لواء للمشاة (كفير) وأربع كتائب تابعة لحرس الحدود، ووحدات من قوات النخبة والهندسة العسكرية والمستعربين، وضباط من جهاز الأمن (الشاباك) يدعمهم سلاح الجو، بمروحيات عسكرية ومقاتلات ومسيرات. وعمدت قوات الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية لمخيم جنين، وقطعت الطرق المؤدية لمستشفى ابن سينا، بعد أن طوقته بسواتر ترابية، وأغلقته تماما، وحاصرت مستشفى خليل سليمان، وأخلت مستشفى جنين الحكومي بعد تدقيق هويات الموجودين فيه. وتم اقتحام مخيم شعفاط في القدس، وأغلقت مداخله. ودمر الإسرائيليون خط المياه الرئيسي لمخيم نور شمس في طولكرم، وفرضت حصارا عليه. وردت عدة فصائل مقاومة بعملية سمتها «رعب المخيمات»، فأطلقت النار على جنود الاحتلال، واشتبكت مع بعضهم في بعض النقاط، واستهدفت آليات عسكرية. وارتقى في هذا الصد 11 شهيدا في الساعات الأولى أغلبهم ينتمون إلى المقاومة، بعد استهدافهم بالمسيرات. وآخر حادث وقع يوم الجمعة الماضي، حيث أغارت إسرائيل بطائرة «إف 16» على مقهى شعبى في طولكرم وقتلت 18 مواطنا فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وعجائز بدم بارد.

ملهم إلا للعدو

ويظل أكتوبر/تشرين الأول العظيم «بعد أكثر من نصف قرن» هو النصر الملهم الذي ينبغي أن لا تغيب أبدا دروسه الرائعة عن وطن يعرف كيف يقهر أعتى التحديات، وعن شعب هو الذي علَّم الدنيا كيف يصنع الحضارة وكيف يدافع عنها، وعن جيش كان على الدوام عنوانا لوحدة وطنية صمدت لكل المؤامرات ومثالا للتفوق العسكري، الذي ما زال يتم تدريسه في أرقى الأكاديميات العسكرية العالمية حتى اليوم.كان الصمود العبقري في 9 و10 يونيو/حزيران كما يرى جلال عارف في «الأخبار»، هو أول رد على الهزيمة، وكان إعلانا صريحا بأننا تلقينا ضربة هائلة لكننا لم ولن ننكسر. ومن اليوم التالي كنا نعيد البناء ونستعد للثأر. وبعد أيام كانت معركة رأس العش ثم جاءت ضربة إغراق المدمرة «إيلات» أمام شواطئ بورسعيد، ليدرك العدو أن مصر ستظل هي القلعة الصامدة أمام الأوهام الصهيونية ولو طال الطريق وتعددت التضحيات. ما زلت أذكر مشاعر الأسى حين علمت لأول مرة «خلال اجتماع سياسي محدود»، أن أمامنا ثلاث سنوات لنستكمل عملية إعادة بناء قوتنا العسكرية. كان الكل يريد الثأر في أسرع وقت، وكنا ندرك قسوة الانتظار، لكننا كنا أيضا نثق في النصر المقبل الذي يستحق كل التضحيات، وكنا نواكب كيف لم تهدأ المدافع مع حرب الاستنزاف العظيمة التي خاضها جنودنا وهم يسددون الضربات للعدو الذي كان يحاول «بكل الطرق» أن يمنع استكمال جيشنا لاستعداده ليوم العبور. كانت سنوات صعبة على الجميع، لكن الإنجاز كان رائعا، وصمود الشعب كان مثاليا، وقتال جنودنا جعل من حرب الاستنزاف طريقنا إلى أكتوبر العظيم.

الفاشيون الصهاينة

واصل جلال عارف رصد منجزات «العبور»: أنجزنا المهمة، واستعد جيشنا للعبور، لكن رحيل عبدالناصر وما تلاه من أحداث أجَّل يوم الثأر. كانت هذه السنوات هي الأصعب داخليا وخارجيا. ومع ذلك تحمل الشعب كل الظروف، واستطاع جيشنا العظيم أن يواكب ما كان ينهال على العدو من أحدث الأسلحة، وأن يستكمل كل أدوات العبور، وأن يبتكر بـ«العلم» كل الحلول لهدم خط بارليف ولإبطال أنابيب النابالم، وأن يكون جاهزا في 6 أكتوبر/تشرين الأول ليحقق الثأر ويُلقن العدو الدرس الذي لن ينساه أبدا ويلحق به الهزيمة التي كشفت زيف ما روَّجه العدو عن تفوق جيشه الذي كاد قادته يعلنون الاستسلام لولا التدخل الأمريكي الذي جاوز كل الحدود. يأتى عيد أكتوبر/تشرين الأول العظيم هذا العام والمنطقة كلها على فوهة بركان مع حرب الإبادة التي شنها العدو الإسرائيلي على غزة، والتي ينقلها الآن إلى لبنان الشقيق، وسط صمت دولي وتواطؤ أمريكي عرفناه نحن مبكرا في حرب أكتوبر/تشرين الأول وما قبلها. تأتي الذكرى العظيمة ونحن نعيش في رحاب أكتوبر المنتصر، ومع دروسه الباقية في ذاكرة الوطن. أعلامنا مرفوعة دائما وأبدا على كل شبر من سيناء، التي تحررت بالدم وبأغلى التضحيات في أكتوبر، نعرف جيدا أن وحدتنا الوطنية هي سياج الأمان، وأن جيشنا هو جيش أكتوبر القادر على مواجهة كل التحديات، وأن قرارنا بأيدينا، وقوتنا هي التي تحمي وتردع، ودعمنا للأشقاء لا يهتز، ويقيننا كامل بأن العدوان الهمجي الإسرائيلي سينهزم حتما مهما لقي من دعم غربى أو تواطؤ أمريكي. يعلمنا أكتوبر العظيم أن الشعوب ستنتصر، وأن القوة الغاشمة في يد الفاشيين الصهاينة قد تفوز بجولة، لكنها تنهزم في النهاية. سيصمد لبنان ولن ينكسر، وسيدرك العالم أنه لا سلام ولا أمن في المنطقة إلا بدولة فلسطين على كامل حدودها.

قوتها خرافة

هل المخابرات الإسرائيلية أسطورة؟ يجيب عماد الدين حسين في «الشروق» بالنفي.. بالطبع سبب إثارة السؤال هو النجاحات التي حققتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، والتي توجتها باغتيال حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني.. مجمع الاستخبارات الإسرائيلي كان يصنف نفسه باعتباره من بين الأقوى عالميا، وتخدمه في ذلك عمليات ترويج وتسويق واسعة النطاق لعبت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية دور الراعي والمروج والمضخم عبر العديد من الوسائل من أول السينما والدراما، نهاية بالإعلام مرورا بالمساعدات الفنية والبشرية والمعلوماتية. الموساد حقق نجاحات كثيرة، لكنه سجل إخفاقات كثيرة، أهمها المفاجأة الكبرى بحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول المجيدة عام 1973، وآخرها مفاجأة عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، التي وجهت ضربة قاضية إلى هذه الأجهزة دفعت العديد من مسؤوليها إلى تقديم استقالاتهم، أو الاعتراف بتقصيرهم. في الأسابيع الأخيرة تمكنت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من اغتيال العديد من القادة، وعقب هذه العمليات بدأنا نسمع موجة من الإشادات العالمية والغربية خاصة، بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، التي تمكنت من اختراق حزب الله تماما، وإيران إلى حد ما، وإن كانت هذه الأجهزة فشلت في الوصول إلى معظم قادة حماس في قطاع غزة. ما الذي يدفعنا إلى الادعاء بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليست «أسطورة»؟ لولا الدعم الأمريكي والغربي والدولي لإسرائيل، ما تمكنت أجهزة استخباراتها من تحقيق العديد من النجاحات خصوصا الأخيرة.

أدلة ضعفها

قبل الضربة الإيرانية الصاروخية أعلنت إسرائيل وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها أن الضربة الإيرانية ليست وشيكة، وبعدها بلحظات أعلنت الولايات المتحدة أن الضربة وشيكة، وهو ما حدث بالفعل، الأمر الذي كشف عن أن أمريكا ربما حاولت أن تبعث لإسرائيل برسالة محددة، وهي أن معلوماتها هي الأدق، وأنه لولا مساعدتها لتعرضت إسرائيل للحرج وربما للانكشاف. الدليل الثاني حسب عماد الدين حسين بشأن تواضع قدرات إسرائيل الاستخباراتية، ذكره العديد من الصحف الأمريكية والغربية، ويتمثل في أن واشنطن أعادت تموضع إسرائيل في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية وتوزيع مناطقها العسكرية، لتصبح في مكان يسمح لها بتلقي معظم المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، وكذلك معلومات من «الناتو» وبعض الوكالات الحليفة لواشنطن، وهذا الأمر يعني أنه من دون هذه المساعدات والمعلومات ما كان يمكن أن تحقق الأجهزة الإسرائيلية هذه النجاحات. الدليل الثالث أن إسرائيل بكل ما تملكه من أجهزة استخباراتية تزعم أنها أسطورية لم تستطع الوصول إلى معظم قيادة حركة حماس. الدليل الرابع أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أعلنت أكثر من مرة أنها اعترضت الصواريخ المتجهة إلى إسرائيل والمقبلة من إيران، أو اليمن أو لبنان، وأن أجهزة المراقبة والتنصت الإلكتروني وفرت العديد من المعلومات الاستخباراتية لإسرائيل. ثم إن أحد أسباب قوة الأجهزة الإسرائيلية أن الأجهزة الأخرى التي تواجهها ليست بالقوة التي كان كثيرون يتصورونها. وأخيرا علينا جميعا أن نتذكر أنه قبل 51 عاما من اليوم وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وجهت المخابرات المصرية ضربة قاضية إلى المخابرات الإسرائيلية في حرب أكتوبر المجيدة، ثم جاءت ضربة 7 أكتوبرالفلسطينية من العام الماضي، وبالتالي فهذه الأجهزة قابلة للاختراق، وليست أسطورية، كما تزعم. المهم أن تكون هناك مواجهة جادة وعلمية وعملية وتقنية لها وليس مجرد بيانات إنشائية، كما تفعل بعض الأطراف التي تواجه إسرائيل الآن.

مفيش تقسيط؟

أصابت وفاء بكري في «المصري اليوم» وعكات صحية متتالية، استلزمت معها مجموعة من التحاليل والأشعات والتردد بكثرة على الصيدليات، ولأنها لا تملك تأمينا صحيا على الأدوية، حمدت الله على أن ما تستخدمه من أدوية تجد البدائل لها، فما تستخدمه أدوية محلية، وهي خاصة بأمراض عادية وليست مزمنة لا قدر الله. أعان الله كل من يتردد على صيدليات مصر حاليا، التي باتت «خاوية على عروشها»، إلى جانب الأثمان الباهظة التي نسمعها داخلها عند صرف «روشتات». منذ أسبوعين كان آخر تردد لي على الصيدليات لصرف روشتة طبيب العظام لـ7 أصناف دفعة واحدة، كـ«علاج مؤقت» لمدة شهر لانزلاق غضروفي في الرقبة ومشكلة في الركبة، دخلت الصيدلية وكلي أمل ألا تتعدى قيمة الروشتة 500 جنيه على الأكثر، مثل كل روشتة «عادية» أصرفها حاليا، لأتفاجأ بأن المطلوب مني لعلاج الشهر نحو 3 آلاف جنيه، بخلاف مطالب أخرى للمستلزمات الطبية، وصلت إلى نحو 900 جنيه، فتذكرت إحدى السيدات عندما سألت صيدلانيا وهي في حالة يأس شديد: «معندكوش تقسيط»، ليرد عليها الصيدلي بـ«الإيجاب»، وكان واضحا أنه اعتاد على هذا الأمر، خاصة أنه يعمل في سلسلة صيدليات كبرى، ولكن مع الأسف لم يكن في إمكاني فعل ذلك، واضطررت لدفع القيمة كاملة، فـ«دوائي» كان متوفرا في صيدليات لا تستخدم «التقسيط»، وفي دردشة شخصية مع الدكتور عمرو جوهر، استشارى الجلدية المعروف وزميل الكلية الملكية البريطانية، أكد أن الحكومة البريطانية مثلا على الرغم من أزمتها الحالية، ما زالت، في نظامها الصحي القومي، تتفاوض مباشرة لشراء الدواء لها، ثم تقديمه للمواطن ولأي مقيم قانوني، بل وغير قانوني كحالات الطوارئ ومصابي فيروس نقص المناعة (الإيدز)، على الرغم من أنه خارج النظام المقدم للمواطن، وشركات «الأدوية» نشاطها تجاري وهو أمر طبيعي في دول العالم، ولكن هنا يجب أن يتم التأكيد على عدم استغلال حاجة الناس للتلاعب بهم، لأنه مهما كان النظام الصحي في أي دولة، فـ«التجارة» في الأدوية من أساسياته. رأي الدكتور عمرو، يفتح بابا للتساؤلات حول دور الحكومة المصرية في إنتاج الأدوية، وما هي الأدوية التي تصدرها الحكومة، في آخر تصريحات لرئيس الوزراء، أكد أنه ليس سعيدا بالأسعار المرتفعة، ولكنه مضطر إليها، ولا أعرف ما سبب الاضطرار لأسعار الدواء المرتفعة ونحن نصنعها محليا، لقد باتت صحة وحياة المصريين «على المحك».

رائحة مبارك

عاد وزير المالية المصري السابق الدكتور يوسف بطرس غالي إلى المشهد السياسي المصري بعد سنوات من الضباب. عودته أثارت، حسب سناء السعيد في «الوفد»، ردود فعل متباينة، بعد أن تم إدراجه وفق قرار رئاسي ضمن التشكيل الجديد للمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية. ويعد هذا أول منصب رسمي للدكتور غالي في البلاد، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. الجدير بالذكر أن المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية هو مجلس استشاري يتبع رئاسة الجمهورية المصرية مباشرة، ويختص بدراسة حسن استخدام موارد الدولة واقتراح السياسات الاقتصادية وذلك وفق قرار إنشائه في عام 2015. تباينت ردود الفعل حول عودته. بيد أن الأغلبية مالت إلى تأييد العودة بوصف الدكتور غالي أحد أبرز الوجوه الاقتصادية، وباعتباره أوصل البلاد إلى معدل نمو يزيد على 7%، بالإضافة إلى قدرته على الحفاظ على مؤشرات جيدة للاقتصاد المصري، مع حفظ قيمة العملة المحلية «الجنيه». وكان الدكتور غالي من أبرز وزراء المجموعة الاقتصادية المقربة من الرئيس السابق حسني مبارك حيث كان وزيرا للمالية قبل اندلاع الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم مبارك بعد نحو ثلاثين عاما على رأس السلطة في مصر. قضى الرجل سنوات في أضابير المحاكم والقضاء، حيث وجهت له اتهامات بالفساد المالي قبل أن تبرئه المحاكم المصرية من الاتهامات كافة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تمت تبرئته من قضية اللوحات المعدنية، وفي عام 2023 تمت تبرئته من التربح واستغلال النفوذ.

بقرار من السيسي

رحب الكثيرون كما أخبرتنا سناء السعيد بعودة يوسف بطرس غالي للمشهد الاقتصادي في مصر، ورأى هؤلاء أن قرار عودته قرار صائب، لاسيما وهو رجل اقتصادي محترف، ويؤكد ذلك منطق الأرقام حول الإنجازات التي حققها خلال وجوده كوزير للمالية في حكومات مبارك المتعاقبة. ورأى آخرون أن القرار الجمهوري بعودته إلى ساحة الاقتصاد مفاجأة من العيار الثقيل، إذ أن بطرس غالي وزير مالية مصر سابقا، وواحد من الكوادر الاقتصادية العالمية، كما أن خبرته لا تقدر بثمن. إن عودته إلى المشهد اليوم، وإعادة تعيينه بقرار جمهوري عضوا في المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية، خبر مهم، وسوف يكون علامة فارقة بالنسبة للاقتصاد المصري. ولا شك أن العهد الذي عمل فيه في حكومات الرئيس مبارك من قبل، يختلف كليا عن الأوضاع الاقتصادية الحالية، سواء بالنسبة لحجم الديون الخارجية والداخلية، أو الظروف الدولية، أو حجم الالتزامات الدولارية، بسبب الأنشطة والمشروعات الحالية، فضلا عن الأزمات الدولية والتحديات التي تواجه الاقتصاد عامة، وهي تحديات كثيرة. بيد أن الدكتور بطرس غالي يظل هو المسؤول المشهود له بالكفاءة في جميع المناصب السابقة التي شغلها، لاسيما أن دعوته من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم للعودة إلى ساحة العمل، هي دعوة للمشاركة في مجلس اقتصادي وليس في منصب تنفيذي. وفي معرض التعليق على المجالس الاستشارية قال خبير اقتصادي: (إن المشكلة الحقيقية تكمن في مدى فاعلية هذا النوع من المجالس الاستشارية التي غالبا ما يتم تجاهل آرائها). ولذا فإن المحك الرئيسي اليوم يكمن في تفعيل دور هذه المجالس، والأخذ بآرائها خاصة وهي تضم كفاءات اقتصادية كبيرة من الممكن أن تسهم في طرح بعض الحلول للخروج من الأزمات التي تواجه الاقتصاد المصري حاليا.

المصدر : القدس العربي – حسام عبد البصير

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.