على هامش معرض الكتاب الدولي ٢٠٢٤

د. هاني العدوان ….

 

تم يوم الخميس الفائت تم افتتاح معرض الكتاب الدولي لهذا العام الذي نظمه إتحاد الناشرين الأردنيين تحت الرعاية الملكية السامية في قاعة المعارض في مكة مول
لا ننتقص من جهود إتحاد الناشرين الأردنيين فقد بذلوا اقصى طاقاتهم لإنجاح المعرض ووفق المخصصات وما يدخره الإتحاد من أموال ، نشكرهم على جهودهم الفردية اذ تنامى إلى مسامعي ان هناك عزوفا من قبل المؤسسات الرسمية التي يجب ان تكون داعمة بإمتياز للحركة الثقافية الاردنية بدون تسمية
بداية أتمنى على إتحاد الناشرين وهو المطلع تماما على النشاط الذي تبذله كافة مؤسسات أي دولة يقام فيها مثل هذا المعرض سنويا ، وكيف تتفاعل القطاعات الرسمية والشعبية لإنجاح مثل هذا المهرجان الوطني بإمتياز ، فهو أولا وأخيرا إنعكاس لصورة الدولة ثقافيا واجتماعيا
وسياحيا وحتى سياسيا أن يكون هذا المعرض الأخير الذي ينظمه ، ويلقي بالحمل على كاهل الجهة الرسمية الراعية للثقافة وزارة الثقافة حتى تتحمل مسؤولية نجاح او فشل المعرض
قبل خمس سنوات شاركت الأخوة في الجزائر الشقيقة إفتتاح معرضهم للكتاب الدولي بدعوة كريمة من وزارة الثقافة الجزائرية واطلعت عن كثب على تجاربهم الناجحة بإمتياز حتى صار معرض الكتاب الجزائري في طليعة المعارض الدولية ليس على المستوى العربي فحسب بل وعلى مستوى العالم
الجهة الرسمية المنظمة للمعرض هي وزارة الثقافة ، الجهات الراعية والداعمة والناشطة لإنجاح المعرض هي كافة وزارات ومؤسسات الدولة الجزائرية رسمية وشعبية ، سياسية واقتصادية ودبلوماسية واجتماعية وكأن المعرض بمثابة مهرجان وطني يعيش في خلد كل جزائري
التجربة نجحت نجاحاً باهراً، لأن المقصد أولاً وأخيراً من إقامة هذا المهرجان الوطني ليس ماديا بقدر ماهو ترويج لصورة الجزائر ، وارثها التاريخي والحضاري ، ماضيها التليد وحاضرها المزدهر
هو موسم سياحي تستعد له الدولة وتسعد باستقبال ضيوفها الذين يشعرون بقيمة المعرض عند الجزائرين، من الوهلة الأولى
التي تحط بها أقدامهم أرض المطار
وفود عديدة قدموا من بلدان مختلفة، يحملون ثقافات شتى يتم إستقبالهم بدرجة عالية من الود وحسن المعاملة التي يتلقونها وحتى طيلة مدة الإقامة إلى وقت المغادرة فيكون الإنطباع السائد لدى الزائر إيجابي بإمتياز تجاه الجزائر ومجتمعها الطيب
فمنذ إفتتاح فعاليات المعرض وطيلة أيامة وحتى آخر ساعة له ، يذهلك حراك مؤسسات الدولة وكأنها خلية نحل تنشط جميعها بتضامن تام لتأمين النجاح للمعرض وليس غيره ،لانه مسعى وطني لتحقيق أهداف سامية غاية بالأهمية بالنسبة للجزائرين ، تجد وزارة الخارجية تنشط دبلوماسيا ، وزارة الداخلية تنشط بما يعكس صورة البلد إنسانيا ، وزارة النقل تنشط بمسؤلياتها لتأمين حافلات تنقل المواطنين مجانا من كل الولايات الى أرض المعرض والعودة بهم ، وزارة التعليم تنتقل بإدارات وطلاب المدارس إلى أرض المعرض
الجامعات حدث ولا حرج ، مؤسسات الدولة جميعها يجب ان تكتنز مكتباتها من جواهر المعرض
في الجزائر ينتابك شعور أن هذا البلد العربي يعتز بثقافته وجذوره العربية الممتدة ، ويثير فيك حماسة العربي لحبهِ وتحيتهِ وتقديره والثناء عليه ويثير فيك الغيرة على وطنك بأن تحفل مؤسساته بعقول مثل هذه العقول التي تدير مؤسسات الجزائر
عتبنا كبير على مؤسسات وطننا في أردن النشامى أردن التاريخ والحضارة ، لماذا هذا القصور والعزوف عن دعم مثل هكذا مهرجان دولي
ان اقامة مثل هذا النشاط الوطني الكبير يجب أن يكون مميزا ويكون تنظيمه وإدارته من قبل الجهة الرسمية الراعية للثقافة أي وزارة الثقافة وهذا شأن كل الدول وبمشاركة إتحاد الناشرين والمؤسسات الثقافية وإلزام كافة مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية بدعمه حتى يكون بمستوى الاردن العظيم ومكانته وتاريخه وثقافته وحاضره سيما ونحن ننشط وندعم أي توجه يروجنا سياحيا ، فهذا المعرض لا يقل أهمية عن مهرجان جرش والمهرجانات الأخرى التي ينفق عليها ملايين الدنانير بل اكثر أهمية لنوعية المتافعلين والمشاركين والوفود الزائرة للمعرض وعلى رأسها أصحاب فكر وثقافة واقلام رائدة تحمل وطننا بكلمة وصورة حنونة صادقة وتبثها للعالم أجمع

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.