إسرائيل لأهالي الخان الأحمر: أقمنا مستوطنة على التلة القريبة.. ولن تناموا ليلكم

هاجر شيزاف ….

سكان البؤرة الاستيطانية التي أقيمت قرب قرية الخان الأحمر الفلسطينية في الضفة الغربية قبل شهرين، يهددون سكان هذه القرية ويمنعون الوصول إلى المدرسة في الطريق التي تمر قرب البؤرة. حسب سكان القرية، التي قام اليمين الاستيطاني في السابق بحملة واسعة من أجل إخلائها، يتهم سكان البؤرة الاستيطانية بعدم قانونية البناء في المكان.

وردت الإدارة المدنية على شكوى قدمتها “هآرتس” بأنه عند إقامة البؤرة وصل إليها ضباط وقاموا بجولة قبل إخلاء المباني فيها، لكن لم يصادق المستوى السياسي على ذلك حتى الآن. المسؤولان في المستوى السياسي عن إخلاء المباني في البؤر الاستيطانية هما الوزير سموتريتش وإدارة الاستيطان برئاسة يهودا الياهو. وكلاهما من مؤسسي جمعية “رغفيم”، التي عنيت بإخلاء قرية الخان الأحمر.

قدم المستوطنون خلال سنوات، من بينهم سكان “كفار أدوميم” القريبة من القرية الفلسطينية، التماسات لإخلائها بدعم سياسيين كبار. رفضت المحكمة في 2018 التماساً قدمه سكان القرية ضد نية هدمها وتمهيد الطريق لإخلائها؛ لأن المباني فيها غير قانونية. في المقابل، القرية مدعومة من المجتمع الدولي الذي ضغط على إسرائيل من أجل عدم إخلائها. الضغط نجح. وبعد عدة التماسات، رفضت المحكمة العليا في أيار 2023 التماس “رغفيم”. قبل القضاة ادعاء الدولة بأنه لم يكن بالإمكان إخلاء القرية في ذلك الوقت “لأسباب محدثة تتعلق بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية”.

البؤرة الاستيطانية الجديدة تبعد عشرات الأمتار عن بيوت القرية، وتقع على قمة تلة. زيارة إلى المكان أظهرت أن فيها حظيرة أغنام ومبنيين. حسب أقوال سكان الخان الأحمر، يسافر سكان البؤرة الاستيطانية عبر القرية ويوجهون الأضواء ليلاً على بيوتهم، ويمنعون الطلاب من السير في الطريق العادية المؤدية إلى المدرسة. حسب أقوال أحد سكان القرية، فقد هددوه ومنعوه من إقامة البناء في المكان الذي فيه بيته. “في كل مرة، يأتي مستوطن آخر إلى هناك”، قال عيد جهالين، وهو أحد سكان القرية. “قبل أسبوع، جاء موظف من الإدارة المدنية وقال إنه يريد مساعدتنا. قلت له: أنتم تسمحون لهذا المستوطن بالسكن هنا. ثم تأتي وتقول بأنك تريد مساعدتي؟”.

مدرسة القرية لا تخدم أولاد قرية الخان الأحمر فحسب، بل أولاد من تجمعات أخرى في المنطقة. “عندما نذهب إلى المدرسة، يقوم أحد سكان البؤرة الاستيطانية برشق الحجارة علينا ويطلب منا مغادرة المنطقة”، قال لؤي (14 سنة) وهو من تجمع “المهتوش”. حتى إقامة البؤرة الاستيطانية، تعود الطلاب على السير من القرية إلى المدرسة فوق التلة التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية. “كان السير يستغرق ربع ساعة في الأيام العادية، أما الآن فيستغرق نصف ساعة”، قال طالب آخر. “يقف هناك ويبدأ بتصويرنا”. وقال سكان القرية إنهم استدعوا الشرطة عقب الأحداث، لكنها لم تساعد.

أحد سكان القرية الذي يسكن في بيت قريب جداً من البؤرة، قال إنه هو وأبناء العائلة لا يستطيعون النوم بسبب المضايقات. “هو (المستوطن) جاء وقال إنه المسؤول عن الأمن، وبأنه يحظر عليّ البناء هنا”، قال. “ما يحدث هنا هو ما حدث في شمال غور الأردن”. وتطرق إلى توجه طرد سكان قرى فلسطينية في مناطق ج أثناء الحرب على يد أعضاء بؤر استيطانية استوطنوا قرب التجمعات البدوية. وحسب معطيات “بتسيلم”، تم طرد 19 تجمعاً فلسطينياً بهذه الطريقة منذ بداية الحرب وحتى نهاية آب الماضي.

في السابق، أيد سياسيون يمينيون كبار إخلاء الخان الأحمر، من بينهم رئيس الحكومة نتنياهو، وأعلنوا لناخبيهم بأنه سيتم إخلاء هذه القرية. أصبحت القرية رمزاً سواء بالنسبة لليمين الاستيطاني أو للفلسطينيين والمجتمع الدولي. في إطار إدارة الالتماسات حول إخلاء قرية الخان الأحمر، اقترحت الدولة على سكانها خيارين لم يكونا مقبولين عليهم: الأول هو قرب قرية أبوديس-قرب مكب النفايات. والآخر قرب منطقة النبي موسى، التي أقيمت فيها محطة لتكرير مياه المجاري.

حسب أقوال عيد الجهالين، عندما زار موظف الإدارة المدنية القرية، عاد وسأله: لماذا لا ينتقلون إلى أبوديس؟ أجبته بأن هذه أراض خاصة. فأجابني: البديل الثاني قرب مفترق النبي موسى. وهو مكان عندما تمر قربه تغلق النافذة لتفادي الرائحة، لوجود محطة تكرير لمياه المجاري على بعد 300 متر. قلت له: إذا أردت اذهب واسكن هناك. أنا مستعد للسكن هناك إذا قبلت أن تكون جاري”.

من مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق”، جاء: “الجيش الإسرائيلي وضمنه الإدارة المدنية، هم المسؤولون عن إنفاذ القانون فيما يتعلق بالبناء غير القانوني في مناطق “ج”. وحدة الرقابة والضباط فيها يعملون على تنفيذ القانون. عملية تنفيذ القانون تتم وفقاً لتقدير الوضع العملياتي وبمصادقة من المستوى السياسي، لا سيما إدارة الاستيطان. البؤرة الاستيطانية مدار الحديث أقيمت قبل نحو شهرين قرب تجمع المباني غير القانوني في الخان الأحمر. عند إقامتها، وصل إليها ضباط في الإدارة المدنية وإدارة التنسيق والارتباط، وأجروا جولة تسبق إخلاء المباني. سيتم إخلاء المكان عند مصادقة المستوى السياسي على ذلك”.

 هآرتس 21/10/2024

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.