“نظر إلى الهدف وابتسم”.. حينما سقط 241 عسكريا أمريكيا في مطار بيروت

شبكة الشرق الأوسط نيوز : تعود للمرة الثانية ذكرى تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت في أجواء الحرب العنيفة التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان وتضاعف الحشود الأمريكية والقطع البحرية بالمنطقة.

قوات أمريكية وفرنسية وأخرى بريطانية كانت تمركزت في العاصمة اللبنانية بيروت صيف عام 1983 في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان وما تلاه من مجازر رهيبة وأعمال عنف دامية.

القوات الأمريكية كانت الأكبر وبلغ عددها 800 جندي من مشاة البحرية. عدة أطراف لبنانية بما في ذلك جماعات دينية اعتبرت التواجد الأجنبي بمثابة قوات احتلال.

 تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت:

في صباح يوم 23 أكتوبر عام 1983، قاد انتحاري شاحنة من طراز مرسيدس بنز صفراء اللون محملة بأطنان من المتفجرات. دارت الشاحنة عدة مرات في منطقة مطار بيروت الدولي حيث توجد المباني التي يتمركز بها مشاة البحرية الأمريكية، وبعد ذلك صدمت البوابة الرئيسة واندفعت في حين لم يتمكن الحراس الأمريكيون من إطلاق النار إلا متأخرا.

بعد ثوان قليلة انفجرت الشاحنة بما تحمل من متفجرات، وتم تدمير مبنى القوات الأمريكية بشكل كامل. قتل جراء الانفجار الهائل في المجمل 241 جنديا أمريكيا بينهم 220 من مشاة البحرية. أحد الحراس الأمريكيين الذين كانوا في المكان قال لاحقا أن قائد تلك الشاحنة “نظر إلي وابتسم”.

أسوأ يوم في تاريخ مشاة البحرية الأمريكية:

صحيفة “Military” المتخصصة في الشؤون العسكرية كتبت واصفة التفجير بأنه “كان أسوأ يوم لمشاة البحرية منذ معركة إيو جيما خلال الحرب العالمية الثانية (وقعت مع القوات اليابانية بين 19 إلى 26 مارس 1945). في وقت لاحق، قدر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حجم المتفجرات التي استخدمت في الهجوم الانتحاري بحوالي 9525 كغم.

بعد دقائق معدود من تفجير مقر القوات الأمريكية في مطار بيروت الدولي، نفذ هجوم انتحاري مماثل على مقر القوات الفرنسية في منطقة الرملة البيضاء ببيروت، ما أدى إلى  مقتل 58 جنديا فرنسيا.

قبل هذين التفجيرين الانتحاريين، جرى تفجير شاحنة صغيرة الحجم من طراز شيفروليه في مقر السفارة الأمريكية في بيروت في 18 أبريل عام 1983، ما أدى إلى مقتل 63 شخصا بينهم 17 أمريكيا بما في ذلك عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية.

بعد تفجير المقرين، رد الفرنسيون في أكتوبر 1983، بإطلاق عدة صواريخ على مواقع قيل إنها للحرس الثوري الإيراني في سهل البقاع.

الأمريكيون بدورهم أرسلوا المدمرة نيوجرسي إلى شواطئ بيروت في سبتمبر 1983، وتريثوا حتى 14 ديسمبر من نفس العام. في ذلك اليوم أطلقت هذه المدمرة 11 صاروخا على أهداف في ضواحي بيروت، ثم شنت طائرات انطلقت من حاملة الطائرات كينيدي غارات على أهداف في سوريا وفي لبنان.

عقب ذلك في نهاية العام أطلقت المدمرة نيوجرسي 300 قذيفة على مدى تسع ساعات متتالية على أهداف أخرى في سهل البقاع. هدأت الأوضاع نسبيا لاحقا، وبحلول فبراير من عام 1984، بدأت الولايات المتحدة في سحب قواتها من لبنان.

بعد 41 عاما، تغيرت الظروف تماما في لبنان والمنطقة، إلا أن الأوضاع بقيت متشابهة بدرجة غريبة. الأساطيل والقوات الأمريكية وسفن الحلفاء تحتشد في شرق المتوسط بهدف وحيد هو حماية إسرائيل فيما هذه بدورها تواصل حربا عنيفة وغير مسبوقة على غزة لأكثر من عام وتجتاح مجددا جنوب لبنان، ما يعيد الوضع تماما إلى الوراء. إلى ما يزيد عن أربعة عقود.

المصدر: RT

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.