**فادي السمردلي يكتب البهلوان السياسي**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
لقد أصبح “البهلوان” السياسي، بأدائه الاستعراضي ، سرطانًا يفتك بجوهر السياسة ويهدم أسس العمل الحزبي فبدلاً من أن يكون السياسيون رجال فكر وتخطيط، يتسمون بالثبات والجدية في مواجهة قضايا الأمة، تحوّل بعضهم إلى مهرجين يسعون وراء الأضواء وتلميع الذات، حتى لو كان الثمن انهيار مؤسساتهم الحزبية، بل وأحيانًا تدمير ثقة الشعوب بمستقبلها السياسي ويقوم هؤلاء البهلوانيون بتغيير مواقفهم ، ويتلونون حسب مصالحهم الشخصية، وكأن السياسة باتت مجالاً للتسلية ولإرضاء رغباتهم في الشهرة، وليست ساحة مقدسة تُبذل فيها الجهود لتحقيق العدالة وتلبية طموحات المجتمع.

إن هذا الاستعراض البائس يخلق أجواء من التشكيك داخل بعض الأحزاب نفسها، إذ باتت قياداتها الحزبية مشتتة بين من يُؤمن بالمبادئ ومن يرى فيها مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب آنية فيُصبح الحزب ملجأً لعابري السبيل بدل أن يكون مؤسسة متماسكة، متزنة، لها أهداف سامية تخدم الصالح العام فالبهلوان السياسي لا يؤمن إلا بالربح اللحظي، ويسحق المبادئ تحت قدميه في سبيل تحقيق مشهد إعلامي عابر. يتحوّل خطابه إلى مسرحية هزلية، فارغة من أي محتوى حقيقي، تُسهم فقط في إثارة الجدل وتشتيت الانتباه عن المشكلات الحقيقية ولعل الكارثة الأكبر تكمن في أن سلوك البهلوان السياسي هذا يجر وراءه مشاعر الإحباط والمرارة لدى المواطن المنتمي البسيط، الذي بات يرى في السياسة ، تلاعباً بالمصائر.

إن هذا النموذج البائس لا يؤدي فقط إلى تدمير أحزاب من يؤديها في الداخل، بل يُفرّغ الحياة السياسية من مضامينها، ويُحولها إلى ساحة للصراعات الشخصية والعروض السطحية، بدلاً من أن تكون مجتمعة من أجل تحقيق رؤية شاملة وواعية.
إن الأحزاب التي تترك الساحة لهذا البهلوان، تفرط بأمانتها أمام المجتمع، وتجعل من نفسها أضحوكة في عيون الناس، وتقضي على الأمل في التغيير ومن هنا، فإن البهلوان السياسي ليس مجرد خطر على حزبه فحسب، بل هو تهديد حقيقي لأي مشروع وطني، حيث يزعزع ثقة الناس في جدوى العمل الحزبي، ويدفعهم نحو الانعزال واليأس.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.