**فادي السمردلي يكتب:كرامة السياسي **

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_الاقوال*

تعد كرامة السياسي من أهم السمات التي تميزه وتحدد مصداقيته ومدى احترام الناس له فالسياسي ذو الكرامة يلتزم بمبادئه ويمارس السلطة بوصفها أمانة تتطلب المسؤولية والنزاهة، وليس مجرد وسيلة لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية فكرامة السياسي تتجلى في شجاعته للتعبير عن مواقفه بصدق، حتى لو كانت تلك المواقف غير شعبية أو عرضته لانتقادات، لأنه يرى أن التمسك بالحق أولى من محاولة كسب تأييد مؤقت أو شعبية سطحية.

السياسي صاحب الكرامة لا يخشى قول الحقيقة، ولا ينصاع للضغوط أو المغريات التي تهدد استقلالية قراراته، بل ينحاز دائماً للصالح العام ويضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية فهو يدرك أن النجاح السياسي الحقيقي لا يقوم على تضليل الناس أو استغلال مناصبهم، بل على بناء ثقة مستدامة تعتمد على الأفعال وليس الأقوال فكرامة السياسي تظهر في رفضه للفساد بكافة أشكاله، وفي حفاظه على نزاهة يده ولسانه، وفي مقاومته للممارسات التي تتعارض مع المبادئ الأخلاقية والقيم المجتمعية.

كما يتسم السياسي صاحب الكرامة بتواضعه واستعداده للاعتراف بالخطأ وتصحيح المسار حين يتطلب الأمر فهو يعلم أن الاعتراف بالخطأ ليس ضعفاً، بل هو دليل على قوة الشخصية ووضوح الرؤية، وعلى تقديره للناخبين الذين وضعوا ثقتهم فيه ولا يقف عند هذا الحد بل يسعى لإيجاد حلول عملية لتحسين حياة الناس وتلبية احتياجاتهم، ويعمل جاهداً لتحقيق التنمية والازدهار دون التفريط بالقيم والمبادئ.

وإلى جانب التزامه بأخلاق السياسي وواجباته يجب أن يحترم السياسي صاحب الكرامة تضحيات الآخرين ويقدّر جهود شركائه في العمل السياسي، سواء كانوا خصوماً أم حلفاء فهو عليه ان يحترم التنوع ويؤمن أن الخلاف في الرأي يمكن أن يقود إلى حلول أفضل إذا ما تم بروح إيجابية كما أن هذا السياسي يسعى دائماً لتحقيق التوازن بين طموحاته السياسية وتلبية مصالح الناس، فيظل مدافعاً عن العدالة والمساواة، ويعمل بحرص على توفير بيئة سياسية تتيح للآخرين فرصة التعبير عن آرائهم بحرية وكرامة.

وهكذا، يكون السياسي ذو الكرامة أكثر من مجرد صانع قرارات أو ممثل للشعب؛ إنه قائد يلهم الآخرين ويرسخ في أذهانهم معنى السياسة النبيلة التي تهدف لخدمة المجتمع قبل أي شيء آخر.
في النهاية، كرامة السياسي ليست مجرد صفة شخصية، بل هي أساس لنجاحه وديمومة إرثه السياسي، لأنها تضمن له احترام الناس وثقتهم، وتضعه في مكانة متميزة، بحيث يكون نموذجاً يحتذى به في الساحة السياسية.