ماذا سيجري بعد ظھور النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية الأغرب في تاريخ الإنتخابات الأمريكية…؟
أحمد إبراھيم احمد ابو السباع القيسي…
بدأ الإقتراع في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء بعد جولة تم إجرائھا من الإنتخابات المبكرة قبل عدة أيام إقترع خلالھا ٨٠ مليون ناخب أمريكي من ٢٤٠ مليون من عدد المنتخبين القانونيين من الشعب الأمريكي، بدأت اليوم في ١١ ولاية أمريكية ويتمدد فتح المراكز في كل الولايات الأمريكية المتحدة، وحقيقة أن من تابع الإنتخابات الرئاسية الأمريكية منذ عقود يجد أن ھذھ الإنتخابات ھي أغرب إنتخابات رئاسية جرت في تاريخ الإنتخابات الرئاسية الأمريكية من حيث الشكل والمضمون، الغرابة فيھا عند الترشح وأثناء الحملات الإنتخابية وعند الإنتخاب والإقتراع في الصناديق، وستكون الأغرب بعد ظھور النتائج الرسمية أمام الشعب الأمريكي وشعوب العالم أجمع…
فتلك الإنتخابات بدأت بالترشح وستكون أول إنتخابات في التاريخ الأمريكي جعلت الشعب الأمريكي خائفا من نفسھ ومن الآخر منقسما قلقا مترددا من ينتخب من المرشحين ترامب أم ھاريس، وھذا التردد ينطبق على أتباع كلا المرشحين وعلى الأغلبية الصامتة من الشعب الأمريكي، أما جماھير الحزب الديمقراطي بقيادة ھاريس خائفون من فوز ترامب ليس خوفا على أمريكا كما تروج لھم ھاريس، ولكن خوفا من الإنتقام من بايدن وھاريس وكل إدارتھم والبعض من أتباعھم في المؤسسات الحكومية والقضائية…وغيرھم من قبل ترامب وإدارتھ وجمھورھ، وأتباع الحزب الجمھوري خائفين أيضا من سرقة الإنتخابات والفوز من مرشحھ ترامب كما إدعى سابقا وما زال يردد ويحذر الديمقراطيين من سرقة الفوز، وستكون أول إنتخابات يظھر فيھا إھتمام بأصوت العرب والمسلمين الأمريكيين لدى المرشحين، وأيضا ھي أول إنتخابات تنقسم فيھا أصوات العرب والمسلمين للمرشحيين الثلاثة ترامب وھاريس ومرشحة حزب الخضر….
وھذا يدل على مدى الإنقسام الشعبي الذي أصبح ظاھرا في كل ولايات أمريكا المتحدة وشعوبھا، وأسباب ھذھ الإنقسامات الشعبية التي وصلت إلى ھذھ الدرجة من العنصرية ھي من التحريض الكبير من قبل المرشحين ومستشاريھم ولجان إنتخاباتھم وأتباعھم، والتي لا تبشر بخير على الشعب الأمريكي بعد إعلان النتائج الرسمية وظھور المرشح الفائز سواء أكان ترامب أم كاميلا ھاريس، وھي أول إنتخابات يتعرض فيھا مرشح رئاسي لعمليتي إغتيال أثناء تواجدھ مع جماھيرھ والتي لا يعلم أحد ھل ھي محاولات إغتيال حقيقية من الدولة العميقة الأمريكية أم أنھا سيناريوهات إنتخابية، وھي أول إنتخابات جرى فيھا إقصاء رئيس أو مرشح ديمقراطي عن الترشح مرة أخرى وإختيار بديل لھ والمقصود ھنا بايدن اللئيم ونائبتھ ھاريس، وأول إنتخابات يعود فيھا رئيس سابق ھزم مرة أو سرق منھ الفوز كما يقول ورشح نفسھ مرة أخرى…
وأيضا ستكون أول إنتخابات أمريكية ينقلب فيھا أعضاء من الحزبين على مرشحيھم ليذھبوا لإنتخاب مرشح الحزب الآخر، وأول إنتخابات أمريكية تكون فقط مسرحا للإستھزاء وتوجيھ الإتھامات والإنتقادات وتبادل الشتائم بالفاظ بذيئة من كلا المرشحين إتجاھ بعضھما البعض، وأول إنتخابات رئاسية يستخدم فيھا المرشحين ترامب وھاريس الرقص على دمائنا في غزة وفلسطين ولبنان بشكل أدھى وأقسى وأكثر لئما وخبثا من السابق للحصول على أصوات الأمريكيين من العرب والمسلمين وإعطائهم وعود وعھود لإيقاف الحرب الصھيوأمريكية النازية على شعوبنا في غزة وفلسطين ولبنان بعد ما إرتكبوھ من جرائم وإبادة جماعية يندى لھا جبين الإنسانية، وھي أول إنتخابات يصعب على كل الخبراء والمحللين …وغيرھم وحتى مراكز إستطلاعات الرأي من تحديد من ھو الفائز الذي سيكون في البيت الأبيض سيئ السمعة عالميا….
وھي أول إنتخابات أمريكية تكون مبھمة غير معروفة نتائجھا لدى قادة الكيان الصھيوني لذلك ھم يتابعون كل لحظاتھا منذ البداية حتى الإعلان عن المرشح الفائز، ويتلاعبون بدمائنا في ذلك الوقت من الترشح لغاية إعلان النتائج لكسب الوقت وتنفيذ مخططاتھم التلمودية التوسعية في فلسطين والمنطقة، ولذلك رفض النتن ياھو كل قرارات إيقاف الحرب وعطل كل المفاوضات وشكك بالوساطات وتلاعب على الجميع حتى يصل للإنتخابات الأمريكية ويعرف من ھو الفائز، والنتن ياھو يتمنى فوز ترامب ظنا منھ أن ترامب الحالي كترامب في السنوات التي حكم فيھا سابقا، وأنھ سيقدم لھ الھبات الكثيرة من السلاح والعتاد أكثر مما فعل بايدن المتصھين وإدارتھ النازية، ويقول لھ تابع تنفيذ خطط التوسع ويھبھ المنطقة برمتھا، ولا يعلم بأن الدولة الأمريكية العميقة ستجبر المرشح الفائز سواء ترامب أو ھاريس على إنھاء تلك الحرب في منطقتنا، لأنھم تأكدوا من حجم الھزيمة التي أصابتھم داخليا وخارجيا، ومدى غبائھم حينما صدقوا أكاذيب النتن ياھو بتنفيذ مخططاتھم وتحقيق السيطرة الكاملة على فلسطين والمنطقة والنصر الكامل خلال إسبوع كما قال وأدعي وما زال يكذب ويدعي، وأيقنوا كل اليقين أن ھذھ الحرب مستنقع لھم إستنزفت الكثير من الوقت والجھد والمال والسلاح بكل أنواعھ، وألھتھم عن حروب في مناطق أخرى يسعون لتحقيق النصر الكامل فيھا كما كذب عليھم زيلنسكي أخ النتن ياھو في الكذب، والتي ستعمل الدولة العميقة الأمريكية على إنھائھا بإتفاقية سلام تحافظ على ماء وجوھھم، وترضي روسيا التي ھددت وعلنا بإستخدام السلاح النووي إذا لم يوقفوا ھذھ الحرب ويتم لجم أدواتھم زيلنسكي وحكومتھ النازية…
وأيضا ستكون أول إنتخابات أمريكية مبھمة لدى الجميع في العالم، لأن العالم أيضا منقسم حول أفضلية الفائز وكل يتمنى فوز المرشح الذي يكون قريبا منھ أو يتوقع أن يحقق شيئ من مصالحھ وينھي الحروب في المنطقة والعالم أجمع، وكما قلنا سابقا ھناك دولة أمريكية عميقة ستحدد كل ذلك في الأيام الإنتخابية مرورا بإعلان النتائج الرسمية ومن الفائز حتى برتكول التنصيب ودخول البيت الأبيض، وبعد دخول البيت الأبيض بعدة أيام وأسابيع سيعلم العالم ما ھي الخطوط العريضة والواضحة التي سيتبعھا الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية ومستشاريھ وإدارتھ الجديدة داخل أمريكا وخارجھا، إذن يجب أن لا نصفق لمن يفوز من المرشحين كعادتنا العربية والإسلامية وحتى العالمية المعروفة إلا حينما نعلم جيدا خلال الأيام والأسابيع والأشھر القادمة الخطوط العريضة والواضحة لخطط ومشاريع وإملاءات وأوامر الدولة الأمريكية العميقة في الأربعة سنوات القادمة والتي سينفذھا سيد أو سيدة البيت الأبيض الجديد ترامب أو كاميلا ھارس…
أحمد إبراھيم احمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.