من يمنع صديقنا ترامب من قتل “حل الدولتين” وطرد قادة “أوسلو” إلى تونس؟
أرئيل بولشتاين …..
انتخاب ترامب للرئاسة الأمريكية، بشرى لإسرائيل من جوانب عديدة، لدرجة أنه ليس سهلاً أن نختار الأهم منها. فاستكمال إبادة حماس في غزة، وتصفية تهديد حزب الله من لبنان، وتضييق خطة إيران ونفي خيارها النووي، ووقف التمويل الدولي لوكالات الأمم المتحدة المناهضة لإسرائيل، وكبح أعمال المحاكم الدولية ضد إسرائيل وقادتها، والسلام والتطبيع مع السعودية – كل هذه مواضيع في غاية الأهمية، سيبدأ العمل عليها ابتداء من 20 كانون الثاني 2025 بالتعاون بين إسرائيل وواشنطن، دون وجود عصي في الدواليب التي اعتدنا عليها في عهد الإدارة المنصرفة.
مع كل الأهمية الهائلة لما قيل، ثمة موضوع استراتيجي آخر، يرتبط بكل المواضيع آنفة الذكر، بل وربما أولها – على الأقل من ناحية فكرية – يستوجب معالجة مشتركة في السنوات الأربع القريبة القادمة.
بدء ولاية ترامب الثانية يفتح نافذة فرص لتنفيذ خطوة تحسن بلا قياس لإسرائيل وللشرق الأوسط والعالم كله: دفن أي احتمال لإقامة دولة عربية في بلاد إسرائيل غرب النهر.
طوال سنين مضت، استهدفت سياسة الحكومات برئاسة نتنياهو، إحباط فكرة “دولة فلسطينية” لأنه – وكذا معظم مواطني إسرائيل – يفهمون بأن مثل هذا الكيان هو وسيلة لتحقيق الحلم العربي لإماتة الدولة اليهودية.
كمحافظ حقيقي، فعل نتنياهو هذا بطريقته المحافظة، وبخطى محسوبة وحذرة وبلا إيماءات استعراضية، دون إلغاء اتفاقات أوسلو من فوق منصة الأمم المتحدة، ودون تطيير أبو مازن وعصبته المجرمة عائدين إلى تونس. في هذه السياسة منطق كثير، بخاصة ما دام في الولايات المتحدة زعماء يقبلون الصيغة الكاذبة “دولتين للشعبين” بشكل أعمى، وكأنها توراة جديدة أعطاها سيد الكون، وكأن الواقع لم يثبت بأن أي محاولة لتنفيذها في غزة وفي “السامرة ويهودا” ستؤدي دوماً إلى سفك دم اليهود. ما لم تنضج الظروف، ما كانت الولايات المتحدة تسند للتنكر للصيغة التي تستهدف تصفيتنا حتى لو كان التنكر محقاً.
الآن، نضجت الظروف أخيراً. ترامب هو الرجل المناسب لإلقاء الصيغ الكاذبة إلى سلة المهملات، سواء بسبب دعمه لإسرائيل أم لطبيعته المناهضة للتفكير من داخل الصندوق، أم بفضل قدرته على رؤية من هو الخير ومن هو الشر، من هو المالك الحقيقي للبلاد ومن هو المتخفي المجرم، من صديق الولايات المتحدة ومن العدو.
المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الغزاويون في 7 أكتوبر، وحقيقة أن أحدا في المجتمع العربي في “يهودا والسامرة” لم يشجبها ويشجب مرتكبيها المجرمين، تتيح لضرب الحقيقة في وجه العالم: إن إقامة دولة الإرهاب على حافة بيتنا القومي وبيوتنا الخاصة، هي انتحار، وإسرائيل لن توافق على الانتحار.
الرئيس الجديد – القديم لأمريكا، هو زعيم مصنوع من المادة الصحيحة. مثلما اعترف بالقدس عاصمة إسرائيل وبهضبة الجولان، ومثلما قضى بأنه لا يجب تسمية “يهودا والسامرة” أرضاً محتلة، فيمكنه الآن أيضاً مساعدة رئيس الوزراء نتنياهو من تحرير إسرائيل من الطوق الخانق المتمثل بـ “رؤيا الدولة الفلسطينية”.
إسرائيل اليوم 10/11/2024
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.