**فادي السمردلي يكتب: نقدنا للإصلاح وليس تهجما ولا مساومة**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
عندما نوجه نقدنا للعمل الحزبيي أو لهيئات المجتمع المدني، فإننا نحرص على أن يكون هذا النقد موجهًا بشكل صارم ومباشر، ليس بغرض الانتقاص من الأشخاص أو التشهير بهم، بل بهدف الإصلاح وتوجيه الأنظار إلى الأخطاء التي أدت إلى تراجع الأداء وتضررت المصلحة العامة. نحن لا نساوم في مواقفنا، ولا نقبل أن تبقى الأخطاء مستمرة تحت ستار الحماية الشخصية أو التفرد بالرأي وهذا النقد ليس “كلامًا في الهواء” بل هو دعوة صادقة للتغيير والاحتكام للعقل لا للعواطف، ولا يمكن أن نسمح لأحد أن يظن أن النقد يعني الهجوم على الشخص أو العمل من أجل إلحاق الضرر ااشخصي به.

إن التفرد في اتخاذ القرار هو أكبر آفة يمكن أن تصيب أي مؤسسة أو هيئة، سواء كانت حزبية أو مجتمعية فعندما يُمنع الناس من التعبير عن آرائهم أو من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم، فإن ذلك يعزز ترسخ الأخطاء ويمنع التقدم فالنقد الذي نقدمه ليس ترفًا أو مجرد اعتراض على ممارسات معينة، بل هو محاولة جادة للاستفادة من الأخطاء وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو فإذا كانت مؤسسات المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية تعمل لصالح الجميع، يجب أن تكون هناك مساحة حرة للنقد والمراجعة المستمرة؛ لأن غياب هذه المساحة يعني استبدادًا غير معلن، وهو ما لا يمكن قبوله في أي حال من الأحوال.

نقدنا ليس له علاقة بالإساءة إلى الأشخاص؛ نحن لا نهدف إلى تشويه صورة أحد أو المساس بكرامته بل نحن نرفض تمامًا أن نتورط في مهاجمة الأشخاص لمجرد الاختلاف في الرأي فنحن ننتقد الأداء، ننتقد غياب الشفافية، ننتقد التفرد بالقرار، ننتقد الفشل في تلبية تطلعات الناس وليس لدينا وقت للحديث عن الأشخاص، بل نحن مشغولون بتحليل وتوجيه الملاحظات التي من شأنها تحسين الأوضاع فإذا أخطأ أحدهم، ننتقد خطأه لا شخصه، ونسعى دائمًا لرفع مستوى الأداء لا لتدمير سمعة الأفراد.

لكننا في الوقت نفسه نرفض قبول أي نوع من التراخي فنحن لا نعيش في محيط من السلبية أو المهادنة، ولا نسمح لأي شخص أن يحاول إسكاتنا أو إيقافنا تحت مسمى “الحفاظ على العلاقات” أو “الترفع عن الخلافات”. هذا هو محيطنا، محيط يسعى للتطوير والنمو حتى وإن كانت هناك صراعات فإذا كنا نؤمن بالإصلاح، يجب أن نكون مستعدين لتقديم النقد الجريء والواعي، دون خوف من العواقب أو من تهميش الآخرين لنا.

نحن لا نرغب في الرد على الإساءة بإساءة، لكننا نؤمن في الوقت نفسه بأن السكوت عن الأخطاء والمساومة على المصالح العامة هو خيانة لمستقبل المجتمع فإذا كانت هناك إساءة، فلن نرد عليها إلا بالحوار العقلاني القوي، لأن الرد بالإساءة هو أسلوب الضعفاء الذين لا يمتلكون حججًا مقنعة ونحن نؤمن أن النقد الصادق هو الذي يفتح أبواب الإصلاح ويعزز المساءلة في أي مؤسسة أو حزب سياسي، ولن نتوقف عن توجيه هذا النقد مهما كانت التحديات، لأننا نعلم أن الهدف من وراء كل كلمة نقولها هو بناء مجتمع أفضل وأقوى.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.