**فادي السمردلي يكتب: المطلوب أحزاب وطنية تدافع عن الهوية الأردنية كحصن منيع ضد الأجندات الخارجية والدخلاء**

*بقلم فادي زواد السمردلي* … 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الأردن، أصبح من الضروري أن تعلن الأحزاب السياسية الأردنية عن برامج وطنية تعكس ولاءها التام للأردن وهويته الوطنية بشكل واضح وملموس إذ يتطلع الأردنيون اليوم إلى مشهد سياسي جديد، تكون فيه الأحزاب الوطنية قوة دافعة حقيقية تسهم في تطوير الوطن وحمايته من التأثيرات الخارجية فإن الأحزاب التي يحتاجها الأردن اليوم هي تلك التي تقوم على مبادئ الولاء والانتماء الصادق، وترتبط بالأرض الأردنية وثقافتها، وتأخذ بعين الاعتبار في برامجها الخصوصية التاريخية والحضارية للأردنيين، بعيدًا عن أي ميول أو ارتباطات بتيارات سياسية خارجية أو شعارات رنانة خاوية ومفرغة من المضمون كطارحها.

ما نريده في الأردن اليوم هو أحزاب “الهوى والهوية الأردنية”، أحزاب تضع مصلحة الأردن وأبنائه فوق كل اعتبار، وتبتعد عن أي ولاء لأي تيار إقليمي أو دولي، بل تلتزم بالعمل الدؤوب من أجل رفعة الأردن فمثل هذه الأحزاب يجب أن ترفض رفضًا قاطعًا مفهوم “الوطن البديل” أو أي مخططات تهدد الهوية الوطنية الأردنية أو تعمل على تغيير ديموغرافية الأردن بأي شكل كان، سواء أكان ذلك علنًا أو في الخفاء ويجب أن تكون برامجها موجهة بالكامل لخدمة الأردن، وذلك من خلال رؤى وأهداف تصب في مصلحة الاردن وتراعي خصوصياته الاجتماعية والاقتصادية.

كما أن ما نحتاجه اليوم هو أحزاب تمثل الصوت الأردني وتعمل على معالجة القضايا الملحة التي تمس حياته، كالتعليم، والصحة، ومكافحة الفساد، وتطوير الاقتصاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية فهذه الأحزاب عليها أن تكون حاضرة بقوة في المشهد السياسي من خلال تقديم برامج حقيقية وواقعية، تعالج التحديات الداخلية، وتدفع بعجلة التنمية نحو الأمام وهذه الأحزاب لا بد أن تُبنى على أسس من الشفافية والصدق في العمل، وتعمل على تعزيز الاستقلالية الوطنية وسيادة الأردن، بحيث تظل قراراتها مستقلة غير مرهونة بأي تدخلات أو مصالح خارجية.

من الضروري أيضًا أن تكون هذه الأحزاب قادرة على بناء جسور الثقة مع الأردنيين ، فالثقة هي الأساس لأي علاقة سليمة بين المواطن والمؤسسات السياسية فالأحزاب التي نتطلع إليها هي تلك التي تحترم صوت الشعب، وتلتزم بمبادئ الديمقراطية والمشاركة الفاعلة، وتتواصل مع المجتمع بشكل مباشر لتعبر عن تطلعاته وتلبي احتياجاته ويتطلب ذلك بناء بنية تنظيمية شفافة تجعل الحزب قوة سياسية مؤثرة، قادرة على المنافسة الشريفة والمشاركة الفعّالة في صنع القرار، بعيدًا عن أصحاب المصالح الضيقة والخاصة بالعامية(شلة الشعارات ) وفي السياق ذاته، تبرز الحاجة لأحزاب تعكس روح الأردنيين وتتعالى على أي تصنيفات أو توجهات قد تؤدي إلى انقسامات فهذه الأحزاب يجب أن تعبر عن الأردنيين وهويتهم بالمطلق وأن تعمل على تعزيز شعور الانتماء الذي يجعل كل فرد يشعر بالفخر بأردنيته.

عندما يكون ولاء الحزب للأردن وحده، فإنه يستطيع أن يلعب دورًا حقيقيًا في حماية الهوية الأردنية من محاولات التهميش أو الاستهداف، ويقف موقفًا صلبًا أمام أي تيارات تهدف إلى زعزعة استقرار الأردن وبالتالي، فإن وجود أحزاب سياسية ترفض بوضوح الولاءات الخارجية أو الترويج لأي مخططات تمس السيادة الأردنية، هو الضمانة الأساسية لتطور النظم السياسية ويكون حاميًا للأردن ومدافعًا عنه.

إن تطور الحياة الحزبية على هذا الأساس، يجعل الأردن أقوى وأقدر على مواجهة التحديات الداخليةوالإقليمية، إذ يصبح النظام السياسي أكثر صلابة واستقلالية، ويصبح الوطن مكانًا أكثر استقرارًا وازدهارًا لأبنائه.
وفي الختام، لا بد من التصدي بحزم وعزم وبأس لكل تلك الغربان التي لا تفتأ أن تنعق كلما نطق أحد بمبدأ الانتماء للأردن وهويته وأصالته فتلك الغربان الماكرة، التي تختبئ خلف شعارات براقة وأقنعة كاذبة، ليست سوى سم زعاف يسري في جسد الوطن فكم هو مقيت أن ترى أيديها ملوثة ومتلاعبة بالكلمات الخادعة التي تستهوي العقول بظاهرها، بينما يفيض جوفها بمكر دفين يهدف إلى تمزيق الاردن وهويته وتشويه معناها وتاريخها العريق فتلك الشعارات الباهتة كمردديها، مهما اكتست من ألوان زائفة، لا ترتقى إلى سمو الانتماء الحق، فهي ريح عاتية تسعى لاقتلاع الجذور، وجب علينا دحرها بقوة العزيمة ورسوخ المبادئ، وفاءً لأرض الأردن وترابه الذي لن يستكين لكل من يتربص به ويحاول تقويضه من داخله أو خارجه بهمة الأردنيين

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.