**فادي السمردلي يكتب:محاولات تهميش جبهة العمل الإسلامي فشل في قراءة المشهد السياسي **

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

تشهد الساحة السياسية الأردنية محاولات متكررة وممنهجة لتهميش وإقصاء حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي يُعدّ من أكثر الأحزاب تنظيماً في الأردن، على مستوى انتخابات رئاسة مجلس النواب، والمكتب الدائم، واللجان النيابية فهذا الحزب، الذي يمثل شريحة واسعة بات هدفاً واضحاً لتحالفات الكواليس التي تسعى إلى إبعاده عن مواقع التأثير السياسي وتُظهر هذه المحاولات الوجه الحقيقي لبعض القوى التي تخشى المنافسة، فتسعى إلى استبعاد الحزب عبر آليات تضييقية وإجراءات إقصائية تهدف إلى تعطيل دوره البرلماني، رغم إدراك الجميع أن هذا الحزب يشكّل اساس مهم في الحياة السياسية الأردنية.

تتمثل هذه المحاولات في حرمان الحزب من رئاسة اللجان النيابية المؤثرة، وافتعال التحالفات الهشة لمنع فوزه بمناصب قيادية داخل مجلس النواب ومع ذلك، فإن كل هذه الأساليب وأن نجحوا بهآ لا تعكس سوى إفلاس سياسي وتوجهاً يائساً لإضعاف الحزب، الذي أثبت في كل مرة قوته التنظيمية وصلابة قاعدته الشعبية فمحاولات التهميش لم تقف عند حدود المؤسسات الرسمية، بل امتدت إلى محاولات تشويه صورته والنيل من سمعته، في مسعى لتقليل شعبيته وتأثيره على الرأي العام.

ولكن، ورغم كل هذه المحاولات اليائسة، يبقى حزب جبهة العمل الإسلامي عصياً على الكسر فنجاحاته الأخيرة في الانتخابات النيابية، وتحقيقه نتائج قوية، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحزب يمتلك شرعية شعبية لا يمكن النيل منها فالناخب الأردني الذي وضع ثقته في الحزب لم يفعل ذلك اعتباطاً، بل لأنه يرى فيه ممثلاً حقيقياً لقضاياه، وقوة صادقة تدافع عن حقوقه وتواجه التحديات التي يعاني منها المواطن البسيط.

المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه المحاولات، بدلاً من أن تضعف الحزب، ساهمت في تعزيز شعبيته وزيادة الالتفاف الشعبي حوله، حيث يرى الأردنيون في هذه الممارسات دليلاً على أن الحزب مستهدف لأنه يشكل تهديداً حقيقياً لأصحاب المصالح الضيقة والقوى التي تسعى للحفاظ على مكتسباتها على حساب المصلحة العامة فالشعب الأردني، الذي يعرف جيداً بهذه الأساليب، قال كلمته في صندوق الاقتراع

إن محاولات تهميش حزب جبهة العمل الإسلامي ليست مجرد معركة ضد حزب سياسي، بل هي معركة ضد إرادة الناخبين وحقهم في اختيار ممثليهم بحرية ونزاهة ومع ذلك، فإن هذه المحاولات، مهما تصاعدت وتكثفت، ستظل عاجزة عن كسر إرادة الناخبين الذي اختار جبهة العمل الإسلامي ليكون صوته الحقيقي في مجلس النواب وخارجه. هذا الحزب لا يتغذى فقط على قوته التنظيمية، بل على الدعم مؤيديه والذي يثبت أن محاولات الإقصاء ليست سوى جولات خاسرة في معركة طويلة لا يملك أصحابها أي فرصة للفوز بها.
وفي الختام، شئنا أم أبينا، واتفقنا أو اختلفنا، يبقى حزب جبهة العمل الإسلامي القوة الأبرز على الساحة السياسية الأردنية حتى اللحظة وما نتائج الانتخابات الحالية إلا دليل واضح على مكانته الراسخة وقدرته على التأثير واستقطاب الجماهير. هذا الحضور القوي يعكس عمق تجذره في المجتمع الأردني، ويبقى التحدي أمام الأحزاب الأخرى في كيفية مواكبة هذا التأثير واستثمار المنافسة لصالح تعزيز المشهد الديمقراطي في البلاد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.