**فادي السمردلي يكتب:لا لإقصاء جبهة العمل الإسلامي من اللجان احترموا إرادة الشعب ونتائج الانتخابات**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

إن أي محاولة لإقصاء جبهة العمل الإسلامي من المشهد النيابي عبر التحالفات المؤقتة لا يمكن أن تمر دون أن تثير تساؤلات خطيرة حول مصداقية العملية الديمقراطية في الأردن فلقد أثبتت الجبهة، مرة بعد أخرى، أنها تمثل رقماً صعباً في المعادلة السياسية الأردنية، حيث حققت في الانتخابات الأخيرة نتائج تعادل ما جمعته جميع الأحزاب السياسية الأخرى مجتمعة فهذه الحقيقة الدامغة لا يمكن تجاهلها أو الالتفاف عليها، فهي تعكس إرادة الشارع الأردني الذي اختار الجبهة كصوت له في البرلمان.

إن احترام نتائج الانتخابات ليس ترفاً أو خياراً، بل هو واجب وطني وأساس لكل نظام ديمقراطي حقيقي ومحاولات التحالفات الآنية التي تُحاك ضد الجبهة في انتخابات اللجان النيابية، فقط لإخراجها من المعادلة، تضر بسمعة البرلمان وتزيد من زعزعة ثقة المواطن بمؤسساته المنتخبة فهذه التحالفات لا تخدم سوى المصالح الضيقة لمن يقفون وراءها، وهي في جوهرها مجرد تلاعب بالإرادة الشعبية التي يفترض أن تكون مقدسة في أي نظام ديمقراطي.

ما تحقق للجبهة في الانتخابات الأخيرة ليس مجرد إنجاز حزبي، بل هو انعكاس لوجود قاعدة شعبية واسعة تدعمها وإن محاولة إقصاء هذا التيار تعني عملياً إقصاء شريحة كبيرة من الأردنيين الذين منحوه ثقتهم فهذا الإقصاء لا ينم عن رؤية سياسية ناضجة، بل عن عقلية ترفض التعددية ولا تستوعب فكرة الشراكة الوطنية والأسوأ من ذلك، أن هذه الممارسات تُنفذ في سياق سياسي لم يصل بعد إلى مرحلة الحكومات البرلمانية الحقيقية، مما يجعل أي تحالف موجه ضد جهة بعينها أشبه بلعبة مؤقتة تنتهي مع انتهاء المصالح التي قامت عليها.

يجب التوقف عن هذه التكتيكات الإقصائية فوراً، والاعتراف بأن العمل النيابي يجب أن يكون ساحة للتنافس الشريف على خدمة الوطن والمواطن، وليس ميداناً لتصفية الحسابات أو عزل الأطراف التي تحظى بدعم شعبي كبير وإن الإصرار على تهميش الجبهة ليس فقط انتهاكاً لمبادئ الديمقراطية، بل هو تهديد مباشر لآليات عمل البرلمان ويجب أن يدرك صانعو هذه التحالفات أن الشارع الأردني لن يغفر لمن يحاول الالتفاف على إرادته، وأن الثقة بمؤسسات الدولة تتطلب احترام خيارات الشعب، وليس التحايل عليها.

الرسالة واضحة احترموا نتائج الانتخابات، وكفوا عن محاولات الإقصاء، ودعوا البرلمان يعمل وفق قواعد التعددية والشراكة الوطنية فالأردن بحاجة إلى برلمان يمثل الجميع، دون استثناء أو تهميش، لأن احترام إرادة الشعب هو الطريق الوحيد لتعزيز الاستقرار وبناء ديمقراطية حقيقية.

قد يعجبك ايضا