“الرابية” الأردنية مجددا.. “سفارة العدو” جاذبة للكاميرات.. وإطلاق رصاص “إرهابي” بين الجنائي والسياسي

شبكة الشرق الأوسط نيوز: حادثة الرابية الجديدة غربي العاصمة عمّان ليست سياسية بكل حال، بل جنائية بالمقام الأول، وفقا لبيانات وشروحات مديرية الأمن العام الأردنية، لكنها بذات الوقت، أثارت اهتماما لا يخرج عن السكة السياسية من جهة وسائل الإعلام.

ومع أنها حادثة محدودة جنائيا وأمنيا، ومتعلقة بشخص ذي سوابق ومطلوب للسلطات، إلا أن الحكومة اضطرت أيضا لإصدار موقف وبيان.

يثبت ذلك مسألتين في غاية الأهمية. الأولى أن كل ما يحصل في الأردن اليوم مرصود من جهة وسائل الإعلام الدولية والعربية بشكل خاص ثم المحلية. والثانية أن ضاحية الرابية تحديدا جاذبة لأضواء الإعلاميين والمراسلين، حيث توجهت الكاميرات مع مراسليها فجر الأحد فورا للموقع، والسبب وجود مكاتب السفارة الإسرائيلية الخالية من طاقمها خلافا لأن الرابية ضاحية وحرصا على منع انفلات الأمور تتواجد فيها الدوريات الأمنية بصورة نشطة ومكثفة؛ لأنها الوجهة المفضلة لمتظاهري الملتقيات الوطنية والحراكات الشعبية المناصرة لقطاع غزة.

بهذا المعنى، سرعان ما تعامل الإعلام باندفاع سياسي مع حالة عادية يفترض أنها جنائية بالمقام الأول، فيما اندفعت فورا منابر إعلامية مقربة من السلطات الرسمية لتحذير عدة أطراف من تغليف واقعة مجرم مطلوب أمنيا يطلق النار على رجال الشرطة بغلاف سياسي ونضالي.

بالمقابل، تأكيدات مباشرة من الحكومة بأن البلاد لن تتسامح مع أي اعتداء يمس رجال الأمن في الشوارع.

فتحت السلطات كما أعلنت تحقيقا فيما حصل في الرابية فجر الأحد، الأمر الذي يؤشر على أن حلقات إضافية في الحادثة قيد التفحص والتحقق.

والقصة بدأت وفقا للأمن الأردني مع إطلاق نار من سلاح أوتوماتيكي ليس على بوابة مقر سفارة الكيان الإسرائيلي، لكن على دورية أمنية متحركة في المنطقة، ولوحق مطلق النار بعد احترازات أمنية مكثفة، ورفض تسليم سلاحه، فأُردي قتيلا.

لم تعلن البيانات الرسمية هوية القتيل، لكنها وصفته بأنه من أصحاب السوابق ومطلوب على ذمة قضايا مخدرات.

المعيار التقني القانوني الأهم أن القتيل وُصف رسميا بأنه إرهابي، وهي صفة نادرا ما تستعمل إلى جانب المطلوبين جنائيا. لكن القانون يمنهج هذه الصفة؛ لأن القتيل في حادثة الرابية أطلق النار على دورية أمنية، وقيل إنه أصاب ثلاثة رجال أمن بالرصاص.

انتهت المسألة طبعا خلال ساعتين فقط في إطارها الأمني. لكن المكان الذي حصلت فيه الحادثة هو الذي فرض اهتمام وسائل الإعلام والإيقاع السياسي والأهم في تفحص هوامش تلك الحادثة هو أن الجاهزية الأمنية بكفاءة مرتفعة، لكن الجميع يراقب ما يجري في الأردن الآن بسبب تداعيات ما يحصل في فلسطين ولبنان، وبسبب تلك الاحتمالات التي تثيرها تساؤلات قلقة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.