**فادي السمردلي يكتب: فلم الباشا تلميذ دروس في التعاون والنجاح**

*بقلم فادي زواد السمردلي* ….. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

(تدور قصة الفيلم حول جامعة الصفوة التي تعاني من مشكلة إدمان المخدرات بين الطلاب ويحاول اللواء نجدت (حسن حسني) حل المشكلة، فيختار الضابط بسيوني (كريم عبد العزيز) للتسلل إلى الجامعة تحت غطاء طالب ويتعرف بسيوني على مجموعة من الشخصيات، من بينهم إنجي (غادة عادل) وطارق (محمد رجب)، ويواجه تحديات كبيرة ويقع في حب إنجي، لكنه يُكتشف ويغادر الجامعة، إلا أن إنجي وحمزة (رامز جلال) وطارق يساعدونه في مهمته وفي النهاية، ينجح بسيوني في مهمته بتعاون الجميع ويكافئ، بينما تتخرج إنجي وحمزة ومايا).

يُعد فيلم “الباشا تلميذ” من الأفلام التي تقدم لنا قصة مليئة بالتحديات والمواقف التي توضح أهمية التعاون والعمل الجماعي في تحقيق النجاح فألقصة التي تدور حول ضابط الشرطة “بسيوني”، الذي يتسلل إلى جامعة الصفوة تحت غطاء طالب لمكافحة إدمان المخدرات بين الطلاب، تحمل في طياتها العديد من الدروس التي يمكن تطبيقها على الواقع السياسي، خاصة عندما نتحدث عن دور القادة السياسيين في مواجهة التحديات المعقدة ففي الفيلم، ورغم مهارات الضابط “بسيوني” وكفاءته، إلا أن نجاحه في مهمته كان مرهونًا بتعاون زملائه من داخل الجامعة، مما يبرز أن القائد الناجح لا يمكنه الاعتماد فقط على قدراته الفردية، بل يتطلب منه العمل الجماعي وتنسيق الجهود من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

في البداية، كان الضابط بسيوني يظن (أن بعض الظن إثم ) أنه قادر على إتمام المهمة بمفرده، وأنه يمتلك جميع الأدوات اللازمة للنجاح ومثل العديد من القادة السياسيين الذين يعتقدون أن لديهم القدرة على تغيير الأوضاع وتحقيق التقدم بشكل فردي، كان بسيوني يعتقد أنه قادر على كشف الشبكة الإجرامية داخل الجامعة دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين ولكن مع مرور الوقت، بدأ يواجه تحديات كبيرة كان من المستحيل عليه تجاوزها بمفرده فكان عليه التعامل مع شخصية “إنجي” التي وقع في حبها، مما جعله في حالة من التوتر وصعوبة التركيز على مهمته الأساسية ومع ذلك، ولولا دعم أصدقائه وزملائه من داخل الجامعة، مثل إنجي (غادة عادل) وحمزة (رامز جلال) وطارق (محمد رجب)، لما تمكن من إتمام مهمته بنجاح.

هذه القصة تلقي الضوء على حقيقة مهمة في السياسة والحكم فالقائد لا يمكنه النجاح بمفرده وفي عالم السياسة، كما في الحياة اليومية، يتعين على القادة العمل بشكل وثيق مع الآخرين لتحقيق أهدافهم وكثيرًا ما يعتقد القائد السياسي أن بقدراته الفردية، وخططه، ورؤيته فقط يمكنه النجاح، ولكنه سرعان ما يكتشف أن الواقع مختلف ومثلما وجد بسيوني أن مهمته تتطلب تعاونه مع شخصيات أخرى داخل الجامعة، فإن القادة السياسيين يجب أن يعترفوا بأهمية بناء تحالفات قوية وداعمة، سواء كان ذلك مع زملائهم في الحزب أو مع حلفائهم السياسيين من خارج الحزب وكل شخص في الفريق له دور حيوي في نجاح المهمة فالتعاون الذي تم بين الشخصيات في الفيلم لم يكن مجرد دعم عاطفي أو نفسي فحسب، بل كان تعاونًا استراتيجيًا أتاح لهم القدرة على التغلب على العقبات وتحقيق الهدف النهائي وفي السياسة، لا يمكن للقائد السياسي أن ينجح في تنفيذ إصلاحات أو اتخاذ قرارات مصيرية إلا إذا كان لديه فريق قوي ومؤهل يعمل معه ومثلما أن الضابط بسيوني كان بحاجة إلى إنجي وطارق وحمزة للمساعدة في الوصول إلى الهدف، كذلك القائد السياسي يحتاج إلى أشخاص ذوي خبرات متعددة ليقدموا له المشورة والدعم اللازمين.

تحديات الضابط بسيوني في الفيلم ليست بعيدة عن التحديات التي يواجهها القادة السياسيون في حياتهم اليومية ففي الواقع السياسي، قد يواجه القائد العديد من الأزمات سواء كانت داخلية أو خارجية، وقد يعتقد أنه يستطيع التعامل معها بمفرده لكن النجاح لا يأتي إلا من خلال التعاون والقدرة على الاستفادة من خبرات الآخرين وفي الفيلم، وبالرغم من كون بسيوني ضابطًا ماهرًا، إلا أن نجاحه لم يكن ليكتمل لولا إسهام الآخرين وهذا هو الدرس الأهم الذي يمكن أن يستفيد منه القادة السياسيون التعاون والعمل الجماعي هما الطريق الحقيقي لتحقيق النجاح.

القادة السياسيون الذين يتسمون بالعزلة أو الذين يظنون أنهم قادرون على مواجهة التحديات بمفردهم غالبًا ما يفشلون في تحقيق أهدافهم وقد تتعدد العوائق من داخل الحزب أو من خارجه ، وقد تكون هذه العوائق أكبر من قدرة القائد على التعامل معها بمفرده مثلما اضطر بسيوني للتعامل مع المشاكل التي نشأت بسبب غرامه بـ “إنجي”، فقد يواجه القادة السياسيون تحديات تتعلق بالضغوط الداخلية أو الانقسامات داخل الحزب، وبالتالي يصبح التعاون مع الآخرين أمرًا لا مفر منه.

إن النجاح في السياسة لا يعتمد فقط على القوة الفردية، بل على القدرة على تنسيق الجهود وتحقيق الشراكات الاستراتيجية سواء في مجال الأمن أو السياسة، لا يمكن لأي شخص أن يتحقق نجاحه بمفرده، بل يحتاج إلى الدعم المستمر من الآخرين. في الفيلم، كان بسيوني في البداية يبدو قويًا ويعتمد على نفسه، لكن مع تقدم الأحداث تبين له أن عمله لم يكن ليكتمل إلا بتعاون من حوله. هذا التبادل المعرفي والمهاري بين الشخصيات كان المفتاح الذي ساعد في نجاح المهمة، تمامًا كما أن القائد السياسي يحتاج إلى فريق من المستشارين والخبراء الذين يدعونه ويساهمون في اتخاذ القرارات الصحيحة.

في النهاية، يحمل فيلم “الباشا تلميذ” في طياته رسالة قوية حول القيادة والتعاون، مفادها أن القائد الناجح ليس من يعتمد على قدراته فقط، بل هو من يعرف كيف يكوّن شبكة من التحالفات التي تدعمه وتساعده في مواجهة التحديات فالقائد الذي يعمل مع فريقه بشكل متناغم ويستفيد من الخبرات المختلفة لتحقيق الهدف المشترك، هو القائد الذي يحقق النجاح على أرض الواقع.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.