احترموا الله في بيوت الله
العميد المتقاعد هاشم المجالي……..
هناك مشاهد تتكرر في كل جمعة اذهب فيها للصلاة في مسجد عمر الخطاب بمنطقة طبربور حيث دائما ما أشاهد امرأتان ترتديان اللباس المحتشم ، إحداهما تقف على باب المسجد حيث تزيد من حدة الإزدحام عند خروج المصلين وتحمل ورقة تدعي فيها أنها أم ليتامى وأن زوجها مصاب بالسرطان وتطلب المساعدة ، وهذا المنظر يتكرر في كل يوم جمعة منذ خمس سنوات او أكثر ، والمرأة الثانية معها بنتها وتحمل ورقة تدعي فيها بأن زوجها مريض بالقلب وأن الشرايين عنده مغلقة وعضلة القلب ضعيفة ، وفي أحد الايام قمت بالتدقيق في هذه الأوراق حيث وجدت أنها تحتوي على (عنوان لمن يهمه الأمر) وأن المذكور بها قد راجع المستشفى فقط ، وفي كل مرة يتم تبادل الأدوار فيما بينهما بحيث تكون المرأة التي ادعت بسرطنة زوجها تدعي بمرض قلب زوجها بالجمعة التي تليها ، وفي كل مرة يخرج بعض المصلين ويقومون باعطائهما تبرعات مالية ،وفي أحد الجُمـَّع ذهبت لإحداهما وعرضت عليهما ان أساعد في العلاج ولكن لا تجاوب مع دعواتي ولا حياة لمن تنادي ، ثم بعد نهاية الصلاة وعند انتهاء خروج المصلين تأتي سيارة مرسيدس او بكب حديث الصنع يأخذهن إلى جهة غير معلومة .
كذلك مع الأسف فإننا أيضا نشاهد مشاهد في مساجد الله التي تعتبر هي بيوت لله على الأرض والتي يجب احترامها والتزين بأجمل الملابس والتطيب بأفخم العطور عند زيارتها للصلاة فيها وخصوصا بأيام الجمعة ، مشاهد تقزز المشاعر وتدل على عدم احترام المكان وصاحب المكان وضيوف المكان ،ومن هذه المشاهد التي نراها دائما هي خروج بعضا من المصلين قبل صلاة الغائب على الشهداء في فلسطين وكأن صلاة الغائب سوف تعطل عليهم أعمالهم او تأخذهم من مخططاتهم ، هذه الصلاة التي لا تتجاوز 3دقائق ومع ذلك تراهم يخرجون متدافعين على ابواب المساجد ثم يقفون خارجها يتناقشون او يشترون الخضار او بعض المواد من الباعة !! كذلك استغرب من حضور بعض المصلين بالبيجامات او بدلات الرياضة او بالدشاديش التي ينامون بها في منازلهم لصلاة الجمعة في بيت الله العظيم …هل يعقل ان تزور بيت غير بيتك بالبيجامات او بالحفايات ..هذا والله عيب يرتقي إلى درجة الحرام ؟
وهناك أيضا بعض المرتادين للصلاة يأتون وروائح البصل والثوم تفوح من افواههم او أنهم مصابين بالرشوحات القوية و المعدية التي قد تنتشر وتسبب امراضا للمصلين الأخرين .
ومن المشاهد المؤذية أيضا احضار بعض المصلين أطفالهم للعب والحديث أثناء خطبة وصلاة الجمعة والأمام صامت لا ينبه ولا ينهى .
وكذلك نشاهد أحيانا عدم إهتمام من الإمام بالمصلين الواقفين الذين لم يجدوا مكانا داخل المسجد ليصلوا به على الرغم من وجود مساحات كافية ولكن يتم اشغالها بطريقة غير منطقية من الجالسين على الكراسي او المتمددين بارجلهم حاجزين مساحات تمنع الأخرين من الصلاة بالداخل .
وأخيرا هذه المساجد هي بيوت الله على الأرض ويجب إحترامها و يجب على الإئمة وخدام المساجد أن يحذروا وينبهوا وينظموا دخول وخروج وجلوس المصلين فيها .
اللهم تقبل مننا واعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا وانت الغفور الرحيم .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.