الدواعش بكل مسمياتھم خرجوا من القمقم…وأسيادھم محاصرون تحت وفوق الشجرة…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي……
مرّ عام وعدة أشھر على أحداث معركة طوفان الأقصى والتي نفذت بنجاح من قبل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسھا حركة حماس وبقيادة الشھيد السنوار رحمھ اللھ تعالى، والتي كانت ضربة إستباقية لما خطط في الغرف الصھيوأمريكية غربية لمحور المقاومة بدولھ وأحزابھ وفصائلھ ومقاوميھ، وقد ھزم الكيان الصھيوني المحتل في تلك المعركة بكل ما تعنيھ الكلمة من ھزيمة، وتسارعت الأحداث ودخل حزب اللھ المعركة مساندا للمقاومة الفلسطينية كوحدة للساحات، ودخل اليمن والعراق وإيران في تلك المعركة بعد أن إرتكب الكيان الصھيوني بقيادة النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة وعصابات جيشھ وبدعم أمريكي غربي متصھين وبصمت عربي إسلامي غريب أبشع الجرائم والتدمير الممنھج للبشر والشجر والحجر في غزة العزة والإبادة الجماعية بحق شعبھا الأعزل….
ثم قبل ما يقارب ٧٠ يوم إنتقل بجرائمھ إلى لبنان وجنوبھ الأبي وإرتكب أبشع الجرائم بحق حزب اللھ وقياداتھ وشعبھ وبأسلوب أكثر بشاعة مما إرتكب في غزة العزة وعلى مرأى من المجتمع الدولي والعالم المنافق والكاذب، ورغم كل تلك الجرائم في غزة وجنوب لبنان لم يحقق النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة وداعميھ أي ھدف من أهداف الحرب التي أعلن عنھا منذ أكثر من عام وأربعة أشھر، وبالعكس إنقلب السحر على الساحر وكشف الوجھ الحقيقي المجرم لذلك الكيان الصھيوني المحتل وداعميھ الصھيوأمريكيين غربيين أمام العالم أجمع وأمام شعوبھم التي لم تھدأ عن المظاھرات والمسيرات في الليل والنھار تضامنا مع غزة وفلسطين ولبنان لغاية كتابة ھذھ السطور….
وبعد توقيع وقف إطلاق النار في لبنان صرح النتن ياھو أمام خصومھ الذين عارضوا وقف إطلاق النار في لبنان بأن ھناك أمور سرية متفق عليھا مع الحلفاء والأصدقاء ستحدث جعلتھ يوافق على ذلك الإتفاق، وبخطابھ وجھ تھديدات مباشرة إلى الرئيس بشار الأسد بأن لا يلعب بالنار، وھنا ومباشرة بعد وقف إطلاق النار بخمسة أيام بدأ النتن ياھو وبدعم أمريكي وتنفيذ تركي باللعب بالنار وتم تحريك العصابات الداعشية بكل مسمياتھا النصرة وجبھة تحرير الشام …وغيرھا من الفصائل التي يسمونھا (مؤارضة مسلحة) وھي خاضعة لحكم أردوغان في محافظة إدلب وبعض قرى حلب السورية المحتلة من تركيا، تم توجيھھم إلى مدينة حلب والمدن الأخرى وھي خطة متجددة تم إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذھا بعد إجتماع صھيوأمريكي فرنسي أوكراني أردوغاني في تركيا قبل التنفيذ بعدة أيام، وھذھ الخطة المشتركة نفذت لخلط الأوراق من جديد في المنطقة وإضعاف الدولة السورية والجيش والقيادة بالذات وإلھائھم بمحاربة تلك العصابات الداعشية، ظنا منھم أن حزب اللھ ضعف وان ھناك فترة ٦٠ يوم لإيقاف النار لذلك يجب أن يتم فتح الجبھة السورية لإلھاء سورية من الداخل وبذلك يتم وقف الدعم السوري لحزب اللھ، ويتم عمل سيناريو وخطة معينة لإختراق ھدنة وقف إطلاق النار ويتم متابعة الحرب للقضاء على ما تبقى من قوة لحزب اللھ كما يظنون…..
وأيضا من أھدافھم بعد إشعال تلك الجبھة وإلھائھا ھو محاولة تبيض صورتھم المتوحشة وإعادة الأقنعة الملونة أمام شعوبھم لقلب الصورة، وھي أن ذلك الكيان الصھيوني أي ( الدولة الديمقراطي الوحيد في المنطقة) كان يقاتل إرھابيين أي حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وحزب اللھ…وغيرھم من أحزاب وفصائل محور المقاومة في المنطقة، وكما دخلوا علينا في ٧ تشرين أكتوبر ھا ھي نفس الحركات المسلحة تدخل على مدن سورية، ظنا منھم أن شعوبھم ما زالت تصدق أكاذيبھم وآلاعيبھم السياسية والأمنية والعسكرية في منطقتنا عبر قنواتھم الصھيوغربية والمستعربة والمتأسلمة الكاذبة والمدبلجة للأحداث في منطقتنا، وقد قوبلت تلك الأكاذيب من شعوبھم مباشرة وصرحوا عبر فيديوھات بأن النتن ياھو وبايدن فتحوا جبھة أخرى لحروبھم وحركوا ھؤلاء المسلحين بإتجاھ سورية لإحياء داعش من جديد والتي عاثت فسادا وإفسادا في سورية والدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط قبل أكثر من عقد، وأن ما تسمى دولة إسرائيل محتلة وحركات حماس وحزب اللھ..وغيرھا ھي حركات تحرر وطني فلسطيني ولبناني وعربي للخلاص من المحتل الصھيوني، بينما سورية لا يوجد فيھا إستعمار وھي دولة مستقلة وذات سيادة وقائدھا وجيشھا محبوبان ومدعومان من الشعب السوري، وأنھ تم إدخال عصابات الدواعش على سورية لتدميرھا مرة أخرى كما فعلوا في الماضي القريب…
وأيضا يحاول ذلك الكيان الصھيوني وبدعم أمريكي فرنسي أوكراني مطلق وبتنفيذ تركي داعشي من تشويھ صورة روسيا كدولة كبرى وقوية وأيضا إيران كدولة إقليمية كبرى بأن تلك الدول تتخلى عن حلفائها وتتركھم يواجھون مصيرھم بأنفسھم، حتى يعيد كل قادة الدول في منطقتنا وفي أفريقيا..وغيرھا الرھان على روسيا وإيران والصين والعودة للحضن الغربي والأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي بالذات، وبالذات الذين تخلوا عن أمريكا والغرب وطردوا قواعدھم من أوطانھم، وأيضا من تخلى عن تركيا أردوغان من الدول العربية في المنطقة والأحزاب الإسلامية السياسية والعسكرية وعلى رأسھا حماس وتوجھ إلى روسيا وإيران والصين ولم يعد يسير ضمن مخططاتھ التوسعية العثمانية وإستراتيجيات الأوھام التوسعية والآلاعيب الصبيانية لبقاء الھيمنة ليعود للحضن الأردوغاني…
وأيضا بعد ھزيمة الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيوغربيين في غزة ولبنان عبر أكثر من عام وأربعة أشھر دون أن يحققوا أي ھدف من أھدافھم المعلنة والسرية، تم توجيھ ھذھ العصابات الإرھابية إلى سورية لإحياء داعش من جديد وإخراج عشرات الآلاف من إرھابي داعش الموجودون في سجون الحكومة السورية في حلب..وغيرھا من المدن والقرى وأيضا في سجون قسد الكردية عميلة أمريكا في الداخل السوري، ليتم نشرھم من جديد داخل سورية ومن ثم العراق، ومن ثم يتم توجيھھم إلى إيران وبعد إيران إلى الإتحاد الروسي ويبدوا أن ھذا ھو المخطط الإستراتيجي للدول العميقة الصھيوأمريكية غربية والتركية…
أما الدولة العميقة في تركيا فقد أخطأت في إعادة إحياء الدواعش، وأخطأ أردوغانھا ذو الأوجه الملونة والمتعددة والذي ضرب بعرض الحائط وبهذا العمل الجبان كل الإتفاقات الدولية وبالذات مع روسيا وإيران وآخرھا أستانا ليعيد الأزمة السورية إلى ما كانت عليه سابقا, ويخلط الأوراق من جديد لتعقيد أية مصالحات عربية سورية أو عربية إيرانية، والتخلي عن الحلول السياسية الإقليمية والدولية والتي بدأت بوادرها تبشر بحل سياسي متفق عليه للأزمة السورية في لقاءات أستانا, والتي من ضمن بنودھا محاربة الدواعش الإرهابيين بكل فروعهم ومسمياتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية في الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي…
أما روسيا وإيران وغيرھما من حلفاء سورية ومحور المقاومة فھم يعلمون جيدا بأن أردوغان ودولتھ العميقة في تركيا لا حليف لھم إلا مصالحھم وإستراتيجية أحلامھم وأوھامھم التوسعية في المنطقة والعالم ولو دمروا كل الدول العربية وليس سورية فقط، ولديھم الأدلة الدامغة التي لم يظهروها لغاية الآن أمام الشعب التركي وشعوب العالم والتي تدين أردوغان بكل الاحداث التي جرت في سورية منذ ٢٠١١ وبالذات سرقة النفط السوري والعراقي وتمويل داعش آنذاك لغاية الأحداث التي جرت قبل عدة أيام، ورغم ذلك إختاروا الحلول السلمية مع تركيا لإنهاء الأزمة السورية وعودة الإستقرار إلى سورية والمنطقة برمتھا…
ويبدوا أن الدولة العميقة الناتوية في تركيا وأردوغان تم إعطائهم دورا كبيرا في مخطط الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والمتجدد الذي تحدث عنھ النتن ياھو مرات عدة وقبلھ تحدث عنھ قادة أمريكا السابقين وبايدن الحالي وترامب الذي سيدخل البيت الأسود خلال أقل من شھرين، ظنا منھم أن فصائل وأحزاب محور المقاومة ضعفت ويجب إضعاف سورية عن طريق مخططات إحياء الفوضى الخلاقة من جديد في مدنھا ومحافظاتھا لكي تحقق لھم ما عجزوا عن تحقيقھ منذ عشرية النار لغاية يومنا الحالي في سورية والمنطقة, متناسين أن أعمالھم الخبيثة وخططھم ومشاريعھم وأكاذيبھم وأقنعتھم المتعددة كشفت أمام شعوبھم وأمام شعوب العالم أجمع وأصبحوا منبوذين عالميا، وأنھ وبالرغم من محاولات إحياء الدواعش بكل مسمياتھم مرة أخرى وخروجھم من القمقم الصھيوأمريكي تركي لإعادة الفوضى الخلاقة إلا أنھم وأسيادھم محاصرون تحت وفوق الشجرة, والأيام والأسابيع القادمة بإذن الله تعالى مبشرة بالنصر لحلف ومحور الإنسانية محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي، وبالهزيمة النكراء لحلف الشياطين حلف الناتو الإمبريالي الصھيوغربي تركي والصهيونية العالمية المتوحشة، وأن الھزائم المتلاحقة لمحور الصھيوناتويين النازيين في منطقتنا والعالم يبشر بأن ھناك تغيير دولي قادم لا محالة ومخاض عسير سيحدد موازين القوى في المنطقة والإقليم والعالم وبعدھا سيولد عالم جديد متعدد الأقطاب…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي….
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.