**فادي السمردلي يكتب ؛الشهيد راشد الزيود أيقونة التضحية**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في تاريخ الأمم والشعوب، تبرز أسماء أبطال خلدوا أرواحهم في صفحات الفداء والتضحية، ومن بين هؤلاء يأتي الشهيد البطل راشد الزيود، الذي رسم بدمائه الطاهرة ملحمة وطنية ستبقى حاضرة في وجدان الأردنيين راشد الزيود، أحد أفراد قوات العمليات الخاصة الأردنية، كان مثالًا للجندي المخلص الذي نذر حياته لخدمة وطنه والدفاع عن أمنه واستقراره. لقد جسّد الشجاعة والإقدام في أحلك الظروف، وكان استشهاده في مواجهة إرهابية بمدينة إربد شهادة على الإيمان العميق بقيم الوطن والواجب.
وُلد راشد الزيود في أسرة أردنية أصيلة غرست فيه منذ طفولته حب الوطن والالتزام بقيمه ومبادئه فالتحق بالقوات المسلحة الأردنية واختار أن يكون جزءًا من قوات العمليات الخاصة، تلك الوحدة التي تتطلب أقصى درجات الانضباط والتفاني والشجاعة وسرعان ما أصبح راشد قدوة لزملائه في السلك العسكري بفضل عزيمته وروحه المقاتلة وإيمانه العميق بدوره في حماية الاردن من كل تهديد، سواء كان داخليًا أو خارجيًا.
في الاول من مارس عام 2016، تصدى الأردن لمخطط إرهابي خطير كان يهدف إلى زعزعة أمن البلاد واستقرارها وتمكنت الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع القوات المسلحة، من تحديد موقع خلية إرهابية متطرفة في أحد أحياء مدينة إربد شمال المملكة وكانت الخلية مجهزة بأسلحة ثقيلة ومواد متفجرة، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأرواح والممتلكات وبسرعة فائقة، أعدّت القوات الأمنية خطة مداهمة محكمة، حيث تولت قوات العمليات الخاصة، بقيادة أبطال مثل راشد الزيود، مهمة اقتحام الموقع والقضاء على التهديد.
خلال ساعات طويلة من الاشتباكات العنيفة، أظهر الشهيد راشد الزيود شجاعة فائقة فكان في مقدمة الصفوف، متحديًا الرصاص والخطر، مؤمنًا بأن واجبه حماية الوطن وشعبه مهما كلفه ذلك من تضحيات وبينما كان يقترب مع فريقه من القضاء على آخر جيوب الخلية الإرهابية، أصيب إصابات قاتلة ورغم إصاباته البالغة، استمر راشد في أداء واجبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يدافع عن أمن بلاده، تاركًا وراءه درسًا خالدًا في التضحية.
كان استشهاد راشد لحظة مؤلمة للأردنيين جميعًا، لكنه في ذات الوقت كان رمزًا للوحدة والهوية الوطنية فخرج الآلاف من أبناء الأردن لتشييع جنازته في موكب مهيب، حيث اختلطت الدموع بالفخر، وتجلت مشاعر الحب والانتماء للوطن. أظهر استشهاد راشد مدى استعداد الأردنيين لتقديم أغلى ما يملكون في سبيل الحفاظ على أمن وطنهم واستقراره، وهو ما يعكس القيم الراسخة التي يحملها ألاردنيين.
لكن قصة الشهيد راشد الزيود لم تتوقف عند تضحياته في ذلك اليوم البطولي فلقد أصبح رمزًا وطنيًا تستلهم منه الأجيال القادمة معاني الإيثار والشجاعة زتُروى قصته في المدارس والجامعات، ليبقى حيًا في الذاكرة الجماعية للشعب الأردني كما دفع استشهاده الجهات الرسمية لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان أن تظل الأردن حصنًا منيعًا في وجه التحديات الإقليمية والدولية.
إن تضحية الشهيد راشد الزيود تُذكرنا دائمًا بأن حماية الوطن ليست مسؤولية سهلة، بل هي مهمة تتطلب رجالًا شجعانًا يؤمنون برسالتهم ويقدمون أرواحهم فداءً لتراب الوطن لقد قدم راشد حياته ليبقى الأردن آمنًا، ولتبقى راية السلام والحرية مرفوعة في سمائه لقد رحل بجسده، لكنه بقي حاضرًا في القلوب كرمز للشجاعة والوفاء.
رحم الله الشهيد راشد الزيود، الذي سيظل اسمًا محفورًا في وجدان الأردنيين، وستبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يسعى للحفاظ على أمن الأردن واستقراره وهو مثال حي على أن حب الوطن لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال والتضحيات التي تخلّد أسماء أصحابها في ذاكرة الأوطان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.