*فادي السمردلي يكتب :الشهيد العقيد الركن سائد المعايطة “أسد القلعة” الذي دحر الإرهاب بدمه*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …
*#* *اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
الشهيد سائد المعايطة، ذلك البطل الأردني الدركي الذي سطّر بدمه أسمى معاني التضحية والفداء، بات رمزًا خالدًا في ذاكرة الأردنيين فلقد جسد بحياته واستشهاده صورة الإنسان الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويقدم حياته قربانًا للحرية والأمن وُلد الشهيد في مدينة الكرك، المدينة التي تشتهر بتاريخها العريق وبأبنائها الذين عُرفوا بالقوة والشجاعة والإخلاص للوطن ونشأ في أسرة كركية أصيلة، وتربى على قيم العزة والكرامة وحب الوطن، مما انعكس في مسيرته الحياتية والمهنية.
منذ التحاقه بقوات الدرك الأردنية، برز الشهيد كقائد مميز ومثال يُحتذى به في الانضباط والالتزام. كان يتمتع بشجاعة نادرة وحب كبير لخدمة وطنه، حيث شارك في العديد من العمليات الأمنية الصعبة التي أظهرت قوته وإصراره على حماية الأردن من أي تهديد وكان في كل مهمة يتقدم الصفوف، مستعدًا لتحمل المخاطر، مؤمنًا بأن حماية الوطن شرف لا يضاهيه شرف.
لكن اللحظة الفاصلة في حياته البطولية جاءت في ديسمبر 2016، عندما واجهت مدينة الكرك هجومًا إرهابيًا استهدف قلعتها التاريخية وجماعة من الإرهابيين تحصنوا داخل القلعة، في محاولة يائسة منهم لزعزعة أمن البلاد، إلا أن الرد الأردني كان على مستوى التحدي فالعقيد كان في مقدمة المقاتلين، قاد زملاءه في مواجهة الإرهابيين، متحديًا كل المخاطر والصعوبات وكانت المعركة داخل القلعة أشبه بملحمة تاريخية، حيث أظهر شجاعة نادرة وإصرارًا لا يعرف التراجع، ونجح في تحجيم قدرات الإرهابيين.
استشهد أبو عون وهو يقاتل في الصفوف الأمامية، تاركًا وراءه قصة فداء ستظل محفورة في ذاكرة الأردن فلقد أرتقى جسده، لكن روحه ما زالت تُلهم الأجيال الجديدة لمعنى التضحية والعطاء وجنازته المهيبة التي حضرها آلاف الأردنيين كانت تعبيرًا عن حب الشعب لهذا البطل، وتأكيدًا على أن الشهيد لم يكن مجرد جندي، بل كان رمزًا للوطنية الحقيقية.
إن قصة سائد تُبرز القيم العظيمة التي تأسس عليها الأردن الشجاعة، التضحية، والإيمان العميق بأن الوطن يستحق كل غالٍ ونفيس ولقد أرسل برسالته الأخيرة، وهي أن حب الوطن لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل والتضحية لقد دافع عن الأردن ليس فقط بصفته رجل أمن، بل كمواطن يرى في وطنه أغلى ما يملك.
سيظل الشهيد العقيد الركن سائد المعايطة “أسد القلعة” رمزًا خالدًا للشجاعة في وجه الإرهاب والظلم. تذكرنا قصته دائمًا أن الوطن لا يُحمى إلا برجال شجعان مستعدين لتقديم أرواحهم في سبيله. إرثه الباقي ليس فقط في بطولاته التي تُروى، بل في قلوب كل أردني يعتبر أمن بلاده وحريتها قضية حياة. هذا الإرث هو الشعلة التي تُبقي الأردن قويًا، شامخًا، وعصيًا على كل معتدٍ.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.