ما قام بھ أردوغان وعصاباتھ بمختلف مسمياتھا في سورية ھو تنفيذ لمخطط الصھيوغربيين بما يسمى بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير والمتجدد…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…. 

 

كل منا يعلم بأن الحزبيين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري لا تغيير في سياساتھم الخارجية إتجاھ فلسطين ومنطقتنا بشكل عام، وھما يعملان ليلا ونھارا على من يقدم خدمات أكثر للوبي الصھيوني لحماية وتثبيت كيانھم الصھيوني المحتل لفلسطين وللأراضي العربية الأخرى، وتنفيذ مخططاتھ التوسعية التي تتوائم مع أطماعھم الإستعمارية في منطقتنا والتي يطلقون عليھا مصالحھم في المنطقة، وقد أعترف بايدن وإدارتھ في بداية حربھم على شعب غزة العزة بأنھم يھود وصھاينة ولا يوجد لھم حليف في المنطقة إلا ما تسمى (دولة إسرائيل) وأنھم سيدافعون عن إسرائيل دائما، وأيضا أكد ذلك الأمر ترامب وإدارتھ الصھيونية القادمة بعد عدة أسابيع إلى البيت الأبيض حينما صرح بإحدى خطاباتھ بأنھ يرى خارطة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع، وأيضا تھديداتھ لمنطقة الشرق الأوسط بالجحيم إذا لم تطلق حماس الأسرى الصھاينة قبل وصولھ للبيت الأبيض وغيرھا من التھديدات التي بعثھا كرسائل تخويف وتھديد للمنطقة وقادتھا وشعوبھا، وھذھ التھديدات لا تخيف أحدا من محور المقاومة بدولھ وجيوشھ وأحزابھ وفصائلھ ومستقليھ وشعوبھ لأنھم يستطيعون التعامل مع ھذھ التھديدات والرد عليھا، وقد ردت حماس على ذلك التھديد مباشرة…

وفي الأيام الباقية من إدارة بايدن والقادمة لتنصيب ترامب وإدارتھ يبدوا أنھم يتنافسان وبتحدي او تنسيق مشترك بينھم وبين إداراتھم على من قدم وسيقدم أكثر للكيان الصھيوني في فلسطين ومنطقتنا، ھذا غير تبشير النتن ياھو خلال إرتكابھ الإبادة الجماعية في غزة وجنوب لبنان بأنھ سيغير خارطة وخريطة الشرق الأوسط، وبعد ھزيمتھ في غزة ثم في لبنان من حزب اللھ وموافقتھ على وقف إطلاق النار، صرح بأن ھناك أشياء سرية جعلتھ يوافق على الإتفاق وقام خلال خطابھ بتھديد الرئيس بشار الأسد بأن لا يلعب بالنار، ويبدوا أنھم وبعد وقف إطلاق النار وھزائمھم في غزة ولبنان أعطى قادة أمريكا بايدن وترامب الضوء الأخضر لأردوغان لتنفيذ الخطة التالية وتھديداتھم إلى سورية، ويبدوا أن الرئيسين بايدن وترامب عملوا على دغدغت أحلام وطموحات أردوغان بعودة سلطنتھ العثمانية كما جرى في عشرية النار سابقا، ويبدوا أن ھذا الأردوغان لا يتغير أبدا ولھ أقنعة كثيرة يستطيع من خلالھا الضحك بخطاباتھ الرنانة إتجاھ غزة وفلسطين على أكبر المحللين السياسيين والعسكريين والخبراء في الأمة كاملة، كما جرى في منتدى دافوس حينما قام بتوبيخ شمعون بيرز قبل حربھم الكونية على سورية في عشرية النار…

فأردوغان وحكومتھ وجيشھ ھم أدوات تنفيذية لحلف الصھيوغربيين الناتوي، وعمل سابقا وما زال يعمل على تنفيذ مخططاتھم في المنطقة لتقسيمھا فيما بينھم، تلك المخططات التي عجزوا عن تنفيذھا منذ عقود خلال إستعمارھم للعراق وفي ثوراتھم المفتعلة والحرب الكونية على سورية في عشرية النار، والحروب المتعددة على غزة ولبنان، والحرب الكونية الآخيرة على شعب غزة العزة ومقاوميھا وشعب لبنان وجنوبھ الأبي ومقاومتھ، ليجددوا الخطط القديمة والمتجددة والبديلة بإعادة ثوراتھم المفتعلة وعصاباتھم الداعشية والقاعدية وتصنيفاتھا النصرة وجبھة تحرير الشام…وغيرھا ويدعموھا بكل أنواع الدعم اللوجستي، ويدخلوھا مرة أخرى إلى سورية قلب الأمة النابض وجسدھا القوي بإذن اللھ تعالى لمواجھة كل تلك المخططات الصھيوغربية والأردوغانية…وغيرھا…

فأردوغان منذ أكثر من عامين وھو يطالب بمقابلة الرئيس بشار الأسد وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين دون البحث بمصير محافظة إدلب وغيرھا من القرى المحتلة من قبل تركيا، وأيضا مصير تلك العصابات المصنفة دوليا وفي الأمم المتحدة بأنھا منظمات إرھابية إرتكبت أبشع الجرائم بحق شعوبنا في سورية والعراق وليبيا…وغيرھا، ورفض الرئيس بشار الأسد ذلك التطبيع وتلك المقابلة مع أردوغان دون البحث في كل تلك الأمور وأنھائھا لتعود العلاقات طبيعية بين البلدين الشقيقين والجاريين، وكانت نظرة الرئيس الأسد ھي الأعمق بتحليل شخصية أردوغان وأقنعتھ المتنوعة والتي يغيرھا حسب مصالح أسيادھ في حلف الناتو الصھيوغربي وليس حسب مصالح الشعب التركي، بالرغم من أن الكثير من قيادات سورية والعالم العربي والإسلامي والمحللين والكتاب والإعلاميين ورجال الدين وحتى بعض الحلفاء إنتقدوا رفض الرئيس بشار الأسد لتلك المقابلة، فكان رأيھ ھو الصواب لمعرفتھ الدقيقة بشخصية ذلك الأردوغان الصھيوناتوي، وأردوغان يقدم حجج كاذبة وواھية لتبرير فعلتھ الدنيئة بحق سورية وخيانتھ لحلفائھ الروس والإيرانيين في أستانا، وقبل ذلك خيانتھ لأمتھ ولدماء شھداء شعب غزة وفلسطين ولبنان وسورية…وغيرھا التي سفكت لتواطئھ وشراكتھ مع اعداء اللھ والرسل والأمة والإنسانية جمعاء، بأن سبب ھذھ الھجمة الوحشية البربرية على سورية ھو رفض الرئيس الأسد لطلب مقابلتھ مرات عدة لإعادة العلاقات والوصول لحل سياسي في سورية….

ويبدوا أيضا أن لقاءات وإتفاقيات أستانا المتعددة التي شارك فيھا أردوغان وحكومتھ كانت لكسب الوقت لتقوية عصاباتھم وتدريبھا ودعمھا بكل أنواع الأسلحة ومنھا المحرمة دوليا وبالتنسيق مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا كلاعب جديد في منطقتنا، تماما كما جرى في إتفاقيات منيسك ١+٢ والتي كانت مع روسيا بخصوص أوكرانيا لمدة ثمان سنوات لكسب الوقت لتقوية وتدريب ودعم عصابات اليھود الصھاينة بقيادة زيلنسكي والنازييين الجدد في أوكرانيا وقد اعترفت بذلك المستشارة الألمانية السابقة ميركل والرئيس الفرنسي اولاند بعد عدة سنوات، وأيضا نؤكد بأن كل اللقاءات السياسية سواء الثلاثية التي جرت في بغداد بين وزراء خارجية العراق وسورية وإيران أو لقاء الدوحة لمتابعة صيغة أستانا، وحتى لقاء ما تسمى جامعة الدول العربية كلھا ستكون مضيعة للوقت لأن تلك العصابات المتصھينة تحاول ليلا ونھارا التمدد والتوسع أكثر داخل سورية وبدعم لوجستي ناتوي صھيوغربي تركي كامل…

وللأسف الشديد أن لقاء وزراء الخارجية في بغداد أكد أن الحكومة العراقية ستكتفي بالدبلوماسية فقط، وھذا سيكون خطأ فادحا لحكومة السوداني، لأنھ لا سمح اللھ ولا قدر إذا سقطت الدولة السورية فإنھم ستوجھون مباشرة إلى العراق كما جرى في مخططاتھم في عشرية النار، والواجب أنھ وبعد ذلك الإجتماع تم علنا دعم سورية بقوات من الجيش العراقي والحشد الشعبي بكل مكوناتھم كما جرى سابقا، لأن تلك العصابات الإرھابية وظيفتھا تنفيذية كأدوات توسعية، وستكون كارثة ليس على سورية فحسب بل على العراق والأردن ودول الخليح قاطبة إذا لم يتم تكاتف جھود الدول العربية معا للقضاء على تلك العصابات الإرھابية، وإذا لم تكن مواقف القادة العرب في الجامعة العربية وفي إجتماعھم القادم يوم الأحد داعمة لسورية وقادتھا وجيشھا وشعبھا قولا وفعلا بتفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك وتنفيذھا مباشرة على أرض الواقع في سورية لمحاربة تلك العصابات الإرھابية وصفع داعميھا وھزيمة مخططاتھم بتقاسم سورية والدول العربية الأخرى فإنھا ستكون الطامة الكبرى على القادة والجيوش والشعوب….

ويجب على قادة الدول العربية أن لا يردوا على أكاذيب وحجج أردوغان الصھيوناتوي الطائفية لأنھ ھو من تلاعب مع الصھيوغربيين بأمن الدول العربية كافة في الفوضى الخلاقة والثورات المفتعلة وسيطر على بعضھا سياسيا وعسكريا وما زال يتلاعب وما زالت شعوب دولنا تعاني الأمرين من عصاباتھ ومن تدخلاتھ بكل مجالاتھا، وھو لا يھمھ أمن الدول العربية القومي ويتلاعب بھ بين الفينة والأخرى لتحقيق أھواء نفسھ المريضة بالسيطرة والتوسع، وأيضا لتنفيذ مصالح حلف الناتو الصھيوغربي فقط، وعلى الدول العربية أن لا ترد على آلاعيب قادة الإدارات الأمريكية بايدن وترامب وأكاذيبھم بأنھ لا علاقة لھم بما يجري في سورية، لأنھم سيتبادلون الأدوار عليھم كل قيادة على حدھ ويقولون لھم نحن نريد أن نخلصكم من إيران وأذرعھا في سورية لأنھا تشكل خطرا عليكم وعلى خططكم الإقتصادية وتنمية بلدانكم والرفاھ لشعوبكم …وغيرھا من الأكاذيب الشيطانية الأمريكية، وإيران ھي من حافظ على الأمن العربي القومي ومستشاريھا وضباطھا كانوا يساعدون العراق وسورية وغيرھا للحفاظ على وحدة أراضيھم بعد أن خلصتھم من عصابات الدواعش الصھيوغربية أردوغانية ومخططاتھم التوسعية، وسيعملون المستحيل وبالتنسيق مع كيانھم الصھيوني للقضاء على تلك الدول العربية دولة دولة وتقسيمھا وتجزئتھا فيما بينھم ضمن التغيرات الدولية القادمة لرسم خرائط المنطقة من جديد والسيطرة على مناطق جغرافية أوسع لتلك الدول، ووعودھم لأردوغان وعصاباتھ بتوسيع خارطة الدولة التركية أي سلطنتھ العثمانية إلى أبعد الحدود ھي مجرد وعود فقط لتنفيذ مخططھم على سورية وباقي الدول، وسيتخلص منھ بايدن او ترامب ودولتھم العميقة الصھيوشيطانية وحلفھم الصھيوغربي ناتوي مباشرة….

لذلك على قادة الأمة العربية أن تقف مع سورية وقائدها وجيشھا ومحورھا لحماية شعبنا السوري وكل شعوب منطقتنا من تلك المخططات والھجمة التوسعية التقسيمية الشرسة، ويجب أن تصحوا ضمائرھم الآن، ويخرجوا عن صمتھم ويقولون لأمريكا والكيان الصھيوني وأردوغان كفاكم تلاعب بأمننا القومي العربي وأمن المنطقة برمتھا، لعل الشعوب في غزة وفلسطين ولبنان وكل شعوب الأمة تصفح عنھم وعن عجزھم لما جرى وما زال جاريا بحق شعوبنا في غزة وفلسطين ولبنان من جرائم وإغتيالات وإبادة جماعية يندى لھا جبين الإنسانية جمعاء من قبل الكيان الصھيوني وبشراكة ودعم لوجستي كامل ودائم من الصھيوغربيين…

أما لقاء أستانة الثلاثي في الدوحة غدا فإن ھذا اللقاء يبدوا أنھ سيكون أيضا مضيعة للوقت لأن عقلية أردوغان ونفسيتھ المريضة وبتحريض من الصھيوأمريكيين ستجعلھ يعتبر نفسھ الآن بأنھ المنتصر على القيادة السورية ولم يعد ھناك داعي لتلك الصيغ والإتفاقيات، او قد يضع وزير خارجيتھ شروط تعجيزية أمام الروس والإيرانيين، لذلك يجب على إيران وروسيا أن يكون حديثھم على المكشوف مع تركيا ويسمعوا وزير الخارجية التركي فادان قولا بليغا لسحب عصاباتھم من كل الأراضي السورية دون شرط، مع توجيھ رسائل ذات مغزى لأردوغان ينقلھا لھ وزير خارجيتھ بأن الوعود والعھود وأحلام التوسع التي وعدت بھا من قبل قادة أمريكا لم ولن تنفذ أبدا، أولا لأننا حلفاء لسورية ونحن معھا في تلك الحرب ونقف قلبا وقالبا مع سورية وقائدھا وجيشھا وشعبھا والمنطقة برمتھا للحفاظ على أمنھا القومي، وثانيا أن الصھيوغربيين لم ولن يعطوك شيئا أبدا من المنطقة التي سيطرت عليھا عصاباتك بل بالعكس سيتخلصون منك عاجلا أم آجلا كما حصل سابقا وبإنقلاب ما، وستنقلب تلك العصابات وبتحريض من الصھيوغربيين على تركيا لتقسيمھا إلى أقسام متعددة…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.